في مواصلة لاستهداف المعالم الدينية والأثرية في محافظة تعز من قبل الجماعات المتطرفة الموالية للتحالف السعودي، فجّر عناصر من تنظيم «القاعدة» قبة الشيخ عبد الهادي السودي الأثرية في المدينة القديمة قبل أيام قليلة. وقال مصدر محلي إن عناصر متطرفين، يعتقد بانتمائهم إلى كتائب «أبو العباس»، فجّروا قبة الشيخ عبد الهادي السودي الأثرية في المدينة القديمة في حي الأشرفية. وأضافت المصادر أن أكثر من 20 شخصاً جرحوا وتضرر العديد من المنازل بسبب تفجير القبة الأثرية.وأكد المصدر أن تصاعد عمليات التدمير الممنهجة للمعالم الدينية والأثرية التابعة للصوفية في تعز، يعبّر عن «المشروع الظلامي للوهابية الأصولية المتطرفة التي تحاول جرّ البلاد إلى حرب طائفية». وأوضح المصدر أن ضريح الشيخ السودي الذي كانت تسيطر عليه مجموعات من «الإصلاح» يعدّ من أبرز أعلام الصوفية في اليمن، مشيراً إلى أن قبة هذا الضريح تعدّ من أكبر القباب في اليمن، وتاريخها يعود إلى حقبة الدولة الطاهرية، وهي إحدى أجمل المعالم الدينية في تعز القديمة من عصر الخلافة العثمانية.
تفجير قبة السودي أعقب إحراق تلك المجموعات المتطرفة مسجد الشيخ الصوفي جمال الدين، وهو مسجد أثري قديم يتبع المذهب الصوفي، في قرية الصراري التي اجتاحتها الثلاثاء الماضي وأقدمت على تفجير قبر الولي جمال الدين ونبشه وأحرقت بقايا رفاته، وهو ما أثار مخاوف أهالي منطقة يفرس جبل حبشي جنوبي تعز، من استهداف تلك المجموعات لمرقد وضريح الشيخ الصوفي الشعير أحمد بن علوان. وأطلق أهالي «يفرس» وما جاورها في ريف محافظة تعز نداءً حذروا فيه من نيات لاستهداف مرقد «ابن علون» من قبل مجموعات متطرفة. وأكد الأهالي دخول عشرات العناصر المتشددين إلى المنطقة، إضافة إلى أن المواطنين لمسوا تحركات تفيد بوجود نيات سوداء تجاه مرقد ابن علوان وجامع يفرس الشهير.
وما عزّز مخاوف الصوفيين في تعز، إصدار الشيخ السلفي عادل فارع «أبو العباس» بيان نفى فيه وقوف جماعته وراء تدمير قبة الشيخ الإمام عبد الهادي السودي، وأفتى فيه بهدم القباب والأضرحة الدينية والتاريخية. وتابع مشبهاً أضرحة الأولياء والصالحين وما يُبنى عليها من القباب بـ«الأوثان التي تُعبد دون الله والتي يجب التحذير منها وإزالتها وتطهير البلاد الإسلامية من درنها». وأفتى الشيخ السلفي الذي درس في مركز دماج في صنعاء بهدم القباب والأضرحة التي وصفها بـ«الشركية، ويقام فيها ما يُناقض التوحيد»، معتبراً ذلك واجباً دينياً على كل مسلم.
وشهدت تعز خلال الأشهر الماضية أعمال هدم وتفجيرات استهدفت عشرات المساجد والمراقد والقباب التاريخية، حيث صعّدت الميليشيات المتطرفة حربها على القباب والأضرحة الدينية التابعة لمشايخ صوفيين ابتداءً من النصف الثاني من العام الماضي بعد انخراطها في «المقاومة الشعبية» الموالية لهادي. وأعلنت تلك الجماعات المتطرفة، إضافة إلى عناصر تنظيم «القاعدة» و«داعش»، عن وجودها في «الجبهة الشرقية»، وبثت عدداً من أشرطة الفيديو أكدت فيها مشاركتها في القتال الى جانب جماعات حزب «الإصلاح» والجماعات السلفية وفي تدمير عدد من المساجد والأضرحة في محافظة تعز. ومن الأضرحة التي فجّرها أو دمّرها المسلحون مقام نبي الله شعيب، مقام الولي عبدالله الطفيل، إلى جانب نبش قبر السودي في مدينة تعز في تشرين الثاني من العام الماضي. كذلك نبش هؤلاء قبر العلامة عبدالله محمد الرميمة في منطقة مشرعة وحدنان في كانون الأول الماضي، وفجّروا ضريح وقبة الشيخ الصوفي عبد اللطيف الرميمة في منطقة الحاضر، قرية الحبيل، مطلع آذار الماضي. وكان عناصر تنظيم «القاعدة» الذين يقاتلون إلى جانب قوات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي في تعز قد أقدموا في الـ23 من أيار الماضي على تدمير عدد من الأضرحة في مسجد قبة المتوكل في مدينة تعز القديمة.
وفي السياق نفسه، فجّر مسلحو «القاعدة» وعناصر من «الإصلاح»، في منتصف تشرين الثاني، قبة ومقام الشيخ مدافع بن أحمد المعيني الأثري في مديرية المظفر. ووفق بيان صادر عن وزارة الاوقاف، فإن أولئك العناصر أقدموا على تفخيخ قبة الشيخ مدافع بن أحمد بن محمد المعيني، الملقب بـ»الخولاني»، الأثرية، التي يعود تاريخ بنائها إلى قبل 800 عام، والواقعة في منطقة صينة مديرية المظفر، بمادة الديناميت، الأمر الذي أدى إلى تدمير القبة بالكامل ومساواتها بالأرض، ولم يؤدّ التفجير إلى سقوط ضحايا بشرية، ولكن لحقت أضرار مادية بمنازل المواطنين المجاورة.