سمحت الإمدادات الضخمة والإعداد المطوَّل لتجهيزات المعارضة المسلحة في مثلث «المليحة الشرقية - الغربية - الحراك» بتأمين هجومٍ واسع النطاق شنته فصائلها على مقر «لواء 52». وقد انسحب عناصر «اللواء» باتجاه مطار الثعلة العسكري المتداخل بين ريفي درعا والسويداء، فيما أكدت مصادر محلية وصول عدد من جرحى الجيش إلى المشفى الوطني في السويداء.ومع إعلانها السيطرة على بلدة سكاكا (جنوب غرب اللواء)، تكون المعارضة المسلحة قد اقتربت خطوة إضافية باتجاه مطار الثعلة، الذي يشهد منذ عصر يوم أمس سقوطاً متتالياً للقذائف الصاروخية وقذائف الهاون، وسط اقتراب خطوط التماس أكثر فأكثر إلى محيطه الشمالي.

«معركة القصاص»، وهي الاسم الذي اختاره ما يزيد على 55 تشكيلاً عسكرياً معارضاً في الجبهة الجنوبية للبلاد، كانت قد بدأت منذ فجر يوم أمس، بالهجوم على بلدات المليحة الغربية والدارة ورخم. وفيما حاولت الفصائل المهاجمة إضفاء «الاعتدال» على هويتها، عبر التعمية الإعلامية على مشاركة «النصرة» في القتال، انكشفت سريعاً تلك المحاولات في زحام «البيانات العسكرية» ورسائل «التبريك» التي خرجت لتكشف الدور الرئيسي لـ«النصرة» بوصفها رأس حربة المعركة بالإضافة إلى «حركة المثنى» الإسلامية المتشددة ، ولا سيما أن إعلان «تحرير اللواء» جاء في البداية على لسان قائد «جيش اليرموك» - المقرب من «النصرة» - بشار الزعبي، الذي توجه إلى التنظيم عبر «تغريدة تويتر»، قائلاً: «من باب أنه يجوز المنافسة بالخير، نقول لإخواننا في جيش الفتح دونكم هذا الفتح».

حاول المهاجمون التعمية على مشاركة «النصرة» في القتال


إلى ذلك، قتل في المعارك مسؤول «لواء شباب الهدى» في «الجيش الحر»، صايل الشرعه، خلال الاشتباكات في محيط «اللواء 52» في محيط بلدة الحراك في ريف درعا الشمالي الشرقي.
كذلك قتل، في المنطقة نفسها، مسؤول ميداني في «لواء شباب السنة» أحمد النجم، الملقب أبو كاترين.
في سياق آخر، بدأ عناصر تنظيم «داعش» الإرهابي حملة توسّع جديدة، شملت هجمات متكررة على البيارات الواقعة إلى الغرب من مدينة تدمر. وتهدف الهجمات إلى التمدد غرباً، للسيطرة على حقل جزل النفطي، بعد السيطرة على القرية ونقاط حمايتها. مصدر ميداني أكد لـ«الأخبار» أنّ القوات السورية صدت هجوماً عنيفاً شنه مقاتلو التنظيم باتجاه حقل شاعر الاستراتيجي، غير أن نقاط حماية عدة أُخليت شرقي حقل جزل. الانسحاب العسكري من بعض مواقع الجيش في جزل أرخى بظلاله على المواقع الأخرى المتمركزة في محيط الحقل، ما يعني تدهوراً في الوضع الميداني خلال الساعات القادمة، حسب قول المصدر. ويضيف أن الجيش حاول تعزيز مواقعه الدفاعية في حقل شاعر وشركة الفرقلس ومطار الـ T4 العسكري، خشية استمرار محاولات تمدد «داعش»، عبر هجمات جديدة. ويتوقع أن يشهد واقع الكهرباء وخدماتها تدهوراً ملحوظاً في المنطقة الوسطى ودمشق، في حال استكمال عناصر التنظيم سيطرتهم على حقل جزل بالكامل.
في موازاة ذلك، وصلت حصيلة المعارك، التي انطلقت شرارتها أول من أمس بين المعارضة المسلحة و«داعش» في بلدة يلدا في الريف الجنوبي لدمشق، إلى مقتل أكثر من 22 مسلحاً، فضلاً عن أعداد أخرى من الجرحى، فبعد إقدام «داعش» على تفجير سيارة مفخخة تابعة للمعارضة المسلحة في البلدة، توسعت رقعة المعارك وتصاعدت وتيرتها إثر التأكيدات التي وردت منذ فجر أمس حول مقتل «المسؤول الشرعي» لـ«داعش» في يلدا. وعلى غير جبهة من جنوب العاصمة، خاض التنظيم يوم أمس اشتباكاته مع «أكناف بيت المقدس» بصعوبة بالغة في مخيم اليرموك، حيث امتدت مساحة الاشتباكات بين التنظيمين لتطاول الحدود الشرقية للمخيم مع جبهة الحجر الأسود - المعقل الجنوبي لـ«داعش». هذه الجبهة التي اعتبرت مصادر عسكرية فلسطينية أن «مجرد الوصول إليها يؤكد سوء حال مقاتلي داعش، وانكفاؤهم اللامتوازن أكبر دليل على أن أحلامهم بالسيطرة على اليرموك باتت من الماضي».
إلى ذلك، شهد الريف الشمالي من محافظة حلب ارتفاعاً في حدة القتال بين «داعش» و«الجبهة الشامية» التي عدد من مواقعها وتحصيناتها في بلدة مارع، كذلك سيطر التنظيم أمس على قرية الوحشية.