وأعلن محمد الشامي، رئيس المركز الإعلامي لغرفة العمليات المشتركة التابعة لرئاسة الأركان الموالية لحكومة طرابلس، يوم أمس، أن «قاعدة القرضابية في سرت (450 كلم شرقي طرابلس) باتت في أيدي تنظيم الدولة الإسلامية». وقال الشامي إن «القوة التي كانت متمركزة في القاعدة أخلت مواقعها في وقت متاخر من مساء الخميس، في إطار عملية إعادة تمركز تهدف إلى التركيز على تأمين منطقتي المحطة البخارية (15 كلم غربي سرت) وهراوة (70 كلم شرقي سرت)»؛ وأضاف «دخل بعد ذلك عناصر تنظيم الدولة الاسلامية الى القاعدة التي أخليت بالكامل، ولم يتبق فيها سوى طائرة عسكرية لا تعمل ولا يمكن تصليحها».
وأوضح الشامي أن القرار بمغادرة القاعدة وإعادة التمركز في المناطق المحيطة بسرت جاء على خلفية «التأخر في إرسال قوات مساندة»، علماً بأن القائد الأعلى للقوات المسلحة التابعة لحكومة طرابلس (ورئيس المؤتمر الوطني)، نوري أبو سهمين، كان قد أصدر قراراً قبل نحو 10 أيام يقضي بإرسال قوات من مناطق عدة لمساندة القوة التي تقاتل في سرت. غير أن تنفيذ قرار أبو سهمين تأخر، «وأصبح الضغط كبيراً على هذه القوة»، بحسب الشامي الذي قال إن عملية استعادة القاعدة «ستبدأ ما إن تصل القوات المساندة الى محيط سرت».

من جهته، قال تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش)، في تغريدة على موقع تويتر يوم أمس، إن اشتباكات وقعت بين عناصره والقوات الموالية لحكومة طرابلس «في كل محاور مدينة سرت»، معلناً «السيطرة الكاملة على قاعدة القرضابية الجوية». والمطار هو الأول الذي يسيطر عليه التنظيم في ليبيا، بعدما سيطر في شباط الماضي على الأجزاء الكبرى من مدينة سرت، ومعظم المباني الحكومية فيها. وفيما لا تزال قوات طرابلس تخوض اشتباكات عند مداخل المدينة وفي مناطق أخرى قريبة منها مع عناصر التنظيم، يقول مسؤولون في طرابلس إن «داعش» تحالف مع مؤيدين للنظام السابق في المنطقة التي تضم حقولاً نفطية هامة.

ويرى مراقبون (روسيا اليوم) أن الولايات المتحدة، التي ترصد الأوضاع بدقة في البحر المتوسط وفي داخل ليبيا وخارجها عبر وسائلها التقنية والبشرية على السواء، تتحدث بشكل «حيادي جداً» حول الوضع الليبي، «وكأن الأمر لا يعنيها كثيراً، أو في أحسن الأحوال كأنها لا تستطيع عمل أي شئ أمام تمدد "داعش" واتساع نفوذه». وبعد تحول مدينة درنة إلى «ولاية إسلامية»، وسقوط مدينة سرت أيضاً في يد «داعش»، يشير المراقبون إلى أن ميناء سرت قد يتحول إلى «الدجاجة التي تبيض ذهباً» للتنظيم، ويصبح أحد أهم مصادر الدعم والتمويل الآتية من تصدير النفط، ما يعيد طرح السؤال نفسه الذي يتردد طوال أكثر من عام ونصف عام بشأن مصادر تمويل التنظيم الإرهابي، والأطراف المستفيدة من تصدير النفط ونقله من المناطق التي يسيطر عليها، وكيفية سير هذه العملية، على الرغم من وجود القطع والأساطيل البحرية الأميركية والأوروبية في البحر المتوسط.

(الأخبار، أ ف ب، رويترز)