مرور أسبوعين على تحطم الطائرة المصرية القادمة من فرنسا في المتوسط والبطء في خطوات إنقاذ الصندوقين الأسودين عاملان يرجّحان فرضية أن أحدهم لا يريد السعي بجدية للعثور على الصندوقين، في ظل توقف دعوات التعاون التي انطلقت في سبيل انتشال حطام الطائرة.أما في مصر، فتقول مصادر سياسية إنها لم تلمس "رغبة حقيقية في التعاون من دول عدة"، لم تسمها، بالإضافة إلى التباطؤ من الجانب الفرنسي في البحث وفي أمور أخرى، على عكس التصريحات الرسمية التي صدرت من باريس فور إعلان سقوط الطائرة وإيجاد حطامها.
احتجاج القاهرة أنه ليس لديها سفن وطواقم متخصصة بالبحث البحري

كذلك فإن إعلان لجنة التحقيق المصرية في الحادث يوم أمس تلقّي إشارات من أحد الصندوقين في محيط سقوط الطائرة لا يدل بالضرورة على إمكانية الوصول إليهما أو إلى أحدهما، على ضوء نقص الإمكانات الواضح ضمن عملية البحث، وذلك لأن البحرية المصرية تكتفي بالسفينة الفرنسية التي تم الاتفاق معها على البحث عن الصندوقين، في وقت لم تتمكن فيه سفينة البحث المصرية التابعة لقطاع البترول من الوصول إلى أي معلومات حول الصندوقين بسبب طبيعة عملها المخصصة للاستكشافات البترولية وليس البحث عن صناديق الطائرات.
وتحاول القاهرة عبر القوات البحرية الوصول إلى أشلاء أو حطام مع استمرار عمليات البحث، وأضافت المصادر أن ما يعثر عليه يرسل إلى مصلحة الطب الشرعي لمطابقته بالحمض النووي لأقرباء الضحايا، لكنها أكدت أنها لن تستطيع مطلقاً الوصول إلى الصندوقين الأسودين.
والآن لا أحد يتجنّب الحديث عن قوة فرضية العمل الإرهابي بوضع قنبلة على متن الطائرة ما أدى إلى انفجارها فجأة، وهو ما يسنده غياب أي شكوى من قائدها عن مشكلات أو إرسال رسالة استغاثة قبل اختفائها من على الرادار، وهذا يعني أن الوصول إلى الصندوق الأسود سيؤكد هذه الفرضية، على غرار ما حدث مع الطائرة الروسية التي سقطت فوق سيناء نهاية تشرين الأول الماضي.
المصادر نفسها تقول إن دولاً أوروبية لم تُبدِ القدر الكافي من التعاون في البحث، خاصة أن منطقة البحث تصل إلى نطاق 40 ميلاً بحرياً، وهي مساحة شاسعة تتطلب إمكانات لا تمتلكها البحرية المصرية، فضلاً عن غياب متخصصين في مجالات البحث لدى مصر.
بذلك، فإنه خلال أقل من أسبوعين سيتوقف الصندوقان كلياً عن إرسال أي إشارات قد تساعد في الوصول إليهما مدى الحياة، لأن لديهما القدرة على إرسال إشارات لتحديد مكانهما لمدة 30 يوماً على أقصى تقدير، ما يعني أن لغز السقوط رهن رغبة باريس في سرعة التحرك من أجل انتشال الصندوقين، كما ترى مصر، وإلا فسينضم سجل هذه الطائرة التي انطلقت من مطار شارل ديغول وعلى متنها 15 فرنسياً، إضافة إلى 45 آخرين، إلى سجلات الحوادث الغامضة للطائرات.