تجمّع آلاف العراقيين، غالبيتهم من أنصار «التيار الصدري»، أمس في وسط بغداد، متحدّين دعوات الحكومة لعدم التظاهر، ومطالبين إياها بتنفيذ إصلاحات، من بينها إنهاء الفساد والمحسوبية السياسية.واحتشد المتظاهرون، رغم الإجراءات الأمنية المشدّدة التي فرضتها السلطات منذ مساء الخميس، والتي شملت إغلاق الطرق والجسور المؤدية إلى «ساحة التحرير» حيث موقع التظاهرة في وسط بغداد. وظهر الصدر، لوقت قصير، بين المتظاهرين الذين حمل غالبيتهم أعلاماً عراقية، وردّدوا شعارات أطلقت عبر مكبرات الصوت، منها «نعم نعم للإصلاح، لا لا للمحسوبية، لا لا للفساد».
وأكد الصدر أن حضوره إلى التظاهرات، هو لـ«مشاركة المتظاهرين فقط». وفي كلمة لهم، وجّه السلام إلى «الثائرين ضد الفساد وإلى المصلحين». وبدأ المتظاهرون بالانسحاب من «ساحة التحرير»، بعد انتهاء كلمة الصدر ومغادرته، وبعدما كان قد حاول عدد كبير منهم الاقتراب من مكان الصدر، ليتولى أحد مسؤولي «التيار الصدري» عندها قراءة مطالبه بدلاً عنه.
وجاء في المطالب «إقالة جميع المفسدين في مفاصل الدولة وأصحاب الدرجات الخاصة»، و"تقديم الفاسدين إلى محاكمة عادلة وبأسرع وقت»، و«إلغاء مبدأ المحاصصة العرقية والحزبية في المناصب الحكومية، ومؤسسات الدولة وتأليف حكومة مستقلة تكنوقراط». كذلك، دعا الصدر القضاء إلى «الابتعاد عن المحاصصة والضغوط السياسية والعمل بحيادية واستقلالية تامة».
في غضون ذلك، أعلن مندوب العراق في مجلس الأمن الدولي محمد الحكيم، أن القوات العراقية حرّرت 60 في المئة من الأراضي التي كانت تحت سيطرة تنظيم «داعش». وقال في كلمة له خلال جلسة لمجلس الأمن، إن «العراق يستنكر ما تروّجه بعض وسائل الإعلام العربية وغير العربية، من دعايات طائفية ومضلّلة التي تحاول من خلالها أن توفر دعماً إعلامياً لداعش بمحاولة تصوير المعركة طائفياً». ودعا مجلس الأمن إلى تنفيذ قراراته الدولية مع السعودية وتركيا، لإيقاف دعم وتمويل عصابات «داعش»، في إطار الحرب على الإرهاب.
ميدانياً، انتهت قيادة عمليات نينوى من الربط من جانبي قضاء القيارة، بعد استعادته من قبضة تنظيم «داعش». وصرحت خلية الإعلام الحربي بأن الجسر الإستراتيجي الذي جرى نصبه بين ناحية القيارة وقضاء مخمور، يمثّل نقطة التحاق بين قيادة عمليات نينوى وقيادة عمليات صلاح الدين، إضافة إلى توفيره الدعم اللوجستي للقوات المتقدمة المحرّرة لمدينة الموصل من قبضة تنظيم «داعش».
من جهة أخرى، أعلنت قيادة «الحشد الشعبي» في محافظة الأنبار، وصول ألف جندي إلى «قاعدة عين الأسد» في ناحية البغدادي غرب الرمادي (110 كم غرب بغداد)، استعداداً لتحرير المناطق الغربية للمحافظة من سيطرة «داعش»، فيما أشارت إلى وصول أسلحة وتجهيزات عسكرية استعداداً للمعارك.
وقال مدير استخبارات لواء الصمود في حديثة المقدم ناظم الجغيفي إن هذه القوات الآتية من بغداد «قوامها ألف جندي من الجيش العراقي مع أسلحة وتجهيزات عسكرية». وأضاف أن «القوات الامنية أنهت جميع الاستعدادات لتطهير ما تبقى من المناطق الغربية، منها القائم وراوة وعنة والعبيدي وناحية العبيدي والدولاب التي يتمركز فيها التنظيم الإرهابي، وتدمير نقاط تمركزهم فيها». كما أكد أن «الساعات القليلة المقبلة ستشهد بدء عملية تحرير المناطق الغربية، بمشاركة جميع صنوف الأجهزة الأمنية من الجيش والشرطة وأفواج الطوارئ ومقاتلي لواء الصمود في حديثة والفرقة السابعة للجيش وبدعم من طيران التحالف الدولي».
إلى ذلك، أعلنت قيادة عمليات بغداد عن صد «الحشد العشائري» هجوماً شنّه تنظيم «داعش» شمال العاصمة. وقالت في بيان إن «قوة من الحشد العشائري ضمن قاطع الفوج الرابع لواء 22 تمكنت من الاشتباك مع المجاميع الإرهابية في منطقة عبد الكاظم شمال بغداد وقتل إرهابي وضبط عبوة ناسفة عدد».
(الأخبار، أ ف ب)