وصل وفد صنعاء إلى العاصمة الكويتية في الموعد المحدد لاستئناف المحادثات أمس، في وقت أعلنت فيه حكومة الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي رسمياً عدم مشاركتها في هذه الجولة إلا بشروطٍ معينة. على الأثر، توجّه المبعوث الدولي اسماعيل ولد الشيخ إلى العاصمة السعودية لإقناع وفد حكومة هادي بالعدول عن قرارها بالمقاطعة.
تدرس واشنطن زيادة وجود قواتها في اليمن
وكان عضو وفد الرياض إلى المفاوضات عبدالله العليمي، قد قال إن الوفد «على استعداد للذهاب حين تكون ظروف إنجاح المشاورات مهيأة»، مضيفاً أن «الوفد الحكومي تقدم برسالة للمبعوث الأممي، إسماعيل ولد الشيخ، يوضح فيها موقفه الحريص على إنجاح مساعي السلام من خلال ضوابط وضمانات واضحة تدفع لاستئناف المشاورات». وأكد مكتب هادي في وقت سابق، الامتناع عن المشاركة في المحادثات حتى تؤمن الأمم المتحدة ضمانات معينة، في مقدمتها تنفيذ الطرف الآخر قرار مجلس الأمن الداعي لانسحاب المجموعات المسلحة من المدن.
في هذا الوقت، تواصل التصعيد العسكري الذي يشمل جبهات عدة في اليمن، ويطغى على المسار السياسي. وتابع الجيش و«اللجان الشعبية» التقدم في جبهة صرواح الواقعة في محافظة مأرب، بالتزامن مع مواجهات عنيفة في محيط جبل الذهب في مديرية نهم شرقي العاصمة صنعاء. وتحاول القوات الموالية لهادي منذ أيام السيطرة على جبل الذهب الذي يُعدّ من المواقع الاستراتيجية، فهو يطل من الجهة الجنوبية الغربية على مفرق الجوف، ومن الجهة الغربية يطل على الفرضة وجبل الشبكة، كما يُحيط بالطريق العام الوحيدة باتجاه فرضة نهم والمناطق الأخرى التي تربط بين مأرب ومفرق الجوف وفرضة نهم. وصدّ الجيش و«اللجان» أكثر من هجوم باتجاه «أتياس» الوادي المطل على معسكر كوفل، ما أسفر عن سقوط قتيلين وستة جرحى في صفوف القوات الموالية لهادي. وقال مصدر عسكري لـ«الأخبار» إن القوات الموالية لهادي شنت هجوماً عنيفاً على أتياس الوادي ومنطقة مخدرة، ودارت مواجهات استخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة بين الطرفين انتهت بتأمين الجيش و«اللجان» عدداً من المواقع المطلة على منطقة كمب الجدعان باتجاه المخدرة في مديرية صرواح. وفي محافظة الجوف، شنت القوات الموالية لهادي أمس، هجوماً في مديرية المتون. وقال مصدر محلي إن وحدات الجيش و«اللجان»، تصدت لمحاولة تقدم نفذتها القوات الموالية لهادي باتجاه الجهة الشرقية لمنطقة مزوية شرقي المتون بإسناد طيران «التحالف»، في محاولة لاستعادة مواقع سيطرت عليها وحدات الجيش خلال الأيام الماضية. ووفق مصدر عسكري، لا تزال قوات الجيش و«اللجان الشعبية» تفرض السيطرة على تلتين مهمتين في جبل الذهب، الأولى شرقية وتطل على الطريق العام الإسفلتي، والثانية الغربية المطلة على الطريق الفرعية عبر وديان الخانق وآل ضحاك وآل سكان وصولاً إلى جبل صلب. وقال المصدر إن كل تلك المواقع هي تحت مرمى نيران قوات الجيش و«اللجان».
من جهة أخرى، نجا محافظ عدن الموالي لهادي، عيدروس الزبيدي، ومدير شرطة المدينة شلال شائع، من محاولة اغتيال، إثر استهداف موكبهما بسيارة مفخخة وضعت على الطريق العام المؤدي إلى مدينة البريقة في المحافظة، وفيما تستمر الفوضى الأمنية في عدن والمحافظات الجنوبية المحيطة في ظلّ نشاط تنظيم «القاعدة»، تدرس واشنطن حالياً زيادة وجود قواتها في اليمن. وقال الجنرال جوزيف فوتيل الذي يشرف على القوات الأميركية في المنطقة إن بلاده تدرس هذا الاحتمال بغية «التصدي على نحو أفضل لتنظيم القاعدة في اليمن».
وقال فوتيل في مقابلة لوكالة «رويترز» إن مجموعة متنوعة من المواقع قد تكون ملائمة لنشر القوات الأميركية، لكنه لم يكشف عن المواقع المحتملة. وقال من بغداد: «نريد أن يكون بمقدورنا العمل في بيئة أكثر أمنا للتركيز على المهمة الخاصة جدا الموكلة إلينا هناك التي تركز بصورة أساسية على تنظيم القاعدة في جزيرة العرب». وكانت وحدات من القوات الخاصة قد بدأت، منذ نيسان الماضي، بالعودة إلى جنوب اليمن، معلنةً دعم القوات الإماراتية لمواجهة تنظيم «القاعدة» هناك.