مقتل ثلاثة جنود قطريين... وسعودييْن في جيزان

في وقت لم يبرز فيه أي مؤشر جديد على إمكانية استئناف المفاوضات قريباً وسط تمسك طرفي الأزمة بمواقفهما، الأمر الذي أبرزته التصريحات السياسية من الجهتين في الأيام القليلة الماضية، يشهد الميدان اليمني الوتيرة نفسها من العمليات العسكرية التي لم تنخفض خلال أيام عيد الأضحى، لجهة عدد الغارات الجوية وفي العمليات الحدودية.
وفي أكبر حصيلة لقتل معترف بها في صفوف القوات القطرية المشاركة في الحرب، أعلنت الدوحة مقتل ثلاثة من جنودها في اليمن، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء القطرية ليل أول من أمس، من دون أن تذكر تفاصيل عن الملابسات التي أدت إلى مقتلهم. وعلّق وزير الخارجية القطري، محمد بن جاسم، على الموضوع بالقول: «جنودنا ذادوا بأرواحهم وسطّروا البطولات بدمائهم للدفاع عن الحق ونصرة المظلوم».
وكانت الدوحة قد أعلنت مقتل أول عسكري بين صفوفها في تشرين الثاني الماضي، أي بعد شهرين على إرسالها ألفي عنصر إلى اليمن. وجاءت المشاركة البرية للدولة الخليجية بعد عملية صافر الصاروخية، التي قتل إثرها عشرات الجنود الخليجيين وجلّهم من الإماراتيين.
في هذا الوقت، استمرت العمليات العسكرية على الجبهات الحدودية، بعدما كانت قد عادت إلى الواجهة منذ أوائل شهر آب الماضي بعد تعليق المفاوضات. وتابع الجيش و«اللجان الشعبية» عملياتهم الصاروخية والمدفعية في مناطق جيزان، حيث قتل جنديان سعوديان في موقع السودانة في منطقة الخوبة.
طيران التحالف السعودي يستهدف مصانع كبيرة في صنعاء

ونقلت وكالة الأنباء السعودية عن «التحالف» أن قوات الدفاع الجوي السعودي «اعترضت صاروخاً باليستياً أطلقته الميليشيات الحوثية باتجاه مدينة خميس مشيط ودمرته من دون أي أضرار».
في المقابل، واصل طيران «التحالف» غاراته على المحافظات الشمالية، ولا سيما صنعاء وصعدة. واستهدفت خمس غارات مدينة الثورة الرياضية في صنعاء، كذلك شنّ الطيران 17 غارة على مواقع متفرقة في مديريات صعدة، خاصة الملاحيظ والضيعة في مديرية الظاهر وأم الفتح والصفراء في مديرية باقم.
ومساءً، استهدف الطيران موقعاً صناعياً في صنعاء، قال «التحالف» إنه ورشة لتصنيع أجزاء صواريخ، فيما أكد رجال أعمال يمنيون إنه مصنع للأنابيب ومواد البناء.
ومن بين المباني التي ضربت، مصنع تستخدمه مجموعة «السنيدار» اليمنية لصناعة المضخات وبيعها بموجب اتفاق قائم منذ مدة طويلة مع شركة «كبراري» الإيطالية لتصنيع مضخات المياه. وقال مدير شركة «كبراري»، ألبرتو كبراري، إن هذه الضربة سببت حريقاً دمر نصف المبنى وسبب أضراراً قدرت بالملايين.
وكان متحدث باسم «التحالف» قد قال إن طائرات حربية ضربت مصنع السنيدار لأنه «أصبح الآن وحدة تصنيع عسكرية متخصصة في إنتاج أنابيب يستخدمها الحوثيون لتجميع صواريخ محلية الصنع».
وفيما يسيطر الركود على المسار السياسي للأزمة اليمنية منذ تعليق المفاوضات، وعودة الفريقين إلى المربع الأول لناحية شروط العودة إلى طاولة الحوار، يتضح من تصريحات زعيم حركة «أنصار الله»، عبد الملك الحوثي، وتصريحات الرئيس المستقيل عبد ربه منصور هادي، أن التقدم نحو اتفاق لا يزال بعيد المنال.
يأتي ذلك في ظل أن الفريقين لا يشتركان في الرؤية إلى القوى المتصارعة، وبرز ذلك في كلام الحوثي الذي اقتصرت كلمته بمناسبة العيد على النظام السعودي، مؤكداً أن هذا النظام بممارساته العدوانية يتقرّب إلى أميركا ويتودد إلى إسرائيل، داعياً اليمنيين إلى مواصلة صمودهم في مواجهة الغزو والعدوان.
وفيما أكد الحوثي أن السعودية تنحو منحى إسرائيل في ممارستها بحق المسجد الأقصى، أشار في المناسبة إلى أن النظام السعودي «لا يمتلك الحق نهائياً في التحكم ببيت الله الحرام والصدّ عنه».
كذلك، قال رئيس المجلس السياسي الأعلى، صالح الصماد، إن العدوان على اليمن جزء من الحرب الكونية التفكيكية للأمة العربية، مشدداً على أن «التصدي للعدوان أولوية الأولويات». ولفت الصماد إلى أن المجلس المشكّل حديثاً ينوي إصدار عفو عام لفتح صفحة جديدة قائمة على مبدأ الشراكة. وفيما قال إن «الحوار سيبقى خيارنا»، أكد أنه «لا نقاش حول كرامة اليمن وسيادته».
في المقابل، قال هادي إن العيد يأتي «والنصر أقرب إلى جبهة الشرعية»، معرباً عن ثقته بأن «الانتصارات التي يحققها الجيش والشعب اليمني حالياً هي آخر معارك اليمن». وأضاف هادي: «الشعب اليمني أكبر من أن تهزمه سلالة أو عائلة أو منطقة أو حزب أو طامح مغرور»، مشيراً إلى أن «العيد يأتي في ظل تحسن ملحوظ للأوضاع المعيشية والأمنية في محافظة عدن وبعض المناطق في الجنوب وفتح جزئي للحصار عن تعز».
(الأخبار، رويترز، أ ف ب)