تمكّنت القوات العراقية المشتركة، في ختام اليوم الرابع من عمليات الموصل، من تقليص المسافة باتجاه مركز المدينة، وذلك بعد الإعلان رسمياً عن الوصول إلى ناحية برطلة (11 كلم شرقي الموصل)، إضافةً إلى إحراز «تقدم كبير» في منطقة بعشيقة، حيث تتمركز القوات التركية في قاعدة.وتُعد استعادة معمل كبريت المشراق (أحد أكبر معامل الكبريت في الشرق الأوسط)، ثاني أبرز تقدم أحرزته القوات العراقية، إثر انسحاب مسلحي «داعش» منه، وتفجيرهم لعدد من العبوات الناسفة في داخله. ووفق مصادر أمنية وميدانية، تحدثت إلى «الأخبار»، فإن مجموع القرى المسيطر عليها أمس بلغ سبع قرى، ثلاثٌ منها جنوبي الموصل، وهي: الخالدية، والصالحية، والخباطة، فيما البقية في سهل نينوى، وهي ديري، وسماقية الصغرى، وسماقية الكبرى، ونهلا.
كذلك، شاركت قوّات من «جهاز مكافحة الإرهاب»، أول من أمس، للمرة الأولى في العمليات العسكرية، بعدما كان الدور الأبرز، في الأيام القليلة الماضية، لقوات «البشمركة»، في وقت أعلنت فيه قيادة «الحشد الشعبي» استعداد قواتها لاستلام محاورها، والبدء بعملياتها.
وفي السياق، أكّد الأمين العام لـ«كتائب بابليون»، أحد أبرز فصائل «الحشد»، ريان الكلداني، أن «الحشد الشعبي سيشارك بخمسة ألوية في عملية الموصل، ابتداءً من المحور الغربي باتجاه تلعفر ولغاية مركز المدينة»، لافتاً إلى أنها «ستنطلق خلال الساعات القليلة المقبلة». وعن إمساك زمام المناطق المستعادة، قال الكلداني إلى «الأخبار»، إنه «جرى تشكيل خمسة ألوية من أبناء محافظة نينوى تشكلت في الفترة الماضية، بالإضافة للواء الأيزيدين، وكتائب بابليون الذين سيتولون جميعهم مسك الأراضي».
بالتوازي، بدا أن تنظيم «داعش» بدأ أكبر حملة تهجير قسري شملت سكّان مناطق أطراف الموصل، وإجبارهم على التوجه إلى مركز المدينة لاتخاذهم كدروع بشرية. وعلى الصعيد نفسه، لفت عضو «مفوضية حقوق الإنسان»، فاضل الغراوي، إلى أنّ «داعش يعتزم استخدام (سكان المدينة) كدروع بشرية مع استمرار تقدم القوات العراقية». وفي حديثه إلى «الأخبار»، رأى أن «قيادة العمليات المشتركة وضعت خططاً بديلة للتعامل مع مثل هذه الحالات».
بدوره، طلب رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، في كلمة مسجلة أمام مؤتمر باريس، من القطعات العسكرية في مختلف المحاور فتح ممرات آمنة لمن يرغب في الخروج من مدينة الموصل من السكان المحليين.
لكن بدا، حتى أمس، أنه لم تسجل أيّ عمليات نزوح واضحة، رغم التحذيرات العراقية والدولية، المرافقة للعملية بأن المدينة ستشهد أكبر موجة نزوح وتقدّر بأكثر من مليون مواطن، وهو ما عزاه البعض إلى الإجراءات التي اتخذتها السلطات العراقية، والقائها مناشير تدعو الأهالي لالتزام منازلهم فضلا عن إجراءات «داعش» بمنع الأهالي من الخروج.