تسارعت حدة الاشتباكات بين الجيش السوري ومسلحي تنظيم «داعش» الإرهابي في محيط مدينة تدمر. وحدات من الجيش انتشرت في البيارات الواقعة غربي المدينة، بالتزامن مع تكثيف ضربات مدفعيتها على تجمعات المسلحين المتحركة غرباً وجنوباً. مصادر ميدانية أكدت لـ«الأخبار» أنّ قوات الجيش شكلت خطاً دفاعياً خارج المدينة، بهدف صد أي هجمات محتملة لمسلحي التنظيم.
وكان مسلحو التنظيم قد أحالوا سجن تدمر العسكري الشهير ركاماً، إثر تفخيخه وتفجيره، أول من أمس. ونقلت مواقع مقربة من التنظيم عن نيته تشييد «دار للعلوم الشرعية» مكان السجن، إضافة إلى بناء مسجد، يعتزم تسميته «مسجد الشهداء».
وفي شمالي حمص، استهدف سلاح المدفعي تجمعات للمسلحين في سهل الحولة، ما أدى إلى مقتل 3 منهم، وجرح آخرين، فيما استهدف سلاح الجو تجمعات للمسلحين في وادي قرية سليم بريف الرستن أدت إلى وقوع خسائر مادية. يأتي ذلك في ظل حملة اعتقالات وعمليات خطف نفذتها «جبهة النصرة»، بحق أطباء عاملين في المشافي الميدانية، في بلدة تلبيسة ضمن الريف الشمالي، ما جعل مدنيين يخرجون في تظاهرات مطالبين بالإفراج عن الأطباء المحتجزين. أما في ريف حمص الشرقي، فلا يزال تنظيم «داعِش» يوسّع رقعة نفوذه باتجاه القلمون الشرقي، إذ سيطر على حاجز للجيش السوري على طريق تدمر ــ دمشق.
وفي ريف العاصمة السورية، استهدف سلاح الجو اجتماعاً للمسلحين في بلدة خان الشيح في الغوطة الغربية، ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من قادتهم الميدانيين، عرف منهم: اسماعيل جوابري من «لواء المثنى»، وأبو عكر الجاعوني من «جبهة النصرة»، وعبد الرحمن علان من «لواء أبو دجانة»، إضافة إلى ناصر الأحمد «مسؤول عمليات أحرار عرطوز». وفي بلد سقبا، في الغوطة الشرقية، خرج مئات الأهالي في تظاهرات، منددة بممارسات مسلحي «جيش الإسلام» وقائده زهران علوش.
أما في دير الزور، فقتل القيادي في تنظيم «داعش» ومسؤول جبهة حويجة صكر، المدعو «أحمد رحال» متأثراً بجراحه بعد إصابته في اشتباكات سابقة مع الجيش السوري. كذلك استهدف عناصر المقاومة الشعبية في المنطقة الشرقية مسلحي تنظيم داعش الإرهابي في مواقع عدة من مدينتي الميادين والبوكمال، ما أدى إلى مقتل عدد من عناصر التنظيم، بينهم مسؤول المركز المالي في الميادين المدعو أبو معاذ العراقي.

مقتل القيادي
في «داعش» ومسؤول جبهة حويجة صكر

فيما استهدفت مدفعية الجيش السوري تجمعات التنظيم في قرية الجفرة، شرقي مدينة دير الزور. ووقعت اشتباكات بين الجيش وعناصر التنظيم في حي الحويقة الغربي بمدينة دير الزور. يأتي ذلك بالتزامن مع إطلاق المسلحين قذائف عشوائية على أحياء دير الزور، ما أدى إلى استشهاد طفلة وإصابة 18 شخصاً آخرين بجروح. كذلك أعدم عناصر تنظيم داعش مزارعين معظمهم من مدينة الميادين، وذلك في الجنينة الواقعة ضمن الريف الشرقي، بحجة إدخالهم مواد غذائية إلى أهالي حي الجورة.
وفي سياق آخر، وقع انفجار ضخم في خزان وقود ضمن مستوصف ميسلون، في محافظة الحسكة، أقصى شرق سوريا، ما أدى إلى استشهاد 25 شخصاً، معظمهم أطفال. وبحسب مصادر رسمية في المحافظة، فإن الانفجار نجم عن احتراق فروع الأشجار الجافة وامتداد ألسنة اللهب إلى خزان الوقود، أثناء إجراء اللقاحات اللازمة لعشرات أطفال المدينة.
أما في درعا، فعادت نيران المواجهات المسلحة إلى الواجهة مرّة أخرى، على الرغم من الهدنة الموقعة بين «لواء شهداء اليرموك» من جهة و«تنظيم القاعدة في بلاد الشام ـ جبهة النصرة» وحلفائه من جهة أخرى. وفي السياق، نقلت مواقع معارضة أن «اشتباكات عنيفة جداً» وقعت أمس في ريف درعا الغربي بين «لواء شهداء اليرموك» و«جبهة النصرة» و«أحرار الشام». ونقلت المواقع عن سيطرة «النصرة» على حاجز العلان على أطراف الغربية لبلدة سحم الجولان، واقتراب الاشتباكات من بلدة نافعة حيث تقع مقارّ «لواء اليرموك».
من جهته، أفاد «لواء اليرموك» بأن «مجزرة حقيقية» وقعت في بلدة عين ذكر، شمال غرب مدينة درعا، أدت إلى مقتل العشرات من عناصر «النصرة وحلفائها» بعد محاولتهم اقتحام البلدة. وأضاف البيان المنشور على حساب «اللواء» على موقع «تويتر»، أن «جبهة النصرة وحلفاءها» عمدوا إلى قصف بلدة نافعة عشوائياً، ما أدى إلى نشوب حريق في المحاصيل الزراعية، ووقوع إصابات في صفوف المدنيين.
يذكر أن «جبهة النصرة» سيطرت على سحم الجولان قبل نحو 6 أيام، بعد اشتباكاتٍ مع «لواء اليرموك». وبحسب «المرصد السوري لحقوق الإنسان» المعارض، سيطر «اللواء» قبل يومين على قرية البكار في ريف درعا، بموازاة قيام «النصرة» قبل أيام بمداهمات وتفتيش لمنازل في بلدة تل شهاب الحدودية مع الأردن في ريف درعا الغربي، «تعود لذوي مقاتلين في لواء اليرموك».