عمان | التهمت النيران 200 دونم من الأراضي الزراعية الأردنية بين منطقتي الأغوار الشمالية والجنوبية (الحدودية)، أول من أمس، ولكن الدفاع المدني الأردني تمكن من السيطرة على الحريق بعد ساعات من محاولة إخماده. الحريق امتد من الأراضي الفلسطينية المحتلة إلى مساحات واسعة من مزروعات الحمضيات والموز والأشجار الحرجية في المملكة، علماً بأنه قبل أيام قليلة امتد حريق آخر إلى منطقة الباقورة (شمالي الأردن).
لم تعلق الحكومة الأردنية على عودة هذه الحرائق في هذا الوقت من السنة ــ أشهر الحصاد ــ فيما اكتفت بتصريح الدفاع المدني الذي لم يوضح سبب الحريق، بل قال إن الخسائر مادية فقط، وإنه جرت السطيرة عليه. لكن مزارعين أردنيين نقلوا لـ«الأخبار» اشتباههم في كون الحريقين مفتعلين من الجانب الإسرائيلي، وذلك بعد مشاهدتهم لقنبلة إضاءة تسقط في مزارعهم في الساعة الثالثة والربع ثم نشب حريق في تمام الثالثة والنصف. وأفادوا بأنه فوراً انطلقت أربع طائرات إسرائيلية لإخماد الحريق في الأراضي المحتلة فقط، حتى وصل الدفاع المدني لهم.
وانتقد أولئك المزارعون الصمت الحكومي، مطالبين بمساءلة الاحتلال عن أسباب تكرار الحرائق، وحملوا حكومة بلادهم مسؤولية المساهمة في تعويض الخسائر المادية الكبيرة التي لحقت بهم. ويشار إلى أن وسائل إعلام إسرائيلية ذكرت أن قوات إطفاء عملت على إخماد حريق حدودي بجانب الأردن، دون الإشارة إلى ماهية هذا الحريق.
ويتهم رئيس اتحاد المزارعين ــ فرع وادي الأردن عدنان خدام، الإسرائيليين بأنهم يتعمدون إشعال الحرائق لتدمير الثروة الزراعية في الأغوار التي تعتبر «سلة المملكة الغذائية»، متوقعاً حدوث حرائق أخرى قريباً. وأشار خدام إلى نية الاتحاد رفع قضية بمشاركة نقابة المحامين ضد إسرائيل، وخاصة أن هذا الحريق هو الثاني خلال شهر واحد فقط. وفي بيان لاتحاد مزارعي الأردن، اتهم الاتحاد الجانب الإسرائيلي الذي «من مصلحته خلو منطقة الأغوار من السكان والمزروعات».
في المقابل، ترد وزارة الزراعة على المزارعين بأنّ من غير الممكن «استخدام القنابل التنويرية في وضح النهار»، وبأن «الحديث عن افتعال حريق افتراض صعب ووجهة نظر لا يمكن الاعتماد عليها»، وهو ما ذهب إليه المتحدث باسم الوزارة، نمر حدادين، الذي قال لـ«الأخبار» إن الحريق سببه طبيعي في مثل هذا الوقت من العام، بسبب ارتفاع درجات الحرارة وانتشار الأعشاب الجافة وتشابك الأشجار، مشيراً إلى أن الحريق أصاب الجانبين الإسرائيلي والأردني، ولكنه أكد أن لا تعويض للمزارعين في هذه الحالة.