انتهاكات وزارة الداخلية في مصر عادت من جديد. طالب في إحدى كليات الطب لقي مصرعه بعد القبض عليه، بسبب كسر في الجمجمة. الرواية الأولى زعمت وفاته بعد هبوط عام في الجسم داخل قسم الاحتجاز، فيما قالت الرواية الثانية إن الطالب ألقى بنفسه من الطبقة الثالثة بعد محاولة الشرطة القبض عليه في شقة بسبب ممارسته الأعمال المنافية للآداب. والآن، ملف هذا الشاب موجود لدى النيابة دون اتخاذ أي إجراءات جديدة بحق رجال الشرطة أو توضيح الأمر في بيان للرأي العام.ولا تزال قضية مقتل الطالب أحمد مدحت غامضة، لأن "الداخلية" تصنفه كمجرم صدر بحقه حكم بالحبس سنتين، مع أنه استأنف الحكم. في المقابل، يؤكد أصدقاؤه وأسرته أنه لم يكن طرفاً في أي تظاهرات حدثت، وأن خطأً إدارياً تسبب في الزج باسمه في قضية صدر فيها حكم قاس على جميع المتهمين، فقد كان من الذين صدرت بحقهم قرارات بإخلاء السبيل في الفترة التي أعقبت فض اعتصامات "جماعة الإخوان المسلمين" في رابعة والنهضة، وقد استأنف الحكم وخاصة أنه من أوائل دفعته.
"الإخوان" هي التهمة الأسهل إلصاقها بأي شخص تقتله الشرطة

وحالياً، تحاول "الداخلية" تغيير مجرى التحقيقات بشأن مقتل مدحت، رغم أن التقرير الأولي للطب الشرعي ينفي رواية الشرطة عن مقتله خلال الدخول إلى إحدى الشقق، بل يكشف التقرير عن كسر في الجمجمة، بالإضافة إلى آثار تعذيب أخرى، فضلاً عن أن الطريقة التي تم اكتشاف الواقعة بها وعدم إبلاغ أسرته وتضارب أقوال الوزارة في تبرير الواقعة تثير التساؤلات، وسط محاولات للتكتيم الإعلامي واتهام الضحية بالانتماء إلى "الإخوان".
على صعيد آخر، تتصاعد الأزمة الاقتصادية في البلاد، وآخر وجوهها قطع العشرات من الآباء والأمهات يوم أمس طريق الكورنيش وسط القاهرة للمطالبة بصرف اللبن المدعم لأبنائهم، وهي أزمة تهدد مئات الأطفال الرضع بالجوع.
وكانت الحكومة المصرية قد أعلنت بداية تطبيق منظومة جديدة بالكروت الذكية لصرف الألبان المدعمة، وهي خطوة صاحبها ارتفاع كبير في أسعار اللبن خلال الأيام الماضية متأثراً بالزيادة الكبيرة في سعر الدولار الأميركي.
وقالت وزارة الصحة إن الأزمة حدثت مع بداية تطبيق المنظومة الجديدة لصرف الدعم كي يصل إلى مستحقيه، وخاصة أنها تنفق 450 مليون جنيه سنوياً في استيراد الألبان لتوفيرها للأطفال، مشيرة إلي أن القرار بوقف بيع الألبان المدعمة في الصيدليات هدفه "مصلحة المواطنين والحفاظ على حقوقهم والتأكد من استفادة الأطفال المستحقين للدعم بالكميات التي يجري استيرادها".
وعلى عكس المرات السابقة، لم تتدخل وزارة الداخلية لفض التظاهرة التي قطعت طريقاً رئيسياً لأكثر من ساعتين، وإنما فضت بعد وعد بصرف كميات الألبان بصورة اعتيادية وتسهيل الإجراءات المطلوبة التي فرضتها الوزارة، ومنها إثبات مرض الأم أو انقطاع اللبن الطبيعي عنها حتى يمكنها الحصول على اللبن المدعم لطفلها.
وتحاول "الصحة" تقليص الدعم الموجه إلى صناعات دوائية عدة حالياً، كما سمحت قبل أسابيع قليلة بتحريك أسعار جميع الأدوية بنسب مختلفة ومتفاوتة.
في المقابل، طرحت القوات المسلحة علب لبن للأطفال مدعمة بسعر أقل من السعر التجاري في الأسواق، وهو ما يمهد لتدخل الجيش في صناعة الألبان بعد أيام قليلة من الإعلان عن إنشاء أول مدرسة دولية تديرها القوات المسلحة انطلقت الدراسة فيها قبل أكثر من عامين.