القاهرة | باشر الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، أمس، إجراءات حفل افتتاح مشروع قناة السويس الجديدة المقرر رسمياً في السادس من آب المقبل، بعد عمل متواصل استمر لمدة عام واحد من أجل خلق شريان حيوي مواز للقناة القديمة التي افتتحت قبل أكثر من 150 عاماً وتخدم حركة الملاحة بين شرق العالم وغربه.وفي نتاج مناقشات طويلة خلال الأسابيع الماضية، أُسند حفل الافتتاح ليكون من نصيب مجموعة شركات مصرية ــ فرنسية ــ أميركية متخصصة قدمت عرضاً أفضل في التنظيم، وهو العرض الذي جاء بديلاً من احتمال إسناد الحفل لأي جهة مصرية، بما فيها القوات المسلحة، خوفاً من سوء التنظيم، ولا سيما في ظل دعوة عدد كبير من رؤساء وملوك العالم للمشاركة في الاحتفال وفي مقدمتهم قادة عرب وأفارقة.

وناقش السيسي مع رئيس هيئة قناة السويس الفريق مهاب مميش، معدلات التنفيذ والوقت المتوقع للانتهاء من عمليات الحفر التي تجاوزت نسبة تنفيذها 95% من المستهدف بمعدلات تنفيذ أعلى من الجدول الزمني الذي حُدِّد مع انطلاق المشروع، فيما طلب الرئيس تجهيز كشف حساب ختامي لتكلفة المشروع من البداية حتى الانتهاء ليعرض في حفل الافتتاح. كذلك طلب السيسي أن لا تتحمل الحكومة وموازنة الدولة أي تكاليف لحفل الافتتاح، وخاصة في ظل الأزمة المالية التي يمر بها الاقتصاد المصري، وهو ما دفع مميش إلى تأكيد أن هناك شركات مصرية أعلنت دعمها للحفل، بالإضافة إلى مشاركة الشركات التي أسهمت في تنفيذ المشروع.
وضم اللقاء مدير إدارة الشؤون المعنوية في القوات المسلحة، اللواء محسن عبد النبي، بالإضافة إلى عميد كلية الإعلام الأسبق سامي عبد العزيز الذي يشغل عضوية الفريق المكلف التجهيز لحفل الافتتاح، علماً بأنه أحد المحسوبين على رموز نظام الرئيس المخلوع حسني مبارك، إذ خطّط لحملة مبارك الانتخابية في 2005 وأشرف على الدعايات الخاصة بالحزب الوطني على مدار عدة سنوات.
ووفق مصادر رئاسية، طلب السيسي الاهتمام بتجهيز أماكن للضيوف المقرر وصولهم، وكذلك تأمين المجرى الملاحي للقناة وتمشيط المناطق المختلفة لمسافات 50 كلم قبل الاحتفال بعدة أيام، تخوفاً من أي عمليات إرهابية، وهو ما كلف به القوات المسلحة بالتعاون مع وزارة الداخلية، وطلب الاطلاع على الخطة التأمينية للضيوف والافتتاح كلياً قبل البدء بأيام.
في شأن آخر، التقى السيسي ووزير الدفاع الفريق صدقي صبحي، كل على حدة، وزير الدفاع الأميركي الأسبق ليون بانيتا، وناقشا معه سبل التعاون العسكري بين القاهرة وواشنطن، بالإضافة إلى ملف المعونات العسكرية الأميركية لمصر. وأبدى بانيتا اهتماماً بالقوة العربية المشتركة التي سيجري اعتمادها من القادة العرب قريباً.
وناقش بانيتا مع السيسي المبادرة المصرية لنزع أسلحة الدمار الشامل من الشرق الأوسط، وهو المطلب الذي جدده الرئيس المصري، مؤكداً أن الموقف الأميركي الأخير برفض المقترحات العربية بشأن إخلاء الشرق الأوسط «لم يكن موفقاً»، وخاصة أن الدول العربية يمكنها أن تشتري أسلحة نووية، لكن هذا الأمر سيهدد استقرار المنطقة بالكامل، وفق قوله.