أكد رئيس الحكومة العراقية، حيدر العبادي، وقوف بلاده على الحياد في ما وصفه بالصراع الإيراني السعودي، كاشفاً أن مقاتلي «الحشد الشعبي» سيشتركون في تحرير مدينة الموصل من سيطرة تنظيم «داعش»، وذلك في وقت يبدو فيه أن التحالف الغربي ماض في ضغوطه لتعزيز وضع «السنّة» و»الأكراد» في النظام السياسي العراقي.وقال العبادي في مقابلة مع قناة «العراقية» الرسمية بثت مساء السبت، إن «العراق ليس بوابة لإيران ونحن لا نريد أن ندخل في صراعات إقليمية بين السعودية وإيران». وأضاف «إذا كان الإخوة السعوديون يعتقدون بأن العراق هو بوابة لإيران فهم مخطئون».

وأوضح العبادي أن «العراق ليس بوابة لإيران ونحن لا نريد أن ندخل في صراعات إقليمية بين السعودية وإيران»، مشدداً على أن بغداد «لا تحسب على هذا الصراع»، لافتاً إلى أن بلاده لا تزال تنتظر قدوم السفير السعودي لمزاولة عمله في بغداد، إضافة إلى زيارة المسؤولين السعوديين للعراق.
وتابع «ليس لدينا شيء ضد السعودية ولم نعادِ، ولم نسمح لأحد بأن ينطلق من الأراضي العراقية للإساءة إليهم».
من جهة أخرى، أعلن العبادي أن مقاتلي «الحشد الشعبي» سيشتركون في تحرير مدينة الموصل مركز محافظة نينوى من سيطرة «داعش» رغم المعترضين على ذلك.
وأضاف إن العراق يستعين بجميع الدول، ومنها إيران، لمحاربة «داعش»، مشيراً إلى أن العراق يدافع عن الخليج في حربه ضد «داعش».
القوات العراقية
تتقدم في سامراء وتتأهب لاقتحام الرمادي

في سياق متصل، أشاد رئيس مجلس الوزراء ورئيس مجلس النواب، أمس بالانتصارات التي تحققها القوات الأمنية و«الحشد الشعبي» خلال المعارك ضد تنظيم «داعش».
وقال مكتب العبادي، في بيان، إنه «استقبل في مكتبه رئيس مجلس النواب سليم الجبوري وبحث معه تطورات الأوضاع الأمنية والسياسية وتعزيز التعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية وملف النازحين والبرنامج الحكومي».
وأضاف البيان إن «الطرفين أكدا ضرورة توحيد الجهود والكلمة لمواجهات التحديات التي يشهدها البلد وتأكيد أهمية تحقيق المصالحة الوطنية».
كذلك، شدد العبادي، خلال لقائه مبعوث الرئيس الأميركي، باراك أوباما، الجنرال جون آلن، منسق «التحالف الدولي»، ضد تنظيم «داعش»، على أهمية دعم العراق في حربه على الإرهاب، فيما أكد الجبوري ضرورة مساعدة الولايات المتحدة لعشائر الغرب العراقي وإعطائها دوراً أكبر في المرحلة المقبلة.
وتتجه الأنظار غداً إلى الاجتماع الذي يعقده وزراء خارجية الدول «التحالف الدولي» في باريس لمراجعة «استراتيجيته» بعد نكسات في العراق وسوريا.
وسيترأس الاجتماع الذي يشارك فيه 24 وزيراً أو ممثلاً عن منظمات دولية، وزير الخارجية الفرنسي لوران فابيوس والعبادي، فيما سيغيب وزير الخارجية الأميركية جون كيري الذي كسر عظم فخذه أمس.
وأوضح المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، رومان نادال، أن «العراق في صلب الاجتماع، لكن نظراً إلى توسع نطاق عمل (جهاديي تنظيم داعش) وتداخل الأوضاع سيناقش الملف السوري أيضاً».
وأضاف نادال إن اللقاء سيسمح أولاً للمشاركين بـ«مناقشة استراتيجية التحالف، في حين أن الوضع على الأرض هش جداً».
وفي تدخل سافر في الشؤون العراقية، فإن الاجتماع سيرمي أيضاً إلى إمرار «رسالة قوية» للحكومة العراقية بضرورة إشراك أوسع لـ«السنّة» و«الأكراد» في مراكز القرار والقوات الأمنية وفقاً لوزارة الخارجية الفرنسية.
وقال فابيوس في وقت سابق الأسبوع الماضي «ربطنا الدعم العسكري للتحالف بتعهدات سياسية من قبل الحكومة العراقية الجديدة، ما نسميه سياسة جمع كافة الأطياف»، مشدداً على أنه «يجب أن يحترم هذا العقد بشكل أفضل الآن».
ميدانياً، أحرزت القوات الأمنية العراقية و«الحشد الشعبي» و«سرايا السلام» التابعة لزعيم «التيار الصدري»، مقتدى الصدر تقدماً عسكرياً هو الأول من نوعه منذ بدء المواجهات مع تنظيم «داعش»، فيما تتأهب لبدء عملية واسعة لاقتحام الرمادي بعد إحكام حصارها.
مصدر في وزارة الدفاع العراقية أكد لـ«الأخبار» تمكن القوات المشتركة (جيش وشرطة وحشد) وبمشاركة طيران الجيش العراقي من تحرير ثمانٍ من المناطق الجنوبية الغربية لمدينة سامراء وهي «السميلات والكسارات والقرصابية والبوشلش والأمانة وأمّ الطلايب والبوصايل والتل الفرنسي»، مشيراً إلى خسائر كبيرة في صفوف «داعش» بالأرواح والمعدات.
من ناحيته، أبلغ مقاتل في سرايا السلام «الأخبار» إحكام قواته السيطرة على منطقة الاسحاقي ــ وهي المناطق الاستراتيجية في سامراء ــ مؤكداً أن «السرايا» أصبحت منذ مساء السبت على حدود منطقة الثرثار «حيث ننتظر الأوامر لاقتحامها».
ورأى الخبير الأمني هشام الهاشمي أن التقدم الذي حصل في محور جزيرة سامراء وبادية الاسحاقي ومحور جزيرة الثرثار من قبل الجيش والشرطة و«الحشد»، بمعاونة أبناء العشائر، يعد الأول من نوعه منذ بدء المواجهات مع تنظيم «داعش»، مؤكداً أن تلك العمليات يشترك فيها نحو خمسة آلاف مقاتل.
وكشف الهاشمي في حديث إلى «الأخبار» عن إرسال «داعش» تعزيزات كبيرة إلى ‏الشرقاط والزاب (شمال صلاح الدين) أغلبهم من كتيبة الانغماسيين ومن لديهم خبرة قتال حرب الشوارع، محذراً من أن ذلك يعني أن «داعش» قد يحضّر لعملية كبيرة ومفاجئة في المحافظة.
وفي وقت حررت فيه قوات الحشد الشعبي 170 جندياً كانوا محاصرين منذ أشهر في المثنى، علمت «الأخبار» أنه يجري التحضير حالياً لشن عملية عسكرية كبرى لاقتحام مدينة الرمادي بعد إحكام حصار مسلحي «داعش» داخل المدينة وتحرير عدد كبير من مناطق الأطراف.