بموازاة الإنجازات الميدانية التي أحرزتها قوات الجيش و«اللجان الشعبية» على أكثر من جبهة داخلية وحدودية، شنّت طائرات العدوان السعودي أكثر من مئة وخمسين غارة على مناطق متفرقة في اليمن خلال 36 ساعة، نالت منها محافظة صعدة النصيب الأكبر، تليها حجة صنعاء والجوف ونهم وتعز وشبوة. ويظهر أن التصعيد السعودي على المدنيين ترجمة لعجز المملكة عن مواجهة تداعيات الميدان المتسارعة، خاصة في جبهات ما وراء الحدود (انظر الموضوع المقابل).أعضاء في «لجنة التهدئة» من «أنصار الله» و«المؤتمر الشعبي العام» أكدوا، في أحاديث إلى «الأخبار»، أن التصعيد الأخير لم يستهدف سوى المدنيين والمناطق السكانية، وعللوا ذلك بأن العدوان لم يوقف غاراته على الجبهات طوال التهدئة، الأمر الذي يثبت أن التصعيد يركز على المدنيين. ووفق إحصاءات هذه اللجنة، سجل عشر مجازر، منذ فشل مشاورات الكويت وإعلان التصعيد، بحق المواطنين وسجلتها الأمم المتحدة.
غالبية الضحايا من المدنيين وفي مناطق قُصفت سابقاً

في هذه الأثناء، ووفق أرقام وزعها «الإعلام الحربي»، يوم أمس، شنت طائرات العدوان على صعدة وحدها ما يزيد على 80 غارة، بعضها أوقعت مجازر بحق أسر بكاملها كما حدث في منطقة الصحن القريبة من المدينة.
وقالت مصادر محلية إن ثلاث أسر عدد أفرادها يزيد على 20، غالبيتهم نساء وأطفال، استشهدوا جراء غارات مباشرة شنتها طائرات سعودية منتصف ليلة أول من أمس، إضافة إلى غارة أخرى حصدت أرواح ثلاثة شهداء وعدد من الجرحى في منطقة رازح الحدودية. أما بقية الغارات في صعدة، فاستهدفت منشآت مدنية ومحالّ ومباني حكومية، وسقط إثرها بعض الجرحى.
أما في صنعاء، فاستهدفت طائرات العدوان مناطق عدة بأكثر من 20 غارة، مدمِّرةً منازل على رؤوس ساكنيها ومهجِّرةً العشرات من مأواهم. وأفادت مصادر محلية في حيّ الروضة، شمالي العاصمة، بأن طيران العدوان شنّ ما يزيد على 12 غارة على الحيّ الذي يقع جوار الكلية الحربية، مسبّباً استشهاد أسرة بكاملها. تلا ذلك استهداف المسعفين بغارات أخرى، إضافة إلى جرح العديد من المواطنين في الجوار بسبب الشظايا، فيما استهدفت بقية الغارات مناطق أخرى في صنعاء دون أن توقع إصابات بالغة.
وشهدت تعز، تحديداً في مديرية شرعب، مجزرة جديدة بعد يومين من مجزرة مشابهة في المكان نفسه. وقالت مصادر محلية إن غارة شنها طيران العدوان على موقف الحافلات وسيارات النقل في مفرق شرعب أدت إلى استشهاد ما يزيد على 16 مواطناً تفحمت جثث غالبيتهم، إضافة إلى جرح العشرات.
ميدانياً، تمكنت قوات الجيش و«اللجان الشعبية» من السيطرة، مساء أمس، على مواقع جديدة واستراتيجية في المدفون وتباب شعب المرينع في منطقة نهم، على الحدود الشرقية لمحافظة صنعاء، وأفاد مصدر عسكري بأنه بعد التصدي لثلاثة زحوف كبيرة على جبال القتب والمدفون والسوداء والمجاوحة مسنودة بغارات مكثفة للطيران، تمكن الجيش و«اللجان» من شنّ هجوم مضاد انتهى بالسيطرة على تلك المواقع، وذلك بعد معارك أدت إلى مقتل وجرح العشرات من مرتزقة العدوان، إضافة إلى إحراق آليات وانهيار صفوفهم.
ووفق المصدر، فإن جثث قتلى العدوان لا تزال ملقاة في الشعاب والوديان، في حين أن أكثر من عشرة من صفوف المرتزقة قتلوا جراء قصف تجمّع لآلياتهم في معسكر فرضة نهم.
لكن عدداً أكبر سقط في الجوف، حينما قتل ما يقارب 20 مسلحاً وأكثر من 23 جريحاً بينهم قيادات.
وأفاد المصدر العسكري نفسه بأن القوة الصاروخية استهدفت تجمعات للمسلحين الموالين للعدوان الليلة السابقة في مقر الزراعة في مدينة الحزم عاصمة محافظة الجوف بصليات الكاتيوشا.
أما في جبهات تعز، فتقدمت قوات الجيش و«اللجان» في الضباب واستعادت السيطرة على مواقع وجبال مهمة هناك، فيما استهدفت «الصاروخية» تجمعات للمرتزقة في منطقة ثعبات بالكاتيوشا.