لا يتراجع العدوان السعودي على اليمن، بل يبتكر كل يوم أساليب الإجرام وأدواته، ليثبت معادلة واحدة: لن نوقف الحرب حتى إخضاع «الخاصرة الجنوبية» بكامل مكوناتها (الحلم التاريخي لآل سعود). الناظر إلى أداء التحالف السعودي لا يرى سوى الحقد وروح الانتقام خلف جرائمه... لا أهداف عسكرية له بعد سنةٍ وسبعة أشهر، ولا عمليات تعطيه مكاسب سياسية... لا شيء سوى العبث بأرواح شعبٍ لم يفهم عدوّه بعد كيف أنه لم يستكن برغم كل المجازر والتدمير المهول.لا تريد الرياض مساراً سياسياً، ولا تريد «حرباً شريفة» تحترم الحدّ الأدنى من «أخلاقيات الحروب». تريد فقط أن ترى أنهاراً من الدماء، لتنهك البلد الذي برغم فقره، يبقى التهديد الأكبر لها ولحكّامها.
لكن بخلاف ما يشتهي آل سعود منذ بدء الحرب، لا «أنصار الله» ضعفوا، ولا الجيش اليمني انهار. ها هما اليوم، إثر مجزرة صنعاء، يرفعان سقف المواجهة ويدعوان إلى «الثأر»، اللغة التي يبدو أن السعودية لا تفهم سواها. سيركّز آل سعود أنظارهم على الحدود... هم يعلمون أن الرد آتٍ من هناك، وأنه غالباً، لن يكون شبيهاً بما سبق، في مشهد لا بد من أن يرفع مستوى الخوف الذي يبدو أنه بات يتحكّم بقرارات حكّام الرياض