بعد أن سيطرت على بلدة كنسبا الاستراتيجية، في ريف اللاذقية الشمالي، تراجعت وحدات الجيش السوري عن مواقعها في البلدة، وعددٍ من البلدات والتلال المحيطة بها، بعد هجومٍ عنيف شنّه مسلحو «جبهة النصرة» وحلفاؤها.وبحسب «تنسيقيات» المسلحين، فإن الفصائل استقدمت «تعزيزات كبيرة لشنّ هجوم معاكس وعنيف على معاقل الأسد في بلدة كنسبا وقلعة شلف». وبدأ هجوم المسلحين مع ساعات الفجر، تمكّنوا من خلاله من استعادة السيطرة على كنسبا وعين غزال، وتلة شير قبوع، وقلعة شلف وتلّة القرميل ورشو في جبل الأكراد.
وفيما يحرز الجيش تقدّمات ميدانية في محيط مدينة حلب، أعلنت «حركة أحرار الشام»، أمس، على حسابها على شبكة «تويتر» بدء «معركة فكّ حصار قوات النظام عن الأحياء الشرقية، الواقعة تحت سيطرة الفصائل المعارضة في مدينة حلب». وأشارت إلى أن «بدء معركة فكّ الحصار عن المدينة، بدأ من خلال تحرير نقاط عسكرية عدّة، في منطقة الملاح شمالي حلب».
أما في ريف حلب الشمالي الشرقي، فقد سيطرت «قوات سوريا الديموقراطية» على مقرّ غرفة العمليات الرئيسية لتنظيم «داعش» في مدينة منبج، والواقع في مستشفى الباسل الوطني، في وقت استشهد فيه عشرات المدنيين في قصف لطائرات «التحالف» الدولي شمال المدنية. وتحوّلت المعارك المستمرة في منبج، منذ قرابة الخمسين يوماً، إلى حرب استنزاف بين «قسد» و«داعش» نتيجة استماتة الأخير بالدفاع عن مواقعه في المدينة، التي تُعَدّ عمقاً حيوياً يربطه بالحدود التركية ومعاقله شرقي سوريا.
وفيما تؤكّد «قسد» سقوط المئات من مسلحي «داعش» في المواجهات الدائرة بينهما، إلى جانب امتلاكها لأكثر من 700 جثة منهم، غير أنها، أيضاً، تكبّدت خسائر فادحة، نتيجة المعارك والمفخخات والألغام التي يفجّرها التنظيم في المنطقة. وأدّى تصاعد حِدّة المواجهات في المدينة إلى ارتفاع عدد الضحايا من المدنيين، حيث قضى العشرات منهم، أمس، بقصف لطائرات «التحالف» على قرية التوخار، الواقعة على طريق منبج - جرابلس.
وأفادت مصادر ميدانية لـ«الأخبار» عن «استشهاد أكثر من مئة مدني من أهالي القرية، إثر استهدافهم بغارات مكثّفة من طائرات فرنسية وأميركية، وإصابة عشراتٍ آخرين»، مضيفةً أن «الطيران الفرنسي كثّف هجماته على منبج وريفها، إثر حادثة الدهس في مدينة نيس، ما أدى إلى وقوع مجزرة بحق المدنيين».
أعلنت «أحرار الشام» بدء معركة فكّ الحصار عن أحياء حلب

بدوره، نفى مصدر في «قسد» «وجود مجزرة بحق المدنيين»، مؤكّداً أن «الطائرات استهدفت مواقع لمسلحي داعش، الذين شنّوا هجمات من محور جرابلس، على مواقع قواتنا في المنطقة». وتحدثت مواقع إعلام كردية عن «قتل ما لا يقل عن 102 داعشياً، خلال تصدي مقاتلي مجلس منبج العسكري لسلسة هجمات شنّها التنظيم، من 3 محاور: شمال وجنوب وغرب منبج». إلى ذلك قال الجيش الأميركي في بيان له إن «مقاتلي قسد سيطروا على مقرٍّ لقيادة العمليات في مدينة منبج، مطلع الأسبوع، في أحد مستشفيات المدينة، حيث اتخذ منه مركزاً للقيادة والإمدادات اللوجستية». وأضاف أنّ «التحالف نفّذ أكثر من 450 ضربة جوية في محيط منبج، منذ بدء العملية للسيطرة على المدينة».
بدورها، أفادت وكالة «أعماق»، التابعة لـ«داعش» بأن «المجموعات الانغماسية التي تغلغلت في الصفوف الخلفية للوحدات الكردية (وحدات حماية الشعب)، شرقي سد الفاروق (تشرين)، في ريف كوباني، يوم الأحد الفائت، تابعت هجماتها على الوحدات أمس»، مشيرةً إلى أن مجموعات التنظيم «تمكّنت من قطع طريق إمداد الوحدات الكردية بين بلدة عين عيسى، في ريف الرقة، وسد الفاروق، في ريف حلب، وذلك بعد سيطرتهم على قرى وتلال على طرفي الطريق».
وبحسب «أعماق»، فقد «أدى الهجوم إلى مقتل 34 عنصراً من الوحدات الكردية وإصابة عدد آخر بجروح». وفي السياق، ذكرت «التنسيقيات» أن «داعش» تقدّم في محيط عين عيسى، أمس، مسيطراً على قريتي العبادين والجباشي، في ريف عين عيسى الغربي، بعد مواجهات عنيفة ضد «وحدات حماية الشعب».
في غضون ذلك، أحرز الجيش السوري تقدّماً على خط البترول، شرقي مدينة السلمية، في ريف حماه الشرقي، وسط اشتباكات عنيفة مع مسلحي تنظيم «داعش». وأدت المواجهات إلى مقتل عددٍ من مسلحي التنظيم، وإصابة آخرين، في وقتٍ دمّر فيه الجيش رتلاً لمسلحي التنظيم، مؤلّف من 3 آليات، إثر تفجير سلسة من العبوات الناسفة فيه، لدى مروره على طريق خط البترول - بلدة المفكّر الشرقي، وأدّى إلى مقتل جميع طواقمه.
بالتوازي، أفادت «التنسيقيات» بأن «مجموعة مسلحة تابعة لـ«جبهة النصرة» اختطفت، فجر أمس، «قائد اللواء 56 مشاة، التابع للفرقة 13، زاهر الأحمد»، في معرّة النعمان، في ريف إدلب الجنوبي، فيما التزمت «النصرة» و«الفرقة 13» الصمت إزاء الحادثة. يُذكر أن «النصرة» أطلقت سراح معتقلي «الفرقة 13»، التابعة لـ«الجيش الحر»، ومن ضمنهم زاهر الأحمد، في نيسان الماضي.