فيما يستمرّ التنسيق الأميركي ــ الروسي «المكثف» حول الوضع السوري ومكافحة الإرهاب، مصحوباً بضغط التصريحات الإعلامية للطرفين حول ضرورة التشدد مع الأطراف السورية لحثها على التزام «الهدنة»، تحاول المعارضة التي شكّلت «الهيئة العليا للمفاوضات»، كسر «الاحتكار» الأميركي ــ الروسي لوضع قواعد المحادثات، في ظل إشراف واشنطن وموسكو على مجموعة الدعم الدولية، وتنسيقهما العسكري حول «الهدنة» عبر مركز جنيف المشترك. المحاولة حملها اقتراح خرج به «الائتلاف السوري» المعارض و«هيئة التنسيق الوطنية» في ختام اجتماع لمدة ثلاثة أيام في بروكسل، ويقول بتشكيل «مجموعة دولية» للعمل على حل الأزمة السورية. وأوضح رئيس «الائتلاف» أنس العبدة، خلال مؤتمر صحافي، أن «المجموعة تضم ستّ دول هي فرنسا والمملكة المتحدة وألمانيا والصين وروسيا والولايات المتحدة». وأضاف أنه يمكن أن تنضم إلى المجموعة «دولة أو اثنتان» من الشرق الأوسط، من أجل دفع العملية السياسية، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة وروسيا «احتكرتا الوضع» دون التوصل إلى أي نتائج لإنهاء الصراع، في ظل «انحياز روسيا إلى نظام الرئيس بشار الأسد»، و«انشغال الولايات المتحدة حالياً بالانتخابات الرئاسية»، وفق ما رأى العبدة. ومن جانبه، أوضح المنسق العام لـ«الهيئة»، حسن عبد العظيم، أن «الاجتماع يُعَدّ الرابع من نوعه، الذي يهدف إلى إرساء أساس لتوحيد موقف المعارضة ودعم نتائج مؤتمر الرياض».وبالتوازي، أعلن وزير الخارجية الأميركي أن واشنطن تعمل على «إحياء» اتفاق إطلاق النار «الهش والمهدد»، معرباً عن أمله في إرساء «هدنة حقيقية» في خلال الأسبوعين المقبلين. وحذّر كيري، موسكو والرئيس السوري بشار الأسد، من خطورة عدم احترام وقف الأعمال القتالية. وقال عقب لقائه نظيره الإيراني محمد جواد ظريف، مضيفاً أن «على روسيا فهم أن صبرنا محدود جداً حول ما إذا كان الأسد سيوضع أمام مسؤولياته أو لا». وأبدى استعداد بلاده «لمحاسبة عناصر من المعارضة»، ممن يشتبه في ارتكابهم انتهاكات أو ممن «يواصلون المعارك في انتهاك لوقف إطلاق النار».
ومن جانب آخر، رأى وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن العمليات العسكرية الروسية ومساندة الجيش السوري، أحبطت خطط الإرهابيين بإقامة قاعدة لهم في منطقة الشرق الأوسط، مشيراً إلى أن شركاء بلاده الغربيين، احتاجوا وقتاً طويلاً لإدراك خطورة تنظيمي «داعش» و«جبهة النصرة»، وضرورة التنسيق مع روسيا لصدّ تلك المخاطر. وفي كلمة أمام مجلس الدوما الروسي، ذكّر لافروف بأن العملية الروسية أتت انعكاساً لاقتراح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، تشكيل جبهة واسعة لمحاربة الإرهاب وفق أسس قانونية وتحت رعاية الأمم المتحدة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز)