بعد تقدّمه الجديد، ووصوله إلى طريق «الكاستيلو» وتثبيته لعددٍ من النقاط في محيطه، واصل الجيش السوري تصدّيه لهجمات المجموعات المسلّحة التي تحاول خرق دفاعاته، وتحديداً تلك الواقعة في منطقة المزارع، غربي الجرف الصخري، وشمالي مبنى «الكاستيلو»، شمال حلب. ودارت هناك اشتباكات عنيفة بين الطرفين، اُستخدم فيها مختلف أنواع الأسلحة، وأدّت إلى مقتل وجرح عددٍ من المهاجمين. وأقرّت «تنسيقيات» المسلحين بمقتل 23 عنصراً من مختلف الفصائل، خلال المواجهات الدائرة مع الجيش، على جبهات الملاح و«الكاستيلو» وبني زيد، شمالي المدينة.بدورها، أكّدت «الجبهة الشامية»، في بيانها أمس، أن «حصار حلب ما كان ليتم لولا احتلال ميليشيا (حزب الاتحاد الديموقراطي) PYD لحي الشيخ مقصود في المدينة»، مشيرةً إلى أن «الميليشيا تتحمل مع نظام اﻷسد مسؤولية الضحايا الذين يسقطون كل يوم، وتبعات المجاعة التي تطلُّ برأسها على مئات اﻵلاف من المدنيين في حلب».
أقرّت «تنسيقيات» المسلحين بمقتل 23 عنصراً في مواجهات حلب

أما في الريف الشمالي الشرقي، فقد هاجم مسلحو «داعش» محيط مدينة منبج، من محاور عدّة، في محاولة لفك الحصار عنها. وتقدّم التنظيم من محور نهر الساجور، شمالي المدينة، إضافةً إلى محور قرى الهوشرية والجات وقرعة الكبيرة وقرعة الصغيرة وعوسجلي وطوق الخليل والنعيمية جنوبها. أما المحور الثالث فكان باتجاه قرية أم عدسة غربها. وقالت وكالة «أعماق»، التابعة للتنظيم، إن الأخير «تمكّن من قتل وجرح عدد من عناصر قوات سوريا الديموقراطية، بعد تفجير عبوة ناسفة استهدفت تجمعهم غربي منبج». وفي السياق، قُتل 15 مدنيّاً في حي الحزاونة، جنوبي المدينة، إثر غارة جوّية استهدفت منزلهم، بحسب «التنسيقيات». وأفادت الأخيرة بأن «داعش» نفّذ هجوماً «انغماسياً» ضد عناصر «وحدات حماية الشعب»، الكردية، شرقي سد تشرين، جنوب شرقي منبج، في حين ذكرت حسابات مقرّبة من التنظيم على موقع «تويتر» أن العملية أدّت إلى مقتل العشرات من عناصر «الوحدات».
إلى ذلك، أكّدت وكالة «سانا» مقتل «8 إرهابيين من داعش، وتدمير مدفع وسيارتين، في محيط الكلية الجويّة»، في ريف حلب الشرقي.
في غضون ذلك، أحبطت وحدات الجيش هجوماً لمسلحي «داعش» على قرية المفكّر الشرقي وتل التوت، شرقي السلمية، في ريف حماة الشرقي. وبحسب المعلومات، فقد «عمدت الوحدات إلى التراجع من بعض مواقعها المتقدّمة»، مؤكّدة أن «سلاح المدفعية استهدف المواقع والنقاط التي تقدم إليها التنظيم». وأضاف المصدر أن «سلاحَي الجو الروسي والسوري استهدفا شرقي البلدة، وعلى طول خط البترول، جنوب شرقي بلدة عقارب»، ليمهّدا لهجوم القوات، مجدّداً، التي استعادت سيطرتها على جميع النقاط التي خسرتها.
كذلك، صدّ الجيش هجوماً آخر لمسلحي «جبهة النصرة» وحلفائها على بلدة كنسبا، في ريف اللاذقية الشمالي، بعد دخولهم لأجزاء منها، حيث استطاعت القوات تأمين كامل البلدة، بعد اشتباكات دامت لـ48 ساعة متواصلة. وتزامنت المواجهات مع تقدّمٍ للجيش من المحور الشمالي الشرقي لكنسبّا، مسيطراً على قرى شير القبوع، والحمرات، ومرج الزاوية، وبيت جناورو، وعين الغزال، ورويسة شكارة، وعدد من التلال المحيطة.
أما في غوطة دمشق الغربية، وتحديداً في مدينة داريا، فقد وقعت مواجهات عنيفة بين الجيش والمسلحين في عدد من محاور الجبهة الجنوبية الغربية، في وقتٍ أفادت فيه «أعماق» أن 8 من مسلحي «النصرة» سلموا أنفسهم لـ«داعش» في مخيم اليرموك، جنوبي دمشق.
بالتوازي، ذكرت «سانا» أن الطائرات الحربية السورية دمّرت «آليات ومقرات لإرهابيي داعش في محيط حقل شاعر وقرية حويسيس، في ريف تدمر الشمالي الغربي»، في حين فجّر الجيش عبوة ناسفة بسيارة «بيك آب» تابعة للمجموعات المسلحة، كان قد زرعها على طريق نوى ــ الجعيلة، في ريف درعا الشمالي.
أما في الجبهة الشرقية، فقد دمّر الجيش آليةً لمسلحي «داعش»، ما أدى إلى مقتل وجرح من فيها، إثر استهدافها بصاروخ موجّه في محيط ‫دوار ‏البانوراما،‬ جنوب غربي دير الزور. بدورها، ألقت طائرات الشحن الروسية أكثر من 10 مظلات تحوي مساعدات غذائية وطبية على أحياء المدينة.
(الأخبار)