عاد البيت الأبيض لتأكيد رفضه خيار التدخل العسكري في سوريا، كونه يقود إلى «حرب مفتوحة» مع «دولة ذات سيادة». تأكيد إدارة الرئيس الأميركي باراك أوباما أتى عقب الجدل الذي أثارته الدعوة إلى تنفيذ ضربات جوية ضد القوات الحكومية السورية، إذ رأى المتحدث باسم البيت الأبيض، جوش إرنست، أن التدخل العسكري يشكّل «منزلقاً خطيراً»، مضيفاً أن «من الصعب تخيّل نتائج حرب ضد دولة ذات سيادة، وخاصة في ظل الدعم من قبل روسيا وإيران». وقال خلال مؤتمر صحافي إن «تدخلاً كهذا سيثير عدداً من الأسئلة... هل سننفذ ضربة واحدة، ثم نقضي شهراً في محاولات العودة إلى المفاوضات؟ وفي حال فشل المحاولات، هل يجب زيادة تدخلنا العسكري؟ ومتى يجب إيقاف ذلك؟». وأشار إرنست إلى أن البيت الأبيض «يركز على محاربة تنظيم داعش. إذا وجّهنا مواردنا التي تستخدم حالياً ضد داعش نحو نظام الأسد، فإن ذلك لن يساعد في تحقيق هدفنا الأوسع».وعلى صعيد آخر، قال المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، إن إمكانية استئناف المحادثات السورية غير المباشرة في جنيف ستتضح بعد اجتماع مجلس الأمن الدولي في التاسع والعشرين من حزيران الجاري، مضيفاً أنه سيقدم إحاطة إلى المجلس، تتضمن نتائج اجتماعه مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ووزير خارجيته سيرغي لافروف، في سان بطرسبورغ، وسيطالب القوى المؤثرة بضرورة العمل على عودة المحادثات إلى مسارها، وتسهيل مسار المساعدات الإنسانية ووقف الأعمال العدائية.
وأشار إلى أن الغموض حول موعد الجولة المقبلة يعود إلى «عدم توافر الشروط التي يمكن أن تهيّئ الأجواء السليمة للمباحثات عبر سلسلة من اللقاءات التشاورية والتقنية في موسكو والقاهرة والرياض، وعواصم أخرى أيضاً». وأضاف أن المباحثات التقنية والتشاورية كانت «رغم صعوبتها» مفيدة، و«زودتنا بالكثير من المعلومات التي يمكن أن تكون بنّاءة، عند استئناف المحادثات».
ومجدداً، دعت وزارة الخارجية الروسية إلى إغلاق الحدود السورية ـــ التركية ووقف تدفق الأسلحة والمسلحين، والالتزام بقرارات مجلس الأمن الدولي. وقالت المتحدثة باسم الوزارة، ماريا زاخاروفا، في مؤتمر صحافي، إن استمرار الوضع الحالي للحدود يساهم في استمرار التوتر وإفشال جهود وقف العمليات القتالية. إلى ذلك، أعلن نائب قائد «التحالف الدولي»، الجنرال البريطاني داغ تشالمرز، أن الأيام الأخيرة لم تشهد توجيه القوات الروسية أي ضربات جوية ضد مواقع المعارضة التي تدعمها واشنطن.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)