كشفت صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن خشية إسرائيلية ـــ أميركية من إمكانية إنهيار استقرار نظام الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي بسبب الأوضاع الإقتصادية السيئة. ورأت الصحيفة أن التقدير السائد في تل أبيب وواشنطن، أنه «إذا لم يتحسن الاقتصاد المصري خلال عام 2017 على نحو كبير، يمكن للغليان الإجتماعي إعادة الإخوان المسلمين إلى الشوارع». ولفتت «يديعوت» إلى أنّ قادة النظام المصري، يرون في الأزمة الاقتصادية تهديداً استراتيجياً رئيسياً لبلادهم، لذلك فهم يركزون جهودهم خصوصاً في مصر وخارجها من أجل زيادة المدخول وتسريع انشاء البنى التحتية. وأضافت الصحيفة أنّ الأزمة الاقتصادية في مصر اشتدت في أعقاب القتال الذي تخوضه مصر في سيناء وليبيا واليمن، هذا إلى جانب استلامها جزءا من المساعدات المالية التي وعدت بالحصول عليها من السعودية والإمارات والكويت.
تستعد إسرائيل لمساعدة مصر على انتاج الكهرباء والزراعة والغاز
كما أن توجّه مصر إلى صندوق النقد الدولي بطلب الحصول على قرض بقيمة 12 مليار دولار، وربط الحصول عليه بمجموعة شروط تشمل تقليص البيروقراطية ورفع الضرائب وخفض دعم الدولة للسلع، من شأنهما كما لفتت «يديعوت»، تسريع حالة الغليان الشعبي في المدى القريب.
في السياق نفسه، ذكرت الصحيفة أنّ مسؤولين إسرائيليين تباحثوا مع نظرائهم المصريين بشأن تنفيذ إسرائيل عدداً من المشاريع الاقتصادية لدعم النظام المصري، برز من خلالها أنّ «هذه المباحثات لا تعبر عن تقارب بين الدولتين وحسب، وإنما عن وجود حاجة ملحة لتحسين البنية التحتية في مصر على ضوء الأزمة الاقتصادية الشديدة التي تهدد الاستقرار السياسي في الدولة».
في الماضي، بعد توقيع اتفاق السلام، جرى بين إسرائيل ومصر تعاون اقتصادي، لكنه إنخفض لاحقاً، ومنذ سنوات عدة لم تتوجه مصر إلى إسرائيل بطلب استئنافها. إلا أنّه في الآونة الأخيرة، حوّل طلب كهذا ويجري الجهاز الأمني في إسرائيل دراسته حالياً ضمن قائمة مشاريع يمكن تنفيذها.
ومن بين المشاريع المقدمة، التعاون في مجال تحلية مياه البحر، في ضوء انخفاض منسوب المياه في نهر النيل الذي قد يقود مصر خلال عقد زمني إلى نقص دراماتيكي في مياه الشرب ومياه الري، وفي ضوء حقيقة كون تزويد المياه للسكان والمزارعين لا يتفق مع ازدياد عدد السكان. كما تستعد إسرائيل للتعاون ومساعدة مصر في مجالات الطاقة الشمسية، انتاج الكهرباء، الزراعة، الري والغاز. أضف إلى ذلك يجري فحص امكانية التعاون في مجال السياحة. إذ تعاني مصر أزمة خطيرة في هذا المجال بعد عدم تحقيق النتائج المرجوة من المليارات التي استثمرتها في توسيع قناة السويس.
(الأخبار)