بينما واصلت جهات إقليمية ودولية جهودها لإنقاذ المحادثات اليمنية من الفشل، رغم مغادرة وفد الرياض إلى السعودية بهدف التشاور مع الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، عادت قيادة التحالف السعودي إلى لغة التهديد.وفي ظلّ التصعيد العسكري الشامل في اليمن والمناطق السعودية الحدودية، أكد المتحدث باسم «التحالف»، أحمد عسيري، أنه «سيُقضى على كل من يحاول اختراق حدود المملكة»، في إشارةٍ إلى ردود الجيش اليمني و«اللجان الشعبية» على الانتهاكات السعودية المستمرة، ومنها الهجمات الحدودية باتجاه المناطق اليمنية الشمالية الغربية.
سفراء 18 دولة راعية للتسوية عقدوا لقاءات مع وفد صنعاء

تعليقاً على تعثّر المسار السياسي، قال عسيري في مقابلةٍ تلفزيونية، إن «الحوثيين لا يكترثون بالقرارات الدولية»، داعياً الأمم المتحدة إلى تسمية الجهة التي تعطّل المشاورات ولم تساعد في الوصول إلى تسوية سياسية.
وشهدت الأيام الماضية مقتل العديد من العسكريين السعوديين في هجمات صاروخية يمنية على المناطق الحدودية، قضى إثرها نحو عشرة أشخاص، بينهم ضابط إلى جانب إصابة ثلاثة آخرين، وفقاً لإعلان الرياض.
في هذا الوقت، لا يزال الجمود مهيمناً على المحادثات في الكويت، حيث بقي وفد صنعاء بمفرده في ظلّ تغيّب وفد الرياض في السعودية تحت عنوان التشاور، لا الانسحاب النهائي.
وعقد المبعوث الدولي إسماعيل ولد الشيخ، في العاصمة الكويتية، يوم أمس، لقاءً مع وفد صنعاء، بهدف إقناعه بالموافقة على مقترح الأمم المتحدة الذي أعلن وفد الرياض الموافقة عليه قبيل المغادرة، لكن ولد الشيخ أخفق في ذلك.
في المقابل، جدد وفد صنعاء، الذي يمثل حركة «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام»، تمسكه بالحلّ الشامل للأزمة، مشترطاً تشكيل حكومة وحدة وطنية بالتزامن مع حل الملف العسكري والأمني الذي يقضي بالانسحاب من المدن وتسليم السلاح وإطلاق المعتقلين.
واقتصرت الرؤية الأممية للحل، التي قدمها ولد الشيخ إلى طرفي الأزمة اليمنية، على حلول للملف الأمني والعسكري، مع إسقاط الملف السياسي وترحيله إلى جولة مشاورات مقبلة لم يحدد زمانها ومكانها، وهو ما رفضه وفد صنعاء.
وكان سفراء الدول الـ18 الراعية للتسوية السياسية في اليمن، قد عقدوا أمس، لقاءات مع وفد «أنصار الله» وحزب «المؤتمر»، لإقناعهم بالتوقيع على الرؤية الأممية لإنهاء الحرب.
في غضون ذلك، من المتوقع أن يعقد اليوم مؤتمر صحافي في القصر الجمهوري لإعلان تشكيلة المجلس السياسي الأعلى المؤلف من ممثلين عن «أنصار الله» و«المؤتمر» وحلفائهم، وكذلك إعلان شخصيات المجلس ورئيسه الدوري.
وكانت معلومات قد أثيرت عن وساطة عُمانية لدى القوتين اليمنيتين لتأخير تشكيل المجلس بغرض امتصاص غضب الطرف الآخر وإعادة الدفع إلى المحادثات.
من جهة أخرى، وجه وزير الخارجية الأميركي، جون كيري، يوم أمس، شكراً إلى دولة الكويت وأميرها، صباح الأحمد الصباح، للاستمرار في استضافة المحادثات اليمنية برعاية الأمم المتحدة.
وفي اتصال بين كيري وولد الشيخ للاطلاع على آخر التطورات في الأزمة اليمنية، أكد الأول أن هذه المشاورات «فرصة مناسبة لوضع حد لمعاناة الشعب اليمني»، مضيفاً أن الشعب «عانى لفترة طويلة جداً ويستحق الحصول على السلام».
(الأخبار، الأناضول)