في الوقت الذي فُتحت فيه أكثر من جبهة ضد «داعش»، يسعى التنظيم إلى شنّ هجمات في مناطق أخرى، وهو ما حصل أمس في الرمادي، بينما لا تزال القوات العراقية تتقدم باتجاه مركز الفلوجة.وواصلت القوات تقدمها على الجبهتين العسكريتين في الفلوجة (محافظة الأنبار) وقرب الموصل (محافظة نينوى)، في وقت أعلن فيه قائد عمليات الأنبار اللواء الركن إسماعيل المحلاوي إحباط هجوم لـ«داعش» على مقر عسكري شمال الرمادي. وقال المحلاوي إن «تنظيم داعش الإرهابي شن هجوماً بواسطة عجلات مفخخة وأسلحة متنوعة على مقر عسكري للجيش في الفرقة العاشرة في منطقة الجرايشي شمال الرمادي»، مضيفاً أن «قواتنا الأمنية الموجودة في المقر تمكنت من صدّ الهجوم وقتل جميع عناصر التنظيم المهاجمين وتدمير العجلات المفخخة التي يقودها الانتحاريون». إلا أن وكالة «فرانس برس» أفادت بأن الهجوم أدى إلى مقتل خمسة جنود وإصابة آخرين، في حين ذكرت مواقع عراقية أن القوات الأمنية فرضت حظر تجوال في الرمادي.
في غضون ذلك، أعلنت خلية الإعلام الحربي عن تقدم للقوات العراقية صوب مدينة الفلوجة. وذكر بيان للخلية أن قطعات الشرطة الاتحادية تتقدم باتجاه الفلوجة من أربعة محاور، وشرعت أفواج مغاوير قيادة عمليات بغداد في التقدم من محاور أخرى باتجاه الفلوجة. وقال مسؤولون عسكريون إن القطعات العسكرية تقدمت قبل يومين عبر ثلاثة محاور؛ الأول: المحور الجنوبي لجهاز مكافحة الإرهاب، حيث تتقدم باتجاه الشهداء الأولى، والمحور الشرقي من جنوب جسر الموظفين باتجاه المعارض تتقدم فيها قطعات عمليات بغداد، ومن محور جنوب غرب الفلوجة يجري التقدم باتجاه الفلاحات والصبيحات.
استعادة قرية النصر قرب معسكر تحرير الموصل

وفي هذا الإطار، تمكنت القوات العراقية من تحرير ثلاث قرى جنوبي الفلوجة، وهي «قرى الزعانثة والذيبان والعطر»، كذلك سيطرت على جسر عباس جميل في الفلوجة. وكان قائد الشرطة الاتحادية الفريق رائد شاكر جودت قد أعلن، في وقت سابق أمس، تحرير قواته منطقة الشقق السكنية جنوبي الفلوجة، كما أعلن تحرير سد الفلوجة جنوبي المدينة، وقال إن قواته «تواصل تقدمها نحو الأهداف الأخرى المرسومة ضمن مركز المدينة».
وغرب الفلوجة، أفاد عضو اللجنة الأمنية في مجلس محافظة الأنبار راجع بركات العيساوي بأن «القوات الأمنية المشتركة تمكنت، ظهر اليوم (أمس)، من تحرير منطقتي الجفة والعصرية (14 كلم غربي الفلوجة) من سيطرة داعش»، مؤكداً أن «العملية أدّت إلى مقتل 16 من عناصر التنظيم، وتدمير أربع سيارات مفخخة». وأضاف أن «القوات الأمنية، وبعد تطهيرها لمنطقتي الجفة والعصرية، تستعد لاقتحام الحلابسة وما يليها من مناطق غربي الفلوجة، خلال الساعات القليلة المقبلة، بدعم من طائرات التحالف الدولي مع ضمان إخلاء المدنيين من مواقع المواجهات».
أما شمال العراق، أي على طريق تحرير مدينة الموصل، فقد أعلنت القوات العراقية أنها تمكنت من استعادة قرية النصر قرب معسكر تحرير الموصل، بعد ساعات على انطلاق عملية عسكرية. وشرعت الفرق الهندسية التابعة لقيادة تحرير نينوى في تفكيك الألغام والعبوات الناسفة من القرية.
وحرصت القوات الأمنية على الإشارة إلى دور طائرات الأباتشي الأميركية في هذه العملية، والتي دخلت، أخيراً، على خط القتال؛ فقد أشار أحد الضباط إلى أن «قوات الجيش، وبإسناد من طائرات التحالف، حرّرت قرية النصر جنوبي الموصل ضمن المحور الغربي لمخمور»، مضيفاً أن «العملية شاركت فيها طائرات الأباتشي، وقدمت على وجه الخصوص دعماً لدى تقدّم اللواء المدرع 37 على مواقع داعش». من جهته، أفاد مصدر في قيادة عمليات نينوى بأن «قرى السبعاويين جنوب الموصل تتعرض لقصف أرضي وجوي مكثف»، لافتاً إلى أن قِطع الجيش تستعد لاقتحامها.
من جهتها، أعلنت «فرقة العباس» التابعة لـ«الحشد الشعبي» استعدادها للمشاركة في عملية تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش» بلواء مدرع ونخبة من قواتها. وفيما أكدت سعيها للتعاون مع قوات البيشمركة في تحرير قضاء تلعفر (غربي المدينة)، أشارت إلى أن قواتها ستنطلق بعد موافقة القائد العام للقوات المسلّحة رئيس مجلس الوزراء حيدر العبادي «حصراً».
في هذه الأثناء، أفاد مصدر في قيادة عمليات نينوى بأن القوات الأمنية أخلت 500 عائلة من قرية تابعة لناحية القيارة جنوبي الموصل، ونقلتهم إلى منطقة إيواء النازحين في مخمور.
(الأخبار)