أعلن تنظيم «داعش»، في ليبيا، مسؤوليته عن التفجير الانتحاري الذي أدى الخميس إلى مقتل ستة أشخاص، وجرح آخرين، في مدينة راس لانوف، النفطية، شرقي البلاد.
وفي بيان لـ«ولاية برقة ـ داعش»، نُشر على مواقع التواصل الإجتماعي، أُشير إلى اقتحام الانتحاري «أبو العباس الحاجز الخلفي لمعسكر الدعم وتفجير سيارة مفخخة على تجمع لعساكر الردة»، وهو ما أكّدته وكالة «أعماق»، التابعة للتنظيم، على موقعها الإلكتروني.
وتسيطر الحكومة الليبية، المعترف بها دولياً ومقرّها مدينة طبرق، على منطقة راس لانوف. أما مرافئ راس لانوف والسدرة والبريقة، فتقع في منطقة «الهلال النفطي»، على الساحل الليبي. وتعتبر هذه المنطقة من الأهم في البلاد، لتصديرها النفط الليبي. وتتعرض منذ فترة لهجمات من «داعش»، الذي يخوض مواجهات مع حرس المنشآت النفطية، إلا أنه لم ينجح في التقدم هناك.
بالتوازي، تسعى السلطات المصرية إلى التثبت من صحة تقارير تتحدث عن اختطاف 21 مصرياً في ليبيا، وفقاً لوزارة الخارجية في مصر. وقال المتحدث الرسمي باسم الخارجية المصرية، أحمد أبو زيد، إن الوزارة «لا تزال تتحقق للتأكد من مدى صحة ما نشرته وسائل الإعلام بشأن ذلك»، إذ تحدثت تقارير صحفية عن اختطاف 21 شاباً من محافظة المنيا، في صعيد مصر، على أيدي مسلحين مجهولين في ليبيا.
كذلك قتل الخميس، أيضاً، نحو 55 شخصاً في هجوم انتحاري آخر، في زليتن غربي ليبيا، في أكثر الهجمات دموية في البلاد، منذ سقوط نظام القذافي في 2011. ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن العملية، حتى الآن.
بدوره، أكّد المبعوث الأممي في ليبيا، مارتن كوبلر، أن «ليبيا لا تحتمل البقاء منقسمة في مواجهة الإرهاب». وأدان كوبلر بشدّة «الاعتداء الإرهابي الدموي في زليتن»، قائلاً: «لقد صُدمت بهذا الاعتداء الإرهابي الشنيع». وأكّد «أن ما حدث يشير إلى حاجة في تحقيق تقدم سريع نحو تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وتفعيل قوات الأمن الليبية وإعادة بنائها».
وحثّ كوبلر الليبيين على «ترك خلافاتهم جانباً والاتحاد لمواجهة آفة الإرهاب»، مشيراً إلى أن «هذا الاعتداء، يأتي في وقت لا يزال فيه القتال دائراً حول المنشآت النفطية في السدرة، وهو ما لا تتحمله ليبيا».
في غضون ذلك، أجرت وزيرة خارجية الاتحاد الأوروبي، فيديريكا موغيريني، أمس، محادثاتٍ في تونس مع سياسيين ليبيين، بينهم فايز السراج، المقترح لرئاسة الحكومة الليبية، في إطار الاتفاق بين أعضاء من برلماني طبرق وطرابلس.
وأعلنت موغيريني أن «الاتحاد رصد 100 مليون يورو لدعم المساعدات الإنسانية، والمؤسسات الحكومية في ليبيا»، مشيرةً إلى أن المنحة «ستُفعّل بدءاً من اليوم الأول، بعد تسلّم حكومة الوفاق الوطني مهماتها».
وجددت موغيريني دعمها لليبيين لإبرام «اتفاق الوحدة الوطنية». وقالت إن «شعب ليبيا يستحق السلام والأمن، ولديه فرصة عظيمة لكي يضع انقساماته جانباً، ويتحد ضد التهديد الإرهابي الذي يواجهه».

(أ ف ب، رويترز)