نعت إسرائيل، يوم أمس، القمر الاصطناعي "عاموس 6" وأكدت تدميره بالكامل، جراء انفجار صاروخ إطلاقه من على منصة في قاعدة "كيب كنافرال" في ولاية فلوريدا الأميركية.ومع "ضياعه" الذي لا يمكن تعويضه إلا بعد جهود تستغرق سنوات، تضيع على إسرائيل فرصة كانت مؤملة لتعزيز تحكمها في الشبكة العنكبوتية حول العالم وسيطرتها عليها، بما يشمل برامج التواصل الاجتماعي (كفايسبوك)، إضافة إلى مهمات استخبارية وعسكرية واسعة جداً، هي جزء من الوظائف المعلنة للقمر الاصطناعي المدمر.
وأوضحت وسائل الإعلام الإسرائيلية أن أسباب انفجار الصاروخ من طراز "فالكون 9"، التابع لشركة "سبايس اكس" الأميركية الخاصة، الذي كان يحمل "عاموس 6" إضافة إلى أقمار اصطناعية من جنسيات أخرى، لا تزال مجهولة، رغم إمكان الافتراض أن سبب الانفجار خلل تقني حدث خلال عملية إعداد الصاروخ قبل إطلاقه بيومين.
رئيس "وكالة الفضاء الإسرائيلية"، الجنرال المتقاعد يتسحاق بن يسرائيل، وصف الحادث بـ"الكارثة الكبرى"، وقال إن "من شأن هذه الخسارة الفادحة أن تؤثر سلباً في قطاع صناعة الاتصالات في إسرائيل".
"الكارثة" وجسامتها دفعتا التلفزيون الإسرائيلي إلى قطع بثه المعتاد، والبث مباشرة من موقع الحدث في فلوريدا، واستفاضة الخبراء والمعلقين لإطلاع الإسرائيليين على حجم الضرر وتداعياته السلبية، الاقتصادية والأمنية.
ولفت عدد من الخبراء الإسرائيليين إلى أن الضربة قاسية جداً للصناعات الجوية الإسرائيلية، التي عملت على تطوير "عاموس 6"، خاصة أنه "مع فقدانه تضيع على إسرائيل سنوات طويلة من الجهد والاستثمار والأمل"، مع التشديد على أن استئناف العمل لإنتاج قمر جديد سيستغرق جهداً يستمر أعواماً.
ووفق تقرير القناة الثانية العبرية، فإن "عاموس 6 هو أكبر وأضخم قمر اصطناعي صنع في إسرائيل، وكان مخصصاً لمهمات ووظائف اقتصادية وأمنية متعددة". وكشفت القناة عن أن "القمر الجديد مخصص أيضاً لخدمة المؤسسة الأمنية، ويفترض به أيضاً أن يتحكم في قطاع الخدمة التلفزيونية لعدد كبير من الدول الأوروبية، إضافة إلى تزويد الإنترنت لـ14 دولة في القارة الأفريقية، جراء عقد مع شركة فايسبوك بقيمة 100 مليون دولار، لتزويد الإنترنت لدول القارة السمراء".
ولفت الخبراء الإسرائيليون إلى أن ما يزيد من التداعيات السلبية لفقدان ذلك القمر هو إبقاء الوضع على حاله من دون تغيير في قطاع الاتصالات الإسرائيلية، بعد فقدان الاتصال مع القمر الإسرائيلي الآخر، "عاموس 5"، المخصص للاتصالات، قبل تسعة أشهر.