دمشق ــ الأخبارعلى مدى يومين، تداعى ما يزيد على مئة شخصية سورية في شتى المجالات السياسية والاقتصادية والفكرية إلى جلسات حوار لمناقشة تأثيرات الأزمة، نظمتها عضو مجلس الشعب ماريا سعادة في إطار مبادرة مجتمعية حملت اسم «كلمتنا»، انطلاقاً من أن «السوريين هم الأقدر على توصيف الواقع وتعزيز مفهوم الشراكة بين المجتمع والدولة، واقتراح الحلول المناسبة للمشكلات التي يعاني منها».

سعادة، في تصريح لـ«الأخبار»، أشارت إلى أنّ فكرة المبادرة تقوم على حقيقة أن «المجتمع السوري هو الذي عانى وواجه الحرب وتحمل أعباء كثيرة، فكان بذلك مجتمعاً فاعلاً والطرف الأكثر وجوداً على الأرض، وتالياً فلا يمكن لأحد اختزاله بمعارضة هنا أو هناك». وما زاد من أهمية المجتمع والاستماع إلى رأيه، برأيها، هو أنّ الحرب ليست «صراعاً داخلياً على السلطة كما كانت توصف، ولم تعد قصة معارضة وموالاة فقد تحولت إلى مسألة بقاء ومصير، ولهذا فإن جميع الأطراف معنيون بمواجهتها». وعن نتائج ورشة العمل وما حملته من نقاط جديدة مقارنة بالمبادرات واللقاءات التي جرت سابقاً، كشفت سعادة عن أن «مخرجات الورشة في جلساتها المتعددة سيتم العمل على تفريغها في مشاريع ستجد طريقها إلى التنفيذ قريباً، وهناك لجنة محددة تتولى هذه المهمة، فالعديد من مخرجات الجلسات يمكن أن تكون عنواناً للنقاش والحوار لورشات عمل قادمة أو دراستها وبيان سبل الاستفادة منها بما يخدم المجتمع السوري».
يذكر أن ورشة العمل، التي حضرها بعض السفراء الأجانب وحاضر فيها إلى جانب بعض الشخصيات السورية إعلاميون واقتصاديون من لبنان، أكدت في ختام جلساتها «وقف الحرب المجرمة بحق الشعب السوري، ورفع الإجراءات القسرية الأحادية الجانب والعقوبات الاقتصادية المفروضة عليه كمقدمة لإرساء الحل السياسي»، إضافة إلى «أهمية احترام تطبيق قرارات مجلس الأمن التي تلزم الدول الأعضاء في الأمم المتحدة بقطع العلاقات مع التنظيمات الإرهابية»، وذلك من خلال «إيجاد آلية دولية صارمة لتطبيق كل القرارات ذات الصلة بالشأن السوري». وفي رد غير مباشر على الجهات التي تدعي تمثيل السوريين واجتماعاتها، خلص المشاركون إلى أن «المنظومة التمثيلية للشعب السوري لا تكون إلا بانتخابات حرة ينظمها قانون انتخابات عادل يضمن مشاركة الكفاءات من كل الأطراف، وقانون أحزاب يضمن العمل السياسي الذي يتوافق مع متطلبات المجتمع».