تحضيرات جولة «جنيف» المقبلة تسابق «مهلة الأول من آب»

  • 0
  • ض
  • ض

تتسارع وتيرة المشاورات المشتركة بين واشنطن وموسكو وبمشاركة الأمم المتحدة، لدفع العملية السياسية بين الأطراف السورية. الاندفاع الذي تلا زيارة وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، لموسكو، بعد أشهر من تبادل الاتهامات بين شريكي رئاسة مجموعة الدعم الدولية، يعكس أن الزيارة أثمرت عدداً من التفاهمات، وصفتها وزارة الخارجية الروسية بـ«المهمة».

ومع مراعاة اتساع طيف الخلافات بين العاصمتين، وفشل فصل «المعتدلين» عن الإرهابيين، فإن الاجتماعات المرتقبة، خلال الأسبوع المقبل، بين روسيا والولايات المتحدة والأمم المتحدة، قد تكرر تجربة الإعداد لجولة جنيف الماضية، حيث استُثنيَت النقاط الخلافية لمصلحة اتفاق «الهدنة»، تلبية للدعوات والضغوط التي تعقب عادة التقدم العسكري للقوات الحكومية وحلفائها، الأمر الذي يثير قلق القوى الإقليمية والدولية الداعمة للمعارضة، تجاه موقع الأخيرة التفاوضي. اللقاء الأخير بين كيري والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، جاء عقب دعوات أممية وجهها المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، إلى موسكو وواشنطن، مفادها أن استئناف جولات «جنيف» رهن التفاهم بينهما، واليوم، وبعد التوصل إلى تلك التفاهمات، تبدو الجولة المقبلة أقرب إلى التحقق، بالتوازي مع قرب انقضاء المهلة التي أقرتها الأمم المتحدة لبدء عملية الانتقال السياسي في الأول من آب/ أغسطس. وفي ظل إعلان دمشق استعدادها لاستكمال المحادثات، تبقى المشكلة عند طرف «الهيئة العليا للمفاوضات» المعارضة، التي لم تستكمل مناصب وفدها الشاغرة، بالتوازي مع خلافات تفاقمت منذ أشهر بين قطبي «الهيئة» الرئيسيين، «الائتلاف» و«هيئة التنسيق».
وفي السياق، أعلنت الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زخاروفا، أن اللقاءات في جنيف تأتي في إطار تنفيذ التفاهمات «المهمة» التي جرى التوصل إليها خلال بين وزيري خارجية روسيا والولايات المتحدة في موسكو. ونقلت وكالة «نوفوستي» عن مصدر ديبلوماسي روسي، أن المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا، سيشارك في اللقاء المرتقب، الذي سيعقد بمشاركة نواب وزراء الخارجية. وأشارت زخاروفا إلى أن تمدد خطر الإرهاب إلى خارج منطقة الشرق الأوسط، أصبح واقعاً، معربة عن ثقتها بأن «تنفيذ الاتفاقيات الأخيرة سيُسهم في تحسين الوضع في سوريا». واعتبرت أن الوضع في سوريا «معقد للغاية»، مشيرة إلى استمرار الاشتباكات في مدينة حلب و«محاولات الجماعات المسلحة لتغيير الوضع القائم في مدينة تدمر وزج مزيد من القوات في محيطها». كذلك دعت زخاروفا، واشنطن إلى تنفيذ وعودها بالفصل بين مواقع المعتدلين والإرهابيين، لافتة إلى أن روسيا ستعمل على إقناع تركيا باعتماد «موقف بنّاء» حيال الوضع في سوريا.
من جهتها، أعلنت دمشق استعدادها لمتابعة المحادثات السورية ــ السورية في جنيف. وأوضح السفير السوري في موسكو رياض حداد، أن مكتب دي ميستورا «لم يعلن الموعد المتوقع لبدء المحادثات المقبلة»، مضيفاً: «الاستعدادات جارية، لا نعلم متى سيحدث ذلك، لكن دمشق مستعدة والوفد السوري مستعد، عندما يُعلَن بدء المفاوضات سنتوجه فوراً إلى جنيف».
وعلى صعيد آخر، دعت الأمم المتحدة أطراف النزاع في سوريا إلى اعتماد هدنة لمدة 48 ساعة كل أسبوع، تسمح بإيصال المساعدات إلى الأحياء الشرقية من مدينة حلب. ورأى رئيس مجموعة العمل حول المساعدات في سوريا، أن «العد العكسي قد بدأ في شرق حلب»، مضيفاً أن «القوافل الإنسانية والموظفين والمساعدة، كل شيء جاهز. نحتاج إلى هدنة كل أسبوع، لكون الطرق الضيقة المؤدية إلى حلب لا تتيح مرور الشاحنات الكبيرة».

(الأخبار، رويترز، أ ف ب، تاس)

0 تعليق

التعليقات