صنعاء | يمكن القول إن يوم أمس كان احد أكثر أيام العدوان السعودي على اليمن همجيةً لناحية تكثيف العمليات العسكرية الجوية ضد عدد من المحافظات، وهو ما يمكن قراءته في ضوء حدثين: أولاً كتنفيذٍ لوعيد المتحدث باسم التحالف، أحمد عسيري، قبل يومين، حين أعلن دخول العدوان مرحلته الاخيرة التي ستكون «الاكثر عنفاً وحسماً»، وثانياً كانتقامٍ من تدمير الجيش و«اللجان الشعبية» لقاعدة «الملك خالد» الجوية السعودية.
وفيما أعلنت منظمة الصحة العالمية أمس، أن عدد ضحايا العدوان وصل إلى 2000 شهيد و8000 جريح، ارتكب طيران العدوان السعودي سلسلة مجازر يوم أمس، لعلّها الأقسى منذ بدء العدوان من حيث عدد الضحايا. في العاصمة صنعاء، استهدف القصف مقر قيادة القوات الخاصة في وقتٍ كان يكتظ فيه بالموظفين والجنود والضباط، ما أسفر عن نحو 60 شهيداً ونحو 200 جريح، بحسب حصيلة أولية لوزارة الصحة. وقالت مصادر محلية لـ«الأخبار» إن طائرات العدوان استهدفت وحدة «مكافحة الإرهاب» الواقعة في مبنى القيادة، مؤكدةً مقتل قائد مكافحة الإرهاب العقيد عبد الرحمن المحويتي إثر القصف. واستهدفت طائرات العدوان حياً سكنياً في منطقة الحصبة في صنعاء في محيط وزارة الصحة ومؤسسة الإذاعة والتلفزيون.
في هذا الوقت، لا يزال الجيش و«اللجان الشعبية» والقبائل يسيطرون على المواقع العسكرية السعودية التي اقتحموها خلال الأيام الماضية، في وقتٍ تواصل فيه القصف بين الجيش و«اللجان» من جهة والقوات السعودية من جهةٍ أخرى بالصواريخ والمدفعية. وقام الجيش السعودي بعملية إخلاء واسعة لمعظم مواقع على الحدود، ولا سيما في محافظة نجران، فيما تستمرّ عمليات نزوح السكان السعوديين إلى أماكن بعيدة عن الحدود.
أما مدينة الحديدة الساحلية، فشهدت قصفاً على مقر كلية الطب. وقالت مصادر طبية في المدينة إن القصف أسفر عن نحو 5 شهداء وعشرات الجرحى، كما استهدف طيران العدوان في الحديدة أيضاً القاعدة البحرية بأكثر من 5 غارات. وفي تعز التي تدور فيها معارك عنيفة بين الجيش و«اللجان» من جهة، والمجموعات المسلحة الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي المسنودين من مقاتلي «الاصلاح» من جهة أخرى، قتل أمس ابن قائد المجموعات المسلحة حمود المخلافي. من جهةٍ أخرى، وفي إطار المساعي السعودية إلى تشكيل «جيش شرعي»، يجري حالياً العمل في مأرب والجوف على تجميع بعض المنتسبين إلى الفرقة الأولى مدرع المنحلة التي كان يقودها اللواء الفار علي محسن الاحمر بهدف تشكيل نواة الجيش الذي نص عليه «مؤتمر الرياض» قبل أسبوع. وقالت مصادر إن العمل يتركز الآن على «تجميع الدواعش والمرتزقة من العديد من المناطق اليمنية الى مأرب، تمهيداً لإعلان تشكيل جيشهم الذي هو في الاصل اسم مستعار لشرعنة جرائم وتحركات القاعدة»، بحسب المصدر.
في سياقٍ متصل، أعلن، يوم أمس، تشكيل «مجلس للمقاومة الشعبية» في محافظة إب لتوحيد المقاتلين الموالين لهادي. وقال المجلس في بيان، إن «إعلان تشكيل مجلس للمقاومة الشعبية جاء استجابة لمتطلبات المرحلة الراهنة في محافظة إب واليمن عموماً، وما تقوم به ميليشيات الحوثي من تمادي في استباحة الدماء». وكانت عدن وتعز قد شهدتا إعلانات مماثلة، في إطار محاولة تنظيم جبهة المسلحين في مواجهة الجيش و«اللجان الشعبية».
وعلى صعيد التقدم الميداني، أكد «الإعلام الحربي» أمس، تقدم الجيش و«اللجان الشعبية» باتجاه مدينة مأرب من جهات عدة، ابتداءً من منطقة الدحلة السفلى على الخط العام وامتداداً إلى منطقة الأشراف وتم تأمينها، كما انتشر الجيش و«اللجان» من الجهه الجنوبية إلى المواقع المطلة على المدينة من الجهة الغربية.
أما في عدن فتتواصل الاشتباكات بين الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» من جهة، والمجموعات المسلحة الموالية للرئيس الفار عبد ربه منصور هادي من جهة أخرى، في منطقة البريقة وبحسب «الإعلام الحربي» فإن الاشتباكات لا تزال مستمرة في دار سعد والممدارة وحي البساتين، في وقت شن فيه العدوان السعودي غارات بالقرب من مطار مدينة عدن أدت الى انقطاع للاتصالات والانترنت عن عدن.