"الإخوان" هي التهمة الأسهل إلصاقها بأي شخص تقتله الشرطة
وحالياً، تحاول "الداخلية" تغيير مجرى التحقيقات بشأن مقتل مدحت، رغم أن التقرير الأولي للطب الشرعي ينفي رواية الشرطة عن مقتله خلال الدخول إلى إحدى الشقق، بل يكشف التقرير عن كسر في الجمجمة، بالإضافة إلى آثار تعذيب أخرى، فضلاً عن أن الطريقة التي تم اكتشاف الواقعة بها وعدم إبلاغ أسرته وتضارب أقوال الوزارة في تبرير الواقعة تثير التساؤلات، وسط محاولات للتكتيم الإعلامي واتهام الضحية بالانتماء إلى "الإخوان".
على صعيد آخر، تتصاعد الأزمة الاقتصادية في البلاد، وآخر وجوهها قطع العشرات من الآباء والأمهات يوم أمس طريق الكورنيش وسط القاهرة للمطالبة بصرف اللبن المدعم لأبنائهم، وهي أزمة تهدد مئات الأطفال الرضع بالجوع.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت بداية تطبيق منظومة جديدة بالكروت الذكية لصرف الألبان المدعمة، وهي خطوة صاحبها ارتفاع كبير في أسعار اللبن خلال الأيام الماضية متأثراً بالزيادة الكبيرة في سعر الدولار الأميركي.
وقالت وزارة الصحة إن الأزمة حدثت مع بداية تطبيق المنظومة الجديدة لصرف الدعم كي يصل إلى مستحقيه، وخاصة أنها تنفق 450 مليون جنيه سنوياً في استيراد الألبان لتوفيرها للأطفال، مشيرة إلي أن القرار بوقف بيع الألبان المدعمة في الصيدليات هدفه "مصلحة المواطنين والحفاظ على حقوقهم والتأكد من استفادة الأطفال المستحقين للدعم بالكميات التي يجري استيرادها".
وعلى عكس المرات السابقة، لم تتدخل وزارة الداخلية لفض التظاهرة التي قطعت طريقاً رئيسياً لأكثر من ساعتين، وإنما فضت بعد وعد بصرف كميات الألبان بصورة اعتيادية وتسهيل الإجراءات المطلوبة التي فرضتها الوزارة، ومنها إثبات مرض الأم أو انقطاع اللبن الطبيعي عنها حتى يمكنها الحصول على اللبن المدعم لطفلها.
وتحاول "الصحة" تقليص الدعم الموجه إلى صناعات دوائية عدة حالياً، كما سمحت قبل أسابيع قليلة بتحريك أسعار جميع الأدوية بنسب مختلفة ومتفاوتة.
في المقابل، طرحت القوات المسلحة علب لبن للأطفال مدعمة بسعر أقل من السعر التجاري في الأسواق، وهو ما يمهد لتدخل الجيش في صناعة الألبان بعد أيام قليلة من الإعلان عن إنشاء أول مدرسة دولية تديرها القوات المسلحة انطلقت الدراسة فيها قبل أكثر من عامين.