برغم نفي مصدر أمني إسرائيلي رفيع، تصريحات ضابط إسرائيلي آخر لموقع «بلومبيرغ» الأميركي عن أن الطائرات الحربية الإسرائيلية أغارت على أهداف في سيناء، بعلم وبرضى من السلطات المصرية، فإن الإعلام العبري تعامل مع كشف الموقع الأميركي وتسريبات الضابط، على أنها حقيقة واقعة، تفسر الكثير من النشاطات العسكرية الغامضة التي شهدتها شبه الجزيرة المصرية، خلال الشهور الماضية.المصدر الأمني الإسرائيلي، الذي نفى ما ورد في «بلومبيرغ»، قال إنها «محاولة رخيصة من داعش لإقحام إسرائيل في الصراع في سيناء، والإضرار بمتانة علاقاتها مع مصر»، من دون أن يوضح كيف لتنظيم «داعش» أن يستخدم ضابطاً إسرائيلياً رفيعاً، لتحقيق مآربه «الرخيصة».
تعليقاً على ذلك، ذكرت صحيفة «هآرتس» تحت عنوان «صديقتنا الكبرى»، في إشارة إلى جمهورية مصر العربية، أن ما ورد في الموقع الأميركي «قطع الصمت اللاسلكي الطويل» بين إسرائيل ومصر، وجاء ليفسر أحداثاً وقعت في سيناء مراراً وتكراراً عن هجمات لطائرات من دون طيار، وهي تكنولوجيا القاهرة ليست رائدة في استخدامها ضد الجماعات الإرهابية هناك.
تأكيد الضابط للموقع الأميركي، كما لفتت «هآرتس»، لا يكشف جديداً بالمطلق، لكنه يتعلق بكشفٍ مصدرُه إسرائيلي، وتشير الصحيفة إلى أن وكالة «الأسيوشييتدبرس» أشارت عام 2013 إلى غارة جوية إسرائيلية استهدفت خلية إرهابية في سيناء، لكن بطبيعة الحال، تضيف الصحيفة: «التزم الجانبان، مصر وإسرائيل، الصمت ولم يعلقا على النبأ».
الصحيفة رأت أيضا أن تقرير «بلومبيرغ» يفسر جزءاً من التقارب بين تل أبيب والقاهرة خلال العامين الماضيين، الذي بلغ الذروة في زيارة وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى إسرائيل، و«ليس مصادفة أن نائب رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، إضافة إلى السفير الإسرائيلي في القاهرة، وصفا أخيراً العلاقات بين الجانبين بأنها باتت وثيقة جداً وأكثر بكثير من أي وقت مضى، وكذلك التعاون الاستراتيجي بينهما».
وبعدما وصفت «هآرتس» العلاقات المصرية ــ الإسرائيلية بـ«قصة الغزل»، لفتت إلى وجود خطر كبير يواجهها، هو الوضع في قطاع غزة. كما نبهت إلى وجود «اشمئزاز» مصري علني من حركة «حماس» وتوجه لتشديد الحصار على القطاع. «القاهرة أحبطت حتى الآن محاولات تحسين الوضع الاقتصادي في غزة بعد إطاحة (الرئيس المصري المخلوع محمد) مرسي عام 2014، وكانت طرفا وسيطا غير نزيه بين الجانبين خلال الحرب الأخيرة، وهي أحبطت أفكاراً وتوجهات لتخفيف الحصار».
كذلك أوضحت «هآرتس» أن المؤسسة الأمنية في إسرائيل تنظر إلى الوضع المعيشي الصعب للفلسطينيين في غزة على أنه «قنبلة موقوتة» قد تفضي إلى مواجهة عسكرية، لكن القيادة السياسية في تل أبيب لن تخرج عن طورها كي تسهل على الفلسطينيين، و«اقتراح وزير الشؤون الاستخبارية، يسرائيل كاتس، حول إقامة ميناء عائم مقابل ساحل غزة، من الصعب أن يبصر النور، من دون موافقة مصر».