الجيش يحمي «طوق حلب»: الأوروبيون يعودون إلى «خط دمشق»

الجيش يحمي «طوق حلب» ... ويتعثّر في الوصول إلى كنسبا

  • 0
  • ض
  • ض

لم تحتمل «جبهة النصرة» وحلفاؤها، ومن خلفهم داعموهم الإقليميون، تقدّم الجيش السوري الأخير شمال غرب حلب، فأطلقوا معركة «فك الحصار» عن المدينة. لكنهم فشلوا، بعدما صدّ الجيش هجومهم، في حين لا يزال طريق الأخير إلى بلدة كنسبا، في ريف اللاذقية الشمالي، صعباً، رغم محاولات التقدم المستمرة

لم تستسغ الفصائل المسلحة، وعلى رأسها «جبهة النصرة»، تقدّم وحدات الجيش السوري شمال غرب مدينة حلب، وقطعها طريق الإمداد الأخير لمسلحي الأحياء الحلبية الشرقية. كان قرار الفصائل «سريعاً» بضرورة الرد والمبادرة، فأعلنوا معركة «فك الحصار» عن حلب، بمواكبة إعلامية لعدد من الفضائيات.

إلا أن أمل «النصرة» خاب، بعد ساعات على بدء هجوم زجّت فيه، كعادتها، بعددٍ من المفخخات والانتحاريين.
ولم تثمر المعركة التي أطلقها المسلحون أيّ تقدم لمصلحتهم على حساب وحدات الجيش السوري، بل على العكس من ذلك، اعترفت تنسيقيات المسلحين بمقتل 75 مسلحاً من فصائل عدة، بينهم 7 من المسؤولين الميدانيين، خلال الاشتباكات القائمة في محيط مزارع الملاح شمالي المدينة.
وحاولت الفصائل المسلحة الإيحاء بأن طريق «الكاستيلو» لم يدخل نطاق سيطرة الجيش وحلفائه، واعتبرته سالكاً أمام المسلحين وآلياتهم. إلا أنهم فشلوا في تحويل ذلك من «افتراض» إلى «واقع»، فاستهدف رماة الصواريخ الموجهة خمس آليات للمسلحين، بعدما كانت متوجهة من حلب إلى «الكاستيلو»، وأدّى ذلك إلى مقتل وجرح من كان بداخلها.
وأكّدت مصادر ميدانية فشل المسلحين في التسلل إلى قلعة حلب عبر أحد الأنفاق، بعدما تصدّت لهم وحدات الجيش. وأضافت أن «حي بني زيد دخل حيّز المعارك بقوّة، بعدما تركّزت الاشتباكات في عمق الحي باتجاه السكن الشبابي». وبالتوازي مع ارتفاع حدّة المعارك، في عددٍ من الأحياء الحلبية، واصلت مدفعية المسلحين استهداف المدنيين في عددٍ من أحياء حلب، ما أدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى.


سيطرت «قسد»
على حي الحزاونة جنوبي منبج


من جهة أخرى، أغارت الطائرات الحربية على مقرّين لمسلحي «جبهة الأصالة والتنمية» في ريف حلب، في حين أعلنت «قوات سوريا الديموقراطية» سيطرتها بشكل كامل على حي الحزاونة، جنوبي مدينة منبج، في ريف حلب الشمالي الشرقي، بعد اشتباكات عنيفة ضد مسلحي تنظيم «داعش». وأسفرت المواجهات عن مقتل وجرح عددٍ من مسلحي الطرفين، بينهم المسؤول الميداني في التنظيم، صافي رجب. وأفادت مواقع كردية بأن مسلحي «قسد» أحبطوا هجوماً لـ«داعش» بسيارة مفخخة عند دوار سبع بحرات، شمال غرب المدينة، مضيفةً أن «كتيبة قناصي قسد المتخصصة في القتال التكتيكي، دخلت مدينة ‏منبج لاستهداف إرهابيي ‫‏داعش».
وفي ريف اللاذقية، بدت محاولات الجيش للسيطرة على بلدة كنسبا، الواقعة في الريف الشمالي الشرقي، متعثرة بعد فشل التثبيت العسكري في قلعة طوبال المجاورة. ولفتت مصادر ميدانية إلى أن معارك طاحنة وقعت على محور رويسة الكنيسة، القريبة من بلدة كنسبا، ما جعل تحقيق إنجاز حقيقي صعباً على وحدات الجيش، أمس، مشيرةً، في الوقت عينه، إلى أن القوات لا تزال تراوح في نقاطها، إثر تراجعات عدّة من محاور المنطقة. وفي السياق، نعت «تنسيقيات» المسلحين نائب المسؤول العسكري لـ«لواء العاديات ــ حركة أحرار الشام»، عبد الحميد عبود، الملقب بـ«أبو الحارث»، مع عدد من مسلحي «اللواء»، بعد سقوطه بنيران الجيش على جبهة قلعة شلف، جنوب شرق كنسبا.
في غضون ذلك، سيطر الجيش على كتل عدّة، بطول 500 متر، وعرض 350 متراً، شرق جامع نور الدين الشهيد في مدينة داريا، في غوطة دمشق الشرقية. وشنّت القوات هجومها بعدما قَنَصَ المسلحون عدداً من المواطنين، ضمن المحاور الخاضعة لسيطرتها.
وفي سياقٍ آخر، قتل الجيش أمير «جبهة النصرة» في مدينة الرستن، محمود عبد الكريم بروق، مع 10 من أفراد مجموعته المسلحة، على طريق الغجر ــ الزارة، في ريف حمص الشمالي، في وقتٍ تمكّن فيه «الجيش الحر» من السيطرة على حرش بلدة عين ذكر، في ريف درعا الغربي، إثر اشتباكات مع مسلحي «جيش خالد بن الوليد»، المبايع لـ«داعش»، ما أدى إلى مقتل عدد من مسلحي الطرفين. أما في الجبهة الشرقية، فقد دمّر الجيش ثلاث آليات مفخخة لمسلحي «داعش»، قبل وصولها إلى نقاط تمركزه في محيط جبل ثردة جنوبي مدينة دير الزور، وأعقبت ذلك اشتباكات عنيفة أدت إلى مقتل عددٍ من عناصر التنظيم.

  • حقّق الجيش تقدّماً جديداً غربي مدينة داريا

    حقّق الجيش تقدّماً جديداً غربي مدينة داريا (أ ف ب )

0 تعليق

التعليقات