بعد ثمانية ايام من مطاردة منفذ عملية تل أبيب في شارع ديزنكوف، التي ادت الى مقتل اسرائيليين، إغتالت قوات العدو أمس، الشهيد نشأت ملحم منفذ العملية في قريته في عرعرة شمال فلسطين المحتلة. وقال موقع «والا» العبري بأن الشهيد وصل الى قريته منذ ثلاثة ايام وانه كان يختبىء «في بيت عائلته القديم الذي تركته قبل عامين». وبحسب الموقع فإن ملحم إستخدم مكانين للإختباء، وان ثلاثة أفراد ساعدوه على ذلك.
وعن كيفية الوصول الى الشهيد، فقد انتشرت روايتين احداهما نقلتها وسائل الاعلام الفلسطينية بأن أحد أقاربه أبلغ عن مكانه، وهو ما تقاطع مع ما ذكره موقع «والا» الذي قال بأنه «بعد وصول بلاغ للجهات المختصة الاسرائيلية عن مكانه (ملحم) عند الساعة الحادية عشرة صباحاً، توجهت قوات الى المنطقة، واعتلت سطوح المنازل وحاصرت المنطقة المحددة، وعند الساعة الرابعة عصراً، اقتحمت عناصر «اليمام» (القوات الخاصة لحرس الحدود الإسرائيلية) والشرطة البناية التي كان ملحم موجوداً فيها»، وأخرى قالت بأن احد سكان القرية رأى الشهيد فإتصل بشرطة العدو وأبلغ عنه.
وبحسب لوبا سمري الناطقة باسم شرطة العدو فإن الشهيد رفض الإستسلام «ورفع سلاحه مطلقاً النار بإتجاه القوة المتواجدة في المكان والتي ردت بإطلاق النار عليه واصابته بأربع رصاصات واحدة منها في الرأس» فأردته شهيداً.
وقد دأبت وسائل اعلام العدو والناطقين بإسمه، في الايام الماضية الى نشر انباء كاذبة بهدف طمأنة الشهيد في تحركاته، فروجت لرواية بأن ملحم استطاع الهروب الى الضفة ما استدعى ايقاف عملية البحث عنه. وفور اعلان استشهاد ملحم خرجت مسيرات في قريته عرعرة تنادي «بالروح بالدم نفديك يا شهيد».
وقد نعت حركة المقاومة الاسلامية «حماس» على لسان الناطق باسم الحركة، حسام بدران، ملحم الذي أربك «دولة الاحتلال لأكثر من أسبوع متواصل بعدما حطم أسطورة القبضة الأمنية التي يتفاخرون بها، ونفذ عمليته في عقر دارهم بكل ثبات وسكينة وإبداع».
في سياق آخر، تسلمت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني أمس، جثامين أربعة شهداء قتلهم جنود العدو أول من أمس، قرب مدينة الخليل جنوبي الضفة الغربية، بزعم محاولتهم تنفيذ عمليات طعن.
الى ذلك، قال إسماعيل هنية، نائب رئيس المكتب السياسي ل"حماس"، إن «هناك أطرافا وجهات (لم يسمها)، تخشى استمرار الانتفاضة، وتسعى لإبقائها تحت السيطرة، وتُطلق عليها اسم هبة». ورفض هنية، وصف الانتفاضة بأنها «انتفاضة تحريك»، أو «انتفاضة الشباب اليائس والمُحبط»، مؤكداً أنها «انتفاضة قام بها شبان كفروا بالعبث السياسي، وبتاريخ المفاوضات مع إسرائيل، ورفضوا الانتهاكات بحق القدس والمسجد الأقصى». ورأى أن مقتل هؤلاء الأربعة، يأتي رداً على ما وصفه بـ«خطاب السلام الموجه للإسرائيليين» (في إشارة إلى خطاب الرئيس الفلسطيني محمود عباس الأخير).
وفي سياق آخر، جدد «أبو العبد» تمسك حركته بما وقّعته من اتفاقيات للمصالحة، قائلاً: «ما زلنا من أجل القدس وفلسطين متمسكين بما وقعناه من اتفاقيات، وأبدينا المرونة الكبيرة للانتقال إلى مربعات متقدمة، وسنبقى أوفياء لوحدة الشعب والأرض».