في الوقت الذي يجري فيه الحديث عن تدخل قوات أميركية للعمل مع نظيرتها التركية في شمال سوريا، ألقت مجلة «فورين بوليسي» الضوء على إحدى الحوادث التي شهدها الميدان في هذا المجال، والتي تمثلت بوقوع خلاف بين القوات الأميركية وأحد فصائل المعارضة، انتهى بتدخل تركي لفضّه.وفيما رأت المجلة أنّ التدخل التركي يعد انعكاساً لتطوّر العلاقات بين أنقرة وواشنطن، فقد تناولت الموضوع بلهجة ساخرة، معتبرة أن مبلغ الـ500 مليون دولار التي أنفقتها الولايات المتحدة، العام الماضي، لتدريب وتسليح فصائل المعارضة لم تذهب أدراج الرياح. فقد ذكرت أن «هذا المبلغ كان كافيا لشراء الإرادة الحسنة لدى أحد الفصائل (وهو «لواء المعتصم»)، الذي رافق القوات الأميركية للخروج من الأراضي السورية شمالاً، بعدما طلب منها فصيل آخر المغادرة». وأشارت المجلة إلى أن «لواء المعتصم» كانت نيّته حسنة لدرجة أن مقاتليه رافقوا القوات الأميركية في طريق العودة إلى الداخل السوري، بعد تدخّل تركي في هذا المجال.
وفي السياق، لفتت الصحيفة إلى أن «المقاتلين العرب (الذين طلبوا من القوات الأميركية المغادرة) كانوا قد تقدموا باتجاه الداخل السوري انطلاقاً من الحدود التركية جنوباً خلال الشهر الماضي، بمساعدة القوات التركية الخاصة والطائرات الحربية الأميركية». وأضافت أن السبب الذي دفع هؤلاء للطلب من القوات الأميركية المغادرة هو اتهامهم لها «بدعم القوات الكردية في المناطق القريبة منهم». من جهة أخرى، ألمحت المجلة إلى أن «لواء المعتصم» الذي رافق القوات الأميركية في طريق الخروج والعودة، «كان قد استفاد من سخاء الولايات المتحدة الخاص اتجاهه، الأمر الذي أسهم في تخفيف الاحتقان ووضع حدّ للموقف الحرج». وأشارت المجلة إلى أن «هذه المجموعة تلقت مساعدات عسكرية ملقاة جواً مرتين في بداية العام الحالي، كما أنها تمكنت من توحيد مجموعات معارضة أخرى تحت مظلتها في شمال سوريا».
وفي السياق، نقلت المجلة عن الباحث في معهد «الشرق الأوسط» تشارلز ليستر قوله إن «مقاتلي لواء المعتصم رافقوا الأميركيين إلى خارج البلدة، ثم إلى الداخل بعدما طلب مسؤولون أتراك من فصائل أخرى من الجيش السوري الحر الانسحاب»، مضيفاً أن «المقاتلين الذين اعترضوا على الوجود الأميركي جرى نقلهم إلى مناطق أخرى».
وأشار إلى أن هذه المجموعات تلقّت رسالة حازمة من الأتراك، بعد حادثة يوم الجمعة، مضيفاً أن «الأتراك قد أدركوا أنه من مصلحتهم أن تكون الولايات المتحدة موجودة على الأرض في الشمال السوري». وذكر أن هذا الأمر يعد انعكاساً لتطور العلاقات التركية ــ الأميركية بعد محاولة الانقلاب التي شهدتها أنقرة والذي أدى إلى زعزعة العلاقات بين البلدين.
(الأخبار)