ثلاث عمليات انتحارية تضرب السعودية في أقل من 24 ساعة. ورغم صمت الجهة/ الجهات المنفذة للعمليات الثلاث، إلا أن التقديرات تشير إلى مسؤولية تنظيم «داعش» عنها، خصوصاً بعد دعوة الأخير عبر المتحدث باسمه، أبي محمد العدناني، إلى «شنّ هجمات على الكفار في كل مكان».اللافت في الأحداث الأخيرة، انتقاء المنفذين لزمان عملياتهم ومكانها. ويبدو أن قرار توسيعهم رقعة استهدافهم للسعودية قد اتُّخذ فعلاً، بعد أن كان مقتصراً على المنطقة الشرقية ومحصوراً فيها، فتعدّت وطاولت الحرم النبوي في المدينة المنورة، والقنصلية الأميركية في مدينة جدّة.
وأراد المنفذون توجيه رسائل من خلال التوقيت، فاستهداف القنصلية الأميركية جاء عشية عيد استقلال الولايات المتحدة، أما التفجيران الآخران، فوقعا عشيّة عيد الفطر.
وقع تفجيرا مساء أمس في وقتٍ واحد، الأوّل في مدينة القطيف شرقي البلاد، أما الثاني ففي وسطها، في المدينة المنورة.
قاديروف: لا يمكن
هزيمة الإرهاب إلا من طريق توحيد الجهود

وأفادت وسائل إعلامية عدّة بأن انتحارياً فجّر نفسه في موقف سيارات تابعٍ لقوات الطوارئ، بالقرب من الحرم النبوي في المدينة المنورة. وفي حصيلةٍ أولية، أدى الهجوم إلى مقتل الانتحاري وأربعة رجال أمن سعوديين.
وبثت القنوات التلفزيونية السعودية لقطات مصورة لموقع التفجير، ظهر فيها اشتعال النيران في عدد من السيارات، فيما تناثرت أشلاء شخص على الأرض. وأشارت القنوات إلى أن التفجير الذي وقع ساعة الإفطار، هو الأول من نوعه في منطقة قريبة من المسجد النبوي. وأدان رئيس جمهورية الشيشان الروسية، رمضان قاديروف، الهجوم الإرهابي، وقال إنه «لا يمكن هزيمة الإرهاب إلا من طريق توحيد الجهود».
وبالتزامن مع تفجير المدينة، استهدف التفجير الآخر أحد مساجد القطيف، دون أن يُوقع إصابات. وقال شهود لوكالة «فرانس برس» إن «التفجير نفذه انتحاري بكل تأكيد»، بعد أن جمعوا أشلاءه الممزقة.
وفجر الأحد – الاثنين، وقع التفجير الأول في أحد مواقف مستشفى الدكتور سليمان فقيه، قرب القنصلية الأميركية في جدة غربي البلاد. وذكرت وزارة الداخلية، في بيانها، أن «رجال الأمن اشتبهوا في أحد الأشخاص وفي تحركاته المريبة»، مضيفةً أنه «عندما بادر رجال الأمن باعتراضه والتحقق منه، فجّر نفسه بحزام ناسف كان يرتديه داخل الموقف».
وأوضحت أن التفجير أدى إلى مقتل الانتحاري وإصابة رجلي أمن بإصابات طفيفة نُقلا على إثرها إلى المستشفى، دون وقوع إصابات أخرى أو توافر معلومات عن هوية الانتحاري. وقالت الوزارة إن «الجهات الأمنية باشرت بإجراءات الضبط الجنائي للجريمة، والتحقيق فيها وتحديد هوية الجاني»، موضحة أنها ستصدر «بياناً إلحاقياً بما يستجد».
وأكّد مصدر في وزارة الخارجية الأميركية الحدث، بأن حكومته «على علم بالتقارير عن انفجار في جدة»، لافتاً إلى أنها «تعمل مع السلطات السعودية لجمع المزيد من المعلومات».
(الأخبار)