على وقع عدم تمديد اتفاق الهدنة الهشّة أصلاً، بدأ اليوم الثامن من ما بعد "الاتفاق" كأنه يوم تحضيري لمعارك طاحنة مقبلة. إذ سبق المسلحون، بمختلف انتماءاتهم، «معتدلين» كانوا أو «إرهابيين» (بحسب تصنيف واشنطن) قرار الجيش إيقاف الهدنة، معلنين مواصلة عملهم المعتاد على الجبهات. فمثلاً، روّجت «جبهة فتح الشام» (النصرة) عن استعداداتها لبدء «ملحمة حلب الكبرى»، والتحريض للالتحاق بدورات «الانغماسيين» العسكرية، والانضمام إلى صفوفهم، تلبية لنداء أمير «فتح الشام» أبو محمد الجولاني، الداعي إلى «فكّ الحصار عن أحياء حلب الشرقية».
مقتل 25 مسلحاً في هجومٍ فاشل في ريف حماه الشمالي
وفي السياق، هاجم مسلحو «فتح الشام» عدداً من نقاط الجيش في «مشروع 1070 شقّة» جنوبي حلب وقرية السابقية، ومحيط سد شغيدلة، إلا أن وحدات الجيش تصدّت للهجوم. وقال «المرصد» المعارض إن «طائرات سورية أو روسية قصفت شاحنات إغاثة بالقرب من حلب في ساعة متأخرة من مساء أمس، بعد انتهاء هدنة هشّة استمرت أسبوعاً». وأضاف أن «الشاحنات قامت بعمليات تسليم اعتيادية تنظمها منظمة دولية لمنطقة غربي مدينة حلب، وأصيبت بالقرب من بلدة أورم الكبرى»، متهماً الجيش السوري بتنفيذ 35 ضربة جوية في حلب والمناطق المحيطة بها منذ انتهاء العمل بوقف إطلاق النار. أما في الريف الشرقي، فقد أحبط الجيش هجوماً لمسلحي «داعش»، في محيط الكلية الجوية (مطار كويريس).
وفي سياقٍ منفصل، سيطر مسلحو «الجيش الحر» المدعومين من أنقرة، في إطار المرحلة الثالثة من عمليات «درع الفرات» على قريتي صندرة، وكدريش، غربي بلدة الراعي في ريف حلب الشمالي، عقب اشتباكات ضد مسلحي «داعش».
وفي المنطقة الشرقية، سيطر الجيش السوري على عددٍ من كتل الأبنية عند محور حيّ الصناعة في مدينة دير الزور، بعد تفجيره لنفق مفخّخ تحت تلك الكتل، التي يتمركز فيها مسلحو «داعش». وتزامن تفجير النفق مع اشتباكات وقصف جوي ومدفعي طاول تحركات وتجمعات مسلحي التنظيم في المنطقة.
بالتوازي، تصدّت وحدات الجيش لهجوم المسلحين على نقاطها في قرية الكبارية، شمالي معان في ريف حماه الشمالي، ما أدّى إلى مقتل أكثر من 25 منهم، بحسب وكالة «سانا».
أما في غوطة دمشق الغربية، فقد أغار الطيران الحربي على تجمعات ومواقع مسلحي «فتح الشام» في خان الشيح، فيما استهدف الجيش مجموعة من مسلحي التنظيم نفسه بعبوة ناسفة على الطريق الموصل بين سبنا وعامود بلودان، في ريف دمشق الغربي، ما أدى إلى مقتل كامل أفرادها.
أما في حي جوبر الدمشقي، فلا تزال المواجهات بين الجيش والمسلحين قائمة، في وقتٍ تستمر فيه الاشتباكات بين مسلحي الفصائل من جهة، ومسلحي «داعش» من جهةٍ أخرى، في محور الأفاعي في القلمون الشرقي.
إلى ذلك، دمّر رماة الصواريخ الموجهة جرافة لمسلحي «فتح الشام»، كانت تقوم برفع سواتر عند أطراف بلدة داعل في ريف درعا الشمالي، ما أدّى إلى تدميرها ومقتل وجرح أفراد طاقمها.
(الأخبار)