تخطّط إسرائيل لحجز مكان لها في قتال تنظيم «داعش»، نظرياً على الاقل في هذه المرحلة، بعد «انتهاء صلاحية» هذا التنظيم. هل ينسحب سيناريو التدخل التركي في الشمال السوري، بذريعة الارهاب، على الجنوب السوري؟ سؤال لا يخلو من وجه، بعدما كشفت تل أبيب أمس عن مناورة التدخل العسكري المباشر، والسيطرة على أراضٍ سورية، بذريعة الرد على «اعتداءات» مفترضة للتنظيم، وكذلك لـ«جبهة فتح الشام» («النصرة»).كما هو واقع وموقف كل الجهات الاقليمية والدولية، تعاين تل أبيب نظرة التنظيمين، «داعش» و«النصرة»، الى نفسيهما وإدراكهما أن رؤوسهما قد اينعت وحان القطاف. الجنوب السوري كما الشمال، هو ساحة جغرافية مرشحة ايضاً لاستهداف التنظيمين، وقد أعلن الجانب الاميركي ذلك قبل مدة، وبطبيعة الحال إسرائيل جزء لا يتجزأ من هذا الاستهداف، اذا وضعت الخطط موضع التنفيذ.
من ناحية ثانية، ومتصلة، الترجمة العملية لواقع التنظيمين، المقبلين على التحجيم وتلقي الضربات، ينطلق من مفهوم إدراكهما للاستهداف. واذا كان تنظيم «داعش» قد نفّذ هجمات في الداخل التركي برغم أن أنقرة هي الشريان الأساسي لبقائه ووجوده، فلا يستبعد في المقابل فرضيات استهدافه إسرائيل.
إضافة الى ذلك وبناء عليه، ترى تل أبيب ضرورة الاستعداد للسيناريوهات الاكثر تطرفاً وإمكان تلقي الضربات، ما يدفعها الى تأمين جاهزية قتالية، وإمكان استخدامها كخيار عملي لاحقاً، إن قررت القيادة الاسرائيلية تقديم نفسها كجهة محاربة للارهاب، بعدما ساهمت في تعزيزه وسمحت بوجوده وتناميه، وتوظيفه كخط دفاعي أول لحدودها مع سوريا، في وجه محور المقاومة.
مع ذلك، حديث المناورات والاستعدادات للتدخّل المباشر في الساحة السورية، بذريعة محاربة «داعش» و«النصرة»، لا يلغي حتى حينه، التفاهمات القائمة على طرفي الحدود في الجولان، بين التنظيمين وتوابعهما وإسرائيل. «الحوار» كما يحلو للاسرائيليين توصيف العلاقة والتفاهم، مستمر بلا انقطاع، وشهد في الاونة الاخيرة زخماً خاصاً، بعد الدعم المباشر والمعونة الطبية للمسلحين، خلال جولات القتال الاخيرة في مواجهة الجيش السوري.
من هنا، يأتي تقرير مراسل الشؤون العسكرية للقناة العاشرة العبرية، أمس، عن «الحوار» بين إسرائيل والجماعات المسلحة، وتحديداً «جبهة النصرة» المنتشرة على الحدود السورية في الجولان، والتأكيد على ضرورة «عدم خداع النفس، لان الحوار قائم وموجود بين الجيش الاسرائيلي وجبهة النصرة، بغض النظر إن كانوا سيئين وأشرارا»، مع ذلك يضيف المراسل وكتقدير للآتي: «سيأتي اليوم الذي نقرر فيه محاربتهم».
وحول سيناريو مناورة التدخل المباشر في الاراضي السورية، ذكر موقع صحيفة «يديعوت احرونوت» أمس، أن لواءي «غولاني» و«المظللين»، وهما من اهم الوية النخبة في الجيش الاسرائيلي، حاكوا مهمة هجومية في سوريا، ضد أهداف تابعة لـ«جبهة النصرة» و«لواء شهداء اليرموك» (داعش)، بعد تنفيذهما عملية تسلل الى الاراضي الاسرائيلية، وقتل عدد من الاسرائيليين، و«تدربت القوات على تنفيذ مهمات هجومية وتدمير وسائل قتالية والسيطرة السريعة على مناطق تجمع المسلحين في القرى السورية في الجولان».