أصدر الرئيس السوداني، عمر البشير، يوم أمس جملة من المراسيم الجمهورية التي قضت بتشكيل حكومة جديدة وتعيين ولاة جدد لـ 15 من ولايات البلاد (من أصل 18 ولاية)، أبرزها العاصمة الخرطوم.وأُعلنت المراسيم الجمهورية بعد ساعات من اجتماع للمكتب القيادي لحزب المؤتمر الوطني الحاكم برئاسة البشير، أجاز فيها مقترحات الأخير للحكومة الجديدة، كما لتعيين الولاة الجدد. واحتفظ نائبا الرئيس، بكري حسن صالح وحسبو عبد الرحمن، بمنصبيهما، فيما عُين إبراهيم محمود، الذي كان يشغل منصب وزير الزراعة في الحكومة السابقة، مساعداً للرئيس بدلاً من إبراهيم غندور الذي عُين وزيراً للخارجية.

ويُعتبر منصب مساعد الرئيس من المناصب المحورية في هيكل السلطة، حيث جرى التقليد أن من يشغله ينوب تلقائياً عن البشير في رئاسة حزب المؤتمر الوطني الحاكم، ليكون مسؤوله التنظيمي الأول. كذلك، عُين رئيس هيئة أركان الجيش، الفريق مصطفى عبيد، وزيراً للدفاع بالتكليف.
وعُين الوزير السابق عبد الرحيم محمد حسين، وهو من المقربين جداً للبشير، والياً على الخرطوم العاصمة. وشمل التغيير 4 من الولايات الخمس المشكلة لإقليم دارفور الذي يشهد صراعاً بين الجيش و3 حركات مسلحة منذ عام 2003. وتجدر الإشارة إلى أن البرلمان السوداني قد أقر مطلع العام الحالي تعديلات دستورية انتقدتها فصائل المعارضة، وذلك لتوسيعها صلاحيات الأجهزة الأمنية ورئيس الجمهورية، ومنح الأخير حق عزل الولاة وتعيينهم عوضاً عن انتخابهم. وقال إبراهيم محمود، مساعد الرئيس لشؤون الصحفيين، عقب اجتماع المكتب القيادي لحزب المؤتمر إن تشكيل الحكومة جاء «بتوافق» مع الأحزاب الحليفة، موضحاً أن حصة الأخيرة من التعيينات «في حدود 30%». وأشار محمود إلى أنه مع إعطاء الحكومة الجديدة «الأولوية في برنامجها للحوار الوطني والسلام الشامل وصياغة دستور دائم، لا يحتاج أحد لحمل السلاح ضد الحكومة».
وكان البشير قد حل حكومته بعد ساعات من أدائه اليمين الدستورية أمام نواب البرلمان الثلاثاء الماضي، ليبدأ ولاية جديدة من 5 سنوات؛ وذلك بعدما فاز في الانتخابات الرئاسية التي أجريت في نيسان الماضي بأكثر من 94% من أصوات الناخبين. وفاز مرشحو الحزب الحاكم بثلاثة أرباع مقاعد البرلمان البالغة 426 مقعداً، وذلك فيما قاطعت فصائل المعارضة الرئيسية الانتخابات. وفاز مرشحون مستقلون، وآخرون من أحزاب متحالفة مع الحزب الحاكم، ببقية مقاعد البرلمان، أبرزها الحزب الاتحادي الديمقراطي الأصل، الذي عُين نجل زعيمه في منصب مستحدث هو «كبير مساعدي الرئيس».

(الأناضول، رويترز)