حطّت طائرة رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، أوّل من أمس، في مطار أربيل، حيث استقبله رئيس إقليم «كردستان العراق» مسعود البرزاني، للبحث في مستجدات عملية استعادة محافظة نينوى. وذكرت رئاسة الإقليم في بيان أنه «تم خلال اللقاء بحث خطوات العمليات العسكرية لاستعادة الموصل التي بدأت منذ نحو عشرين يوماً، والوضع الميداني لجبهات القتال ضد ما يسمى تنظيم داعش»، لافتةً إلى أنه «تم البحث في الانتصارات المحقّقة من قبل القوات العراقية وقوات البيشمركة في محاور الشمال، والشرق، والجنوب لمدينة الموصل».وأوضح البيان أن الطرفين عبّرا عن ارتياحهما لـ«التنسيق المتميز والعمل المشترك بين قوات البيشمركة وقطعات الجيش العراقي»، كما ناقشا مسألة النازحين عن مناطق العمليات العسكرية باتجاه المناطق الآمنة، مشددين على ضرورة الحفاظ على المكونات القومية والدينية في محافظة نينوى.
بلغ عدد النازحين منذ بداية عمليات الموصل 31 ألفاً

وفيما اكتفى الطرفان ببيان أربيل، تلفت مصادر بغداد إلى أن «الجميع اتفقوا على تقديم الدعم الكامل لحكومة بغداد، والجيش العراقي وقوات البيشمركة والحشد الشعبي في جبهات القتال»، مشدّدة على ضرورة «قتال جميع القوات الأمنية، من دون تمييز، بشرف وبسالة».
وتضيف المصادر أن الطرفين استنكرا ما حصل في كركوك، الشهر الماضي، حين رحّلت السلطات المحلية عدداً كبيراً من النازحين العرب، إذ تتهمهم «سلطات المدينة بتقديم الدعم لعناصر داعش». وتبرّأ البرزاني من ممارسات سلطات كركوك، واصفاً إياها بـ«تصرفات فردية لا تحسب على القيادة الكردية»، متعهداً بـ«تسليم جميع الممتلكات العائدة للنازحين المحجوزة في دوائر الأسايش عن طريق لجنة مشتركة مع بغداد، ورؤساء العشائر في المنطقة». بدوره، أكّد العبادي ضرورة «إيقاف عمليات التهديم والترحيل... وعودة أهالي القرى المرحلة، وفق ما تقرّره اللجنة المشكلة حديثاً». كذلك، أشاد الطرفان بتصدّي القوى الأمنية المتنوعة لهجوم «داعش» على المدينة، مؤكّداً أن «جميع مكوّنات كركوك رفضت التعاون مع داعش».
وبالتزامن مع معارك الموصل وتلعفر، تؤكّد مصار بغداد أن الطرفين قرّرا خوض معركة ثالثة، موازية للمعركتين القائمتين، هدفها استعادة مدينة الحويجة (60 كلم جنوبي غربي كركوك)، إذ وافق البرزاني على دخول الجيش العراقي للمدينة، وتقديم الإقليم دعماً كاملاً له.
وكان العبادي قد وصل، أول من أمس، إلى منطقة عمليات «قادمون يا نينوى»، للاطلاع على سير العمليات العسكرية، متفقّداً القطعات العسكرية في الخطوط الأمامية.
ميدانياً، تواصل القوى العراقية المختلفة عملياتها العسكرية، حيث تمكنت من السيطرة على طريق الموصل ــ كركوك، جنوبي شرقي محافظة نينوى، في وقتٍ تستمر فيه قوات «الفرقة المدرعة التاسعة» و«اللواء الثالث ــ الفرقة الأولى»، في التقدّم في الأحياء الشرقية لنهر دجلة، حيث توغلت داخل حي الانتصار، وجديدة المفتي.
بدوره، أعلن قائد عمليات استعادة الموصل الفريق الركن رشيد يارالله، أن «القوات العراقية تمكّنت من قتل قيادي كبير ثانٍ لتنظيم داعش داخل المدينة»، لافتاً في بيان إلى أن «قوة من الفرقة 15 تمكنت من قتل أبو حمزة الأنصاري (جزائري الجنسية) في المحور الجنوبي». وسبق للقوات العراقية أن أعلنت مقتل مسؤول «هيئة الحرب»، في التنظيم، مهند حامد إبراهيم العكلات، الملقّب بـ«أبي عائشة البيلاوي»، إلى جانب مجموعة من معاونيه في قصف جوّي استهدف منطقة يارمجة، شرقي الموصل. وفي السياق، استعادت القوى العراقية ثلاث قرىً جديدة عند أطراف الموصل، وهي قرى: الرزاقية، جنوبي غربي الموصل، تل الهشيم وأبو ملجم.
ونقلت «السومرية نيوز»، عن مصدرٍ في محافظة نينوى، فرار خمسةٍ من كبار قادة «داعش»، في الموصل، بعد نهبهم ملايين الدولارات من «ديوان المال» ورواتب عناصر التنظيم، لافتةً إلى أن «من بين هؤلاء القادة، مسؤول ديوان مال التنظيم، أبو البراء القحطاني، الذي اختفى تزامناً مع اختفاء أموال تقدّر بملايين الدولارات».
وعلى الصعيد الإنساني، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين العراقية، أمس، نزوح أكثر من ألف وخمسمئة مدني من محاور مدينة الموصل، خلال الساعات الـ 24 الماضية. وبذلك، يتجاوز إجمالي عدد النازحين، منذ انطلاق العمليات العسكرية، 31 ألفاً.
وفي السياق، انتقدت موسكو، على لسان المتحدثة باسم وزارة الخارجية ماريا زاخاروفا، عمليات «التحالف الدولي» بقيادة واشنطن، في الموصل، مشيرةً إلى «عدم وجود خطة منظمة عند قوات التحالف في ما يتعلق بإجلاء المدنيين من الموصل المحاصرة، وبالدرجة الأولى، غياب ممرات إنسانية تتيح الخروج الآمن للسكان». واستغربت زاخاروفا «الحصار الإعلامي الذي يمارسه التحالف الدولي حول عملياته في الموصل، إذ لا يقدم أيّ معلومات صحيحة عما يجري هناك»، موضحةً أنه «ليس هناك أي وضوح عما إذا كانت قوات التحالف الدولي تتقدم أو تتراجع، وحول مدى فعالية التكتيك المطبق هناك، وما هي الخسائر التي يتكبدها الطرفان وحول عدد الطلعات الجوية العسكرية ومن نفذها».
(الأخبار)