برغم انطلاق حكومة بنيامين نتنياهو في إسرائيل، فإن التطورات السياسية المتلاحقة، في ظل أغلبية هشة تتمتع بها الحكومة في الكنيست، يجعل كل السيناريوهات، بما فيها تفكيكها، محتملة. كذلك تشتد أزمة نتنياهو مع كونه مضطرا للبقاء في حالة استنفار كي يرضي هذا وذاك في الائتلاف الحكومي، وفي الوقت نفسه هو يخوض معارك سياسية ودبلوماسية على أكثر من صعيد. على هذه الخلفية، رأت صحيفة «هآرتس» أن هناك خشية من تفكك الائتلاف الحكومي والتوجه إلى انتخابات مبكرة جدا، نظرا إلى أن الحكومة ليست قادرة على مواجهة «كارثة سياسية اقتصادية».

ولفتت الصحيفة إلى أن فرضية العمل التي يجمع عليها اللاعبون السياسيون، في الحكومة والمعارضة، هي أن الوضع الدولي لإسرائيل آخذ بالتدهور من سيئ إلى أسوأ، وبسرعة. وهو ما برز خلال الأسبوع الماضي عندما منع إقصاء إسرائيل من الاتحاد الدولي لكرة القدم (الفيفا) في اللحظة الأخيرة، إضافة إلى المقاطعة الأكاديمية التي أعلنها اتحاد الطلاب في بريطانيا، وكذلك تصريحات المدير العام لشركة «أورانج» العالمية عن رغبته في قطع علاقاته الاقتصادية مع إسرائيل، على أن ذلك أعيد الالتفاف عليه.
نتنياهو وجه وزراءه ونوابهم إلى التمنع عن الرد على أوباما

ورأت «هآرتس» أنه لم يكن من قبيل الصدفة مسارعة نتنياهو إلى توجيه وزرائه ونواب الوزراء إلى التمنع عن الرد على الرئيس الأميركي، باراك اوباما، الذي أجرى مقابلة مع القناة الإسرائيلية الثانية، ونقلت عن مقربين من نتنياهو قولهم إنه لم يرغب في «مواجهة لا حاجة لها» مع الأميركيين.
وفي مؤشر إضافي على الأزمة الداخلية التي تواجهها الحكومة، ذكرت الصحيفة نفسها أن نتنياهو يرى في كتلة «كولانو» ــ التي يترأسها وزير المالية موشيه كحلون ــ الحلقة الضعيفة في الحكومة، وخاصة أن حزب «البيت اليهودي» والحريديم لن يسقطوا حكومة يمينية، فيما كحلون ــ برغم أصوله الليكودية ــ هو وزير مالية لديه مسؤولياته. وأشارت الصحيفة إلى أن كحلون أوضح خلال جلسة مغلقة لكتلته، أن «من الصعب، بل من المستحيل، مواصلة العمل في ائتلاف كهذا مع 61 عضو كنيست»، وأضافت: «هذه التصريحات وصلت إلى مكتب نتنياهو. وبعد ذلك بدأ يتردد الكثير من الكلام حول سيناريو حكومة وحدة، ورسائل من المعسكر الصهيوني وإليه».
أما بخصوص تقدير نتنياهو، فأكدت هآرتس أنه لم ينف، في محادثات خاصة، سيناريو إجراء انتخابات مبكرة جدا، بل يسعى إلى ترتيب «بوليصة تأمين سياسي» عبر إقناع كحلون بدمج كتلته مع «الليكود» في قائمة مشتركة تخوض الانتخابات المقبلة وتحصل على 40 عضو كنيست. ولفتت الصحيفة الإسرائيلية إلى أن نتنياهو يعمل على تأجيل الموافقة على ميزانية 2015 ــ 2016، في الكنيست إلى أواسط تشرين الثاني، وهو بذلك يطيل أمد الحكومة 14 شهرا. في سياق متصل، اجتمع مسؤولون أميركيون هذا الأسبوع، للمرة الأولى مع ممثلي منظمة «يكسرون الصمت»، ضمن لقاء تناول إفادات جمعتها هذه المنظمة حول خروق جيش العدو لحقوق الإنسان خلال الحرب الأخيرة على قطاع غزة. وذكرت «هآرتس» أن رئيس «الصندوق للسلام في الشرق الأوسط» في واشنطن، مات داس، عرض خلال اللقاء مع المسؤولين في البيت الأبيض ووزارة الخارجية التقرير الجديد للمنظمة حول الحرب الأخيرة، وأن ممثلي الإدارة الأميركية أبدوا اهتماما كبيرا بالشهادات التي جمعت، ووجهوا أسئلة كثيرة عن عملية اختيار الشهود وجمع الشهادات وفحص الحقائق.، كما لفت إلى أن التقرير قدم للإدارة الأميركية معلومات كثيرة حول ما حدث خلال هذه الحرب، وخاصة ما يتصل بتعليمات إطلاق النار.