تظاهر آلاف العراقيين، أمس، في وسط بغداد، للمطالبة بإصلاحات لتحسين أوضاع البلاد، وحاول بعضهم اجتياز حواجز أمنية للوصول إلى «المنطقة الخضراء»، ما دفع قوات الأمن إلى إطلاق قنابل مسيّلة للدموع لتفريقهم. وفي خطوة استباقية، قطعت قوات الأمن، صباحاً، ثلاثة جسور رئيسية تؤدي إلى «المنطقة الخضراء»، بهدف منع اقتحامها من قبل المتظاهرين، وفقاً لضابط برتبة عقيد، وذلك غداة دعوة رئيس الحكومة العراقية حيدر العبادي إلى عدم التظاهر، بسبب انشغال القوات الأمنية بعمليات تحرير الفلوجة من قبضة «داعش».ولكن بعد الظهر، احتشد آلاف العراقيين في «ساحة التحرير» (وسط بغداد)، للمطالبة بإصلاحات، من خلال تشكيل حكومة من وزراء تكنوقراط مستقلين بدلاً من الوزراء المرتبطين بأحزاب سياسية. وتخلّل التظاهرة هتافات، بينها «بالروح بالدم نفديك يا عراق» و«نعم نعم يا عراق». وحاول عدد من المتظاهرين تجاوز حواجز إسمنتية عند مدخل جسر الجمهورية، بهدف التوجه إلى «المنطقة الخضراء»، حيث مقر الحكومة ومجلس النواب. عندها، أطلقت قوات الأمن عيارات نارية في الهواء، أعقبها إطلاق غاز مسيل للدموع لوقف تقدم المتظاهرين، بحسب ما أفاد مراسل «فرانس برس».
في غضون ذلك، أشادت المرجعية الدينية في النجف، المتمثلة بآية الله علي السيستاني، بـ«الانتصارات» التي حققتها القوات الأمنية مسنودة بمقاتلي «الحشد الشعبي» والعشائر في معركة تحرير مدينة الفلوجة. وقال ممثل المرجعية في مدينة كربلاء، أحمد الصافي، في خطبة صلاة الجمعة، إن «القوات المسلّحة والشرطة الاتحادية، ومن يساندهم من المتطوعين وأبناء العشائر، يخوضون معارك ضارية لدحر الإرهاب الداعشي عن مناطق أخرى من أرض العراق»، مضيفاً أنه يجب أن «نقف ونحيي بإقدار وإجلال هؤلاء الرجال على انتصاراتهم، وبطولاتهم في الدفاع عن وطنهم وشعبهم». وقال: «لا نجد من الكلمات ما تفي ببيان قدرهم ومكانتهم، ونقول لهم إنكم أعظم قدراً ممن غيركم، ويا ليتنا كنّا معكم».
وتابع الصافي: «نؤكد للمقاتلين ضرورة توفير الحماية للمدنيين، وتخليص من احتمى العدو بهم بكل الوسائل المتاحة»، مضيفاً أن «إنقاذ إنسان بريء أهم وأعظم من استهداف العدو». وفي السياق ذاته، أعلن القيادي البارز في «الحشد الشعبي» هادي العامري، أن المعركة النهائية لاستعادة المدينة ستبدأ خلال أيام وليس أسابيع. وقال، من موقع العمليات فيما كان العبادي إلى جانبه، إن المرحلة الأولى التي بدأت يوم الاثنين، أوشكت على الانتهاء مع استكمال التطويق الكامل للمدينة.
وكان العامري قد صرح، في وقت سابق من هذا الأسبوع، بأن «التحالف الشعبي سيشارك فقط في عمليات التطويق، وسيترك للجيش عملية اقتحام المدينة»، مضيفاً أن «قوات الحشد الشعبي لن تدخل المدينة إلا إذا فشل هجوم الجيش».
سياسياً، قالت النائبة نجيبة نجيب لـ«الأخبار» إنه جرى إبلاغ النواب الأكراد بالعودة إلى بغداد وحضور جلسة مجلس النواب المقررة الأحد». ويأتي هذا التطور، بعدما تضاربت الأنباء بشأن انعقاد هذه الجلسة.
وكان رئيس ائتلاف «دولة القانون نوري المالكي» قد أعلن، أول من أمس، قطع «أشواط مهمة» في مجال التقريب بين طرفي الخلاف في مجلس النواب. وقال في بيان إن «جهودنا للتقريب بين طرفي الخلاف في مجلس النواب مستمرة»، مشيراً إلى «قطع أشواط مهمة في هذا المجال». وأضاف المالكي أن «البعض يحاول عرقلة التوصل إلى اتفاق»، ‏معتبراً أن «عدم التوصل إلى حلّ توافقي سيضع كلا الطرفين أمام خيار ما سيقوله القضاء، الذي سيكون ملزماً للجميع ولا ينهي حالة التأزم والاحتقان».
(الأخبار، أ ف ب)