مأرب | في وقت ازداد فيه الحديث عن اقتراب القوات الموالية للتحالف السعودي من العاصمة صنعاء مع اشتداد وتيرة المعارك شرقي العاصمة، شهدت تلك المنطقة تطورات في الأيام الأخيرة، من شأنها عرقلة هدف «التحالف» وإبعاد الفصائل المسلحة عن صنعاء أكثر فأكثر. وفيما تكثفت وتيرة الهجمات من محافظة مأرب المحاذية شرقاً لمحافظة صنعاء بعد استقدام تعزيزات عسكرية كبيرة من الحدود السعودية، أكد وزير الخارجية في الحكومة اليمنية المؤيدة للرياض، عبد الملك المخلافي، أن «قوات الجيش والمقاومة الشعبية (الجيش الموالي لعبد ربه منصور هادي والمجموعات المسلحة التابعة لحزب «الإصلاح») تقترب بشكل كبير من صنعاء»، مشيراً في تصريحات صحفية أمس، إلى أن كل المناطق المحيطة والقريبة من صنعاء ستعلن في فترة وجيزة ولاءها لـ«الشرعية».إلا أن الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» تمكنوا في اليومين الماضيين من تغيير هذه المعادلة شرقي صنعاء واحتواء التصعيد العسكري خلال عيد الفطر، حيث تراجعت القوات الموالية لـ«التحالف» في فرضة نهم، بالتزامن مع تمكنهم من قطع خط الإمداد الرئيسي لحلفاء السعودية هناك، مصعّبين بذلك على هؤلاء تحقيق إنجاز عسكري كبير على جبهة صنعاء قبل استئناف المحادثات في 15 من الشهر الحالي.
وأكد مصدر عسكري لـ«الأخبار» تمكّن الجيش و«اللجان» من «تطهير كامل سلسلة جبال يام وفرض سيطرة نارية على مفرق الجوف الرابط بين محافظتي مأرب والجوف في مديرية نهم الواقعة بين مأرب وصنعاء». وأوضح المصدر أن الجيش و«اللجان» تمكنا من قطع خط الإمداد الرئيسي للقوات الموالية لهادي وحزب «الإصلاح» في فرضة نهم، بعد السيطرة على سلسلة جبلية تطلّ على خط المغناطيس المؤدي إلى فرضة نهم. ويأتي هذا التقدم بعد استمرار انتهاكات حلفاء الرياض للتهدئة والتحشيدات العسكرية المستمرة في عدد من الجبهات واستمرار الغارات على عدد من المحافظات في ظل صمت الأمم المتحدة ومبعوثها الدولي. وشنّ طيران التحالف السعودي أكثر من 50 غارة جوية في خلال الـ72 ساعة الماضية على مناطق متفرقة في مديرية نهم في محاولة لوقف تقدم الجيش و«اللجان الشعبية».
في هذا الوقت، أفشل الجيش و«اللجان» هجوماً للقوات الموالية لـ«التحالف» باتجاه منطقة الحقيل شرقي صرواح في مأرب، وأجبروهم على التراجع بعد سقوط قتلى وجرحى في صفوفهم. وكان الجيش قد قصف معسكر كوفل في صرواح الذي يقع تحت سيطرة القوات الموالية لـ«التحالف»، بصواريخ من نوع «زلزال». وشوهدت النيران تشتعل من داخل المعسكر حيث أفادت معلومات بوقوع قتلى وجرحى لم تُحدَّد أعدادهم بدقة بعد. كذلك، استهدفت القوة الصاروخية تجمعاً لقوات «التحالف» في معسكر صحن الجن في المحافظة نفسها. وفي محافظة الجوف المحاذية لمأرب، شهدت مديريات الغيل والمتون مواجهات هي الأعنف من نوعها، تراجع بعدها حلفاء الرياض من مواقع مهمة كانت تحت سيطرتهم.
في المقابل، سيطر الجيش و«اللجان» على ثلاثة مواقع في جبل أيبر في الجهة الجنوبية من مديرية الغيل، بالإضافة إلى أربعة مواقع في منطقة حام الأسفل في المتون بعد مواجهات مع المسلحين خلفت عشرات القتلى والجرحى. وفي الجوف أيضاً، ارتكب طيران «التحالف» مجزرة بحق أسرة كاملة في منطفة نقيل بني شجاع في مديرية حريب القراميش، بعدما شنّ غارتين على سيارة كانت تقلهم في الطريق العام. إلى ذلك، تبنى تنظيم «القاعدة» الهجوم الانتحاري الذي استهدف معسكر الصولبان في عدن (مقر قوات الأمن الخاصة) وأدى إلى مقتل ستة جنود موالين لهادي. وقد تحصّن عناصر تابعون للتنظيم المتطرّف في المعسكر بعد الهجوم، قبل أن تعلن القوات الموالية لهادي استعادته. وكانت مواجهات قد اندلعت صباح الأربعاء بين هذه القوات وعناصر من «القاعدة» بعد هجوم شنه مسلحون على المعسكر.