■ يُعرف عن زياراتك أنها تأخذ طابعاً أمنياً ــ تنسيقياً، لما تمثله في الدولة العراقية. لكنك ذكرت في تصريح أخير أنك لا تحمل رسائل لأي طرف. فإلى ماذا هدفت زيارتكم الأخيرة لدمشق؟ وهل صحيح أنها كانت لتنسيق معركة الأنبار؟
عندما يُقاتل الطرفان عدواً مشتركاً، فمن المنطقي أن يكون تنسيق بينهما. منطقي أن نفهم حجم الإنجاز السوري ضد داعش في سوريا، ومنطقي أن يفهم الرئيس بشار الأسد حجم الإنجاز العراقي، وأن نتابع سوياً إن كان هناك مقاتلون يعبرون من العراق إلى سوريا أو العكس.

جزء من الزيارة يهدف إلى التهيئة للمعركة (في الأنبار)، وجزء آخر لنكون في صورة واحدة لما يحصل على مساحة عمل مشتركة بين البلدين. وأيضاً، كان من أهداف الزيارة فهم التحرك الإقليمي والسياسي الذي يحصل في المنطقة. العراق يجب أن يكون متيقظاً لما يحصل حوله، حتى يضمن (أهداف) هذه التحركات: الدور التركي الجديد، العلاقة التركية ــ الروسية ــ السورية، الدور التركي ــ الروسي ــ السوري ــ الإيراني، يجب أن يكون ذلك واضحاً عند الحكومة العراقية.
وهذا يحصل بالتواصل مع الأصدقاء ومع الحكومات الشريكة، حتى نفهم أين تكون مصالحنا، وما يجب أن يكون موقفنا. نحن كنا سعداء حين أثرت الحكومة الروسية على الحكومة التركية، لجعلها طرفاً يحارب داعش (...) خلفيات المشهد السياسي يجب ألا تكون مجرد ظنون وتحاليل، إنما أن تستند إلى معطيات بالتواصل مع اللاعبين الإقليميين.
حجم التواصل العراقي ــ السوري ضعيف بالنسبة إلى ما يجب عليه أن يكون، خاصة أن المسرح واحد، والعدو واحد.

■ على المستوى الإقليمي، كيف تصفون علاقة بغداد بالرياض، خاصة عقب السخونة التي شهدتها في المدة الأخيرة؟

إنّ العراق حريص على العلاقة الجيدة مع المحيط العربي، خصوصاً مع المملكة. لكن اختيار السفير السابق ثامر السبهان، لم يكن اختياراً موفقاً. طلبنا من الحكومة السعودية تغيير السفير لأسباب تتعلق بطريقة أدائه غير الدبلوماسي.
أنا شخصياً تواصلت مع السبهان، وقلت له إنّ علاقتنا تعاني من مشاكل، وذلك بعدما أثار حضورك التفاؤل. وقلت له فلنعمل على تقويض هذه المشاكل وحلها، إذ لا نريد إضافة مشاكل جديدة وأعباء جديدة... لكن لم تكن رسالته لتخفيف المشاكل، وفشل في مهمته القاضية بأن يبني علاقة مع الحكومة العراقية، وبدأ يتحرك باتجاهات خاطئة.
القضية ليست قضية سفير... مجمل السياسة السعودية بعد وفاة الملك عبد الله، هي سياسية جديدة في المنطقة، صدامية، وتجلّت في اليمن وفي مناطق أخرى، وأنا أعتقد أنها لم تكن سياسة موفقة لحد الآن.

■ قلتم إن «العلاقة مع تركيا لن تعود إلى سابق عهدها ما لم يخرج الأتراك من معسكر بعشيقة». لكن خلال زيارة رئيس الوزراء بن علي يلدريم الأخيرة للعراق، جرى الحديث عن التوافق على صفقة تقضي بإخراج مسلحي حزب العمال الكردستاني من جبل سنجار في مقابل انسحاب الأتراك من بعشيقة. فما تعليقك؟

لم يُطرح الموضوع بهذه الطريقة. العراق غير مصرّ على وجود الـ PKK (العمال الكردستاني)، باعتباره منظمة غير عراقية... أسباب الوجود العسكري التركي غير مفهومة. وإذا كان الكلام على سنجار، فلماذا نتكلم عن بعشيقة؟
هذا الجدل جرى الخوض في تفاصيله مع الأتراك، وهم اتفقوا في فترات سابقة مع العمال الكردستاني، ورحّلوا المقاتلين المسلحين إلى جبال العراق، من دون موافقة الحكومة العراقية في حينه أو علمها. وأرى أن لذلك انعكاساً لما يحصل اليوم في الداخل التركي، وطبيعة الدور التركي في سوريا، والمراحل التي يمرّ بها هذا الدور من تقدّم إلى إخفاق إلى فشل.

■ على المستوى الداخلي، كم يبلغ عديد الحشد الشعبي اليوم؟

حالياً يربو عديد الحشد على 140 ألف مقاتل تقريباً، والقانون يشمل الجميع، وقد ينخفض إذا انسحب بعض الموظفين أو الذين لا يرغبون في العمل في إطار العمل العسكري. لكن مخطط الحكومة أن يكون الحشد قوّة أساسية رديفة للجيش العراقي، يعمل وفق القوانين العسكرية، وأن يكون قوة نوعية. لدينا في الحشد دوائر تخصصية متقدمة على مستوى الاستخبارات والهندسة العسكرية والطبابة، والاتصالات، وحتى على مستوى العمليات النوعية والعمليات الخاصة. وهو تشكيل، وفق القانون، يناظر جهاز مكافحة الإرهاب، من ناحية العمل والقدرات.
عموماً، من المبكر الكلام حالياً على عديد الحشد، لأننا نشرع في إجراءات تحويله إلى المؤسسة العسكرية، وإنّ نهاية هذه الإجراءات تعطينا فكرة عن الموضوع، وأيضاً طبيعة التحديات. وقد يتضاعف عديد الحشد الحالي إذا ما استجدّت ظروف لاحقة.

■ كثر يقولون إنّ الحشد هو استنساخ لتجربة الحرس الثوري في إيران، فما رأيك؟

عملياً هو يشترك مع كل القوات المتطوعة لدى الأنظمة. الحرس الثوري هو كذلك، قوة متطوعة اندفعت من أجل الدفاع عن البلد والثورة الإسلامية... لكن هذا التوصيف يصفه البعض للمدح، باعتبار أن الحرس تجربة ناجحة في إيران. والبعض الآخر يحاول دمغه بصبغةٍ غير عراقية، وهذا غير صحيح.
حظي الحشد في أشهره الأولى بدعم إيراني، ولكنه تجربة عراقية خالصة، ممكن أن تتماهى مع كثير من تجارب الأمم في الأزمات الكبرى....

■ ما هو حجم حضور قاسم سليماني، وخبراء حزب الله اللبناني في بناء هذه التجربة؟

حظينا بدعم الإخوة في إيران ولبنان، ونحن ذكرنا ذلك علناً. ونشكر الأصدقاء على الدعم الاستشاري الذي يعدّ قيمة نوعية كبرى.

■ في مقابلة سابقة لأبو مهدي المهندس، قال لـ"الأخبار": إننا سنذهب إلى ما بعد الحدود. لكن أنت أعلنت أخيراً أنكم لن تتخطّوا الحدود. كيف ذلك؟

الأخ أبو مهدي يتكلم عن توقعات المعركة وتطوراتها...

■ يعني هل ذلك ممكن؟

هذا يكون بقرار حكومي، لا بقرار الحشد كهيئة. قرار حكومي للدفاع عن القوات العراقية، ومسك الحدود، وعندها لكل حادث حديث، وحسب الظرف الذي يستجد مستقبلاً، والعراق حريص على عدم خلط الأوراق على نفسه، ويدخل في تعقيدات الملف السوري التفصيلية...

■ ضبط الحدود مسألة محسومة؟
إذا لم تضبط الحدود، فلا يمكن أن نزعم أننا حققنا نصراً على داعش. لكن إذا لم تهزم داعش في سوريا، فلا يمكن القول إننا انتصرنا على التنظيم نصراً نهائياً.

■ استطاع الحشد ضبط الحدود لجهة تلعفر. ولكن في ما يتعلق بصحراء العراق الغربية، أي في الأنبار، ما هو توجّه بغداد؟

لدينا أهداف محدودة لكي نمسك الحدود في الأنبار، وهي عانة والراوة والقائم، وبمجرّد أن يخف زخم العمليات في الموصل سيتم حسم هذه المناطق، وهي أهداف سهلة، وليست أهدافاً صعبة.

■ بالتوازي مع الموصل، يستعد الحشد لمعركة تلعفر. أين أصبحت؟ وما هي طبيعتها؟

لا يمكن أن تقول بالتوازي، إذ لأهمية تلعفر وأهمية القضاء، فإنها تختلف عن الموصل. الموصل هي الهدف الكبير، وأسباب تأخير تحرير المدينة هي تكتيكية؛ لاستكمال حصار المدينة، واستكمال تطهير المناطق الصحراوية. محور الحشد ليس في منطقة تلعفر فقط، بل يغطّي الجزء الأهم، والجزء الساخن من محافظة نينوى، الذي هو المناطق الصحراوية الكبرى بين الموصل وسوريا، وهناك كان داعش يبني المضافات ويؤسّس المعسكرات الميدانية، ويفخّخ ويهيّئ الانتحارين وينطلق نحو المدن. الحشد حالياً دخل نحو الأوكار الأساسية لداعش، وعمل الحشد سيكون هو الأهم عند تحرير غرب الموصل (الساحل الأيمن)، لإنهاء داعش، خصوصاً أن قسماً من تلك المناطق لم يدخلها الجيش العراقي سابقاً، ولا حتى القوات الأميركية، عند الحدود السورية ــ العراقية.

■ يُنقل أن الفيتو الأميركي هو الذي يعرقل دخول الحشد إلى تلعفر. فما تعليقك؟

الحكومة العراقية ليست مسلوبة الإرادة تجاه الأميركي في هذه القضايا، والحشد هو جزء من المنظومة الحكومية وليس له إرادة مقابل إرادة الحكومة. هو جزء منها، وجزء من المنظومة العسكرية، وقياداته هم من شخصيات العمل السياسي والجهادي اليومي في العراق.
الحشد مركّب من جنس العملية السياسية، لكن له خصوصيته التي لا يمكن إنكارها. هو متشكّل من متطوعين، ومن أناس اندفعوا للدفاع الوطني بناءً على فتوى المرجعية، ولديهم تصوّر خاص عن مهمات يقومون بها، وهم أسهموا في الاندفاع والإعداد الذاتي، واندفاعهم مبدئي تطوعي، وأخذوا منه القوة التطوعية والمعنوية.
طبعاً الأعداء ومن يؤيّدهم يقلقون من قوّة كهذه، ذات طابع مبدئي ــ تطوّعي ــ عقائدي، وداعش منظمة عقائدية، والحشد تشكيل صبغته العقائدية أكبر من الجيش العراقي. وهي جزء من تحشيد العراق للمقاتلين. نحن وجدنا أنه يجب أن نقاتل هؤلاء بسلاح يحمل مقومات عقائدية، وهو فعلاً ما أوقف زحف داعش باتجاه بغداد، وكسر شوكة داعش، والذي ابتدأ صفحات المعارك الأولى هو الحشد. طبعاً هذا لا ينفي أن قواتنا بذات المعنويات، لكنها تعرّضت لانتكاسة ونكبة، وحالياً الجيش يبادر ويقاتل، ويقدّم دروساً في معركة الموصل.

■ قبل الانتقال للحديث المفصّل عن الموصل، ماذا عن انفصال الأكراد المزعوم؟

الانفصال شيء غير متوقع. وبرأيي مستبعد. جزء من طرح هذا الشعار أن الإخوة الكرد لديهم بعض المشاكل الداخلية، بين أربيل والسليمانية، بين السليمانية والمناطق الأخرى، وهذه الإشكالات واضحة، خصوصاً حول رئاسة الإقليم. طرح شعار قومي يوحد الجميع قد يكون تكتيكاً سياسياً يوحّد البعض، فيما البعض الآخر يعتبره نكتة وغير جدّي.

■ يُقال إن البرزاني يبيع نفط كركوك دون علم بغداد؟

لا ليس كذلك. الحكومة حالياً أقدمت على إجراء واقعي، هو تصدير جزء من نفط كركوك من خلال أنبوب يمر عبر الإقليم، لكن سيطرة الإقليم على بعض الحقول في كركوك، وبيعه لنفطها، فإن كل ذلك أمور مؤقتة، وستتغير ضمن الإتفاق العام على الثروة. نفط كركوك هو نفط كركوك، وليس نفط أربيل أو السليمانية.

معركة الموصل!

■ مع انطلاق عمليات استعادة الموصل، ساد مناخان متضاربان: كان الأول يؤكد أن المعركة طويلة وصعبة، فيما أشار الثاني إلى أنها سهلة وسريعة. لماذا هذا التخبّط في الخطاب؟

قسم من التوقعات كان متفائلاً جدّاً، وغير واقعي. لكن معركة تحرير الساحل الأيسر (أي شرق الموصل) سارت بواقعية. المرحلة الأولى تمّت ببطء، فيما المرحلة الثانية تمت بشكل سريع. في الفترة كلّها، ما عدا الشهر الأخير، أنجزنا ثلث المهمة، لكن في الشهر الأخير أنجزنا ثلثي المهمة، وهذا ينعكس على حجم الأحياء التي حُرّرت، لكن في النتيجة النهائية هي استشكاف لقدرة العدو. يعني دائماً التقديرات توضع تقريبية، لكن الواقع يفرض نفسه. نعتقد أن الخطة كانت ناجحة، والمهمة أنجزت بأقل الأضرار في البنية التحتية والمدنية. عامل الزمن الضاغط كان لمصلحة القوات العراقية، والمحاصرون هم من كانوا تحت الضغط.

■ لماذا رفض رئيس الحكومة حيدر العبادي خروج المدنيين من الموصل؟

لم يكن قراراً شخصياً، بل تقدير الأجهزة والعمليات المشتركة. قدّرنا وجود أكثر من مليون ونصف مليون شخص، وخروجهم سيشكّل أزمة كبرى في الجانب الإنساني، وإرباكاً للقوى المتقدمة والعمليات. كان هناك تصور لطبيعة الأسلحة وطبيعة التكتيكات القتالية، وفعلاً أثبت الواقع أن هذا التصور كان صحيحاً، وأعطى بُعداً عرضياً، وبدأ السكّان يثقون بالجيش العراقي وبقوات مكافحة الإرهاب، ويهربون باتجاههم، وهذا أثّر في طبيعة اقتناعات أبناء المدينة، ونظرتهم إلى الحكومة الاتحادية، وهذا سيؤثر في مستقبل الأيام بالنسبة إلى وحدة البلد، وطبيعة نظرة السكّان إلى الجيش. بصراحة، الجيش العراقي الذي دخل الموصل يختلف عن الجيش العراقي الذي انسحب منها. حالياً، علاقته مع المدنيين أفضل، فقد راعى سلامتهم وراعى حجم التدمير، وهذا ما كان واضحاً، إذ لا يتجاوز حجم التخريب في المباني والبنى التحتية بأعلى التقادير 5%.

■ حينما انسحب الجيش العراقي من الموصل عام 2014، هل كانت تطغى عليه صبغة طائفية معينة؟

لا. بيئة الموصل كانت بيئة محتقنة. بيئة معبّأة ضد الجيش العراقي. كانت القاعدة وبقايا حزب البعث وكل الإعلام الإقليمي يصوّرون أن الجيش الموجود في المدينة هو جيش صفوي شيعي لا يمثل كل أبناءها. وتكاملت مع تصرفات سيئة من بعض القادة، يشوبها الفساد، إضافةً إلى تعبئة الحكومة المحلية والمحافظ في ذلك الوقت (أثيل النجيفي) ضد الجيش، إذ كان هو من يقود الاعتصامات. وأيضاً هذه التعبئة السياسية كان لها تأثيرها في الموصل. كانت المدينة من الحواضن القوية للقاعدة وداعش. قسم من أهل المدينة يقول إنهم ظنوا بعد أسبوعين من دخول التنظيم أنهم تحرروا ودخلوا في نظام جديد، لكنهم أسقطوا الدولة.

■ ما مدى صحّة مقولة وجود عرقلة أميركية للعمليات وسحب التحالف الدولي غطاءه الجوي؟

المهمة الأساسية يقوم بها الجيش العراقي والحشد الشعبي، وأما المهمة الأكبر التي أداها التحالف الدولي، فهي بالتأثير على حلفاء الولايات المتحدة في المنطقة. أحياناً يدعمك شخص بالفعل الإيجابي، كالغطاء الجوي. هم دعموا قسماً من القطعات العراقية، ولكنهم لم يقدّموا للحشد ذلك الغطاء.
استطاعوا أن يؤثروا على الدول المتحالفة معهم في المنطقة، والتي هي داعمة لداعش في الوقت نفسه، تركيا والدول العربية الأخرى. العراق بحاجة إلى غطاء دولي في معركته ضد الإرهاب، وهذا شيء مهم، خصوصاً حينما يحظى بدعم دولي، مهما كانت طبيعة هذا الدعم، حتى لو كان إعلامياً أو سياسياً أو حتى على مستوى الشعارات. هو أفضل من أن يكون محاصراً، والمصلحة موجودة، لكن نحن لا نبني أمرنا على الدعم الخارجي الأميركي، بل المعركة تدار بالقدرات العراقية، والدعم له حيثيات أخرى تكميلية.

■ في بعض مراحل المعركة حُجب الغطاء الجوي؟

نحن لدينا غطاؤنا الجوي، خصوصاً بعد أن وصلت قواتنا إلى بيجي وصلاح الدين والقيارة، طائرات الجيش كانت تغطي المعركة.

■ في ما يخص غارات التحالف، هل توقّفت في مكان ما؟

كان هناك تنسيق بين التحالف الدولي وجهاز مكافحة الإرهاب في بعض مراحل المعركة. وكان هناك دعم لقوات البيشمركة حينما اشتركوا في الصفحة الأولى من العمليات. طبعاً هذا يتباين بحسب الموقف الأميركي، لكن على العموم كنا نعتمد في جزء كبير على طائرات الجيش التي كان لها دور أساسي. وهنا نتحدث عن الهليكوبترات العراقية، خاصة أنه أثناء معارك كهذه، نرى أن المقاتل بحاجة إلى طوافات أكثر مما هو بحاجة إلى مقاتلات من على مرتفعات عالية. هذا ما حصل في معركة الموصل. كان هناك إسناد، ولكن كان للبيشمركة بشكل كبير، وهذا الإسناد غير موجود لقوات الحشد.

صبغة «الحشد» عقائدية، ويجب أن نقاتل «داعش» بسلاح يحمل تلك المقومات

■ لماذا أُعيد رسم الخطط في المعركة أكثر من مرّة، وخصوصاً بعد حادثة مستشفى السلام؟

الخطط في الناحية الاستراتيجية هي خطة واحدة. طبعاً الخطط بالنسبة إلى العسكر هي مرنة، تسمّى بالمستجدات، إذ لم تحصل مفاجآت في معركة الموصل، سوى أن قسماً من القطعات تقدّم بشكل غير محسوب، في داخل مستشفى السلام، من دون أن تؤمّن الأنفاق والممرّات الملغمة، وحصلت هذه الخسائر في تلك الواقعة. لكن ما عدا ذلك، فإنّ ما حصل ليس توقفاً، بل إعادة تقييم للخطة بعد أكثر من شهرين. وبعدما أُعيد التقييم، وتعزيز القطعات لقوات وزارة الداخلية (قوات الرد السريع)، فإن حجم المناطق التي حرّرت في الشهر الأخير هي ثلثا المناطق التي حرّرت في الأشهر الأولى. وهذا دليل على أن المراجعة كانت صحيحة.

■ متى ستبدأ عمليات غرب الموصل (الساحل الأيمن)؟ وما هي مدّتها؟ وهل سنشهد مفاجآت؟

اليوم دعت العمليات المشتركة الإعلاميين كي يدخلوا معهم إلى غرب الموصل (الساحل الأيمن)، لأن العمليات وشيكة، وسيتم إعطاء تسهيلات للإعلاميين ليغطّوا هذه المعركة. المعركة ستتم على الهواء، عبر الفضائيات، وهي في سياق الحرب النفسية، وحتى المخالفات المزعومة فإنها على الهواء. معركة الساحل الأيمن معركة وشيكة، ووشيكة جدّاً.

■ هل هناك تقدير للمدّة؟

نتمنّى أن تنفضّ في ساعة، لكن يجب أن نراعي العوامل الآتية:
-طبيعة إدارة العدو
-حجم الخسائر للطرفين
-حجم وجود المدنيين (ما لا يقل عن نصف مليون شخص)، ومسؤولية أمن هؤلاء تقع على عاتق القوات الحكومية لا على داعش.
كل هذه العوامل تدخل في تحديد وتيرة المعركة، وفي طريقة استخدام حتى الأسلحة. لا أتكلّم عن حرب تقليدية، لأننا حشدنا كل الأسلحة، بل عن حرب شوارع، في مدينة هي مدينتا، ونسعى أن تكون بأقل التكاليف.

■ أعلن دولة الرئيس العبادي منذ يومين علمَ بغداد بمكان وجود زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، هل هذا صحيح؟

تخمينات استخبارية، وإلا كنّا استهدفنا المكان في اللحظة نفسها. قد يكون في الموصل أو الرقة أو البعاج أو دير الزور.

■ هل وصلتم إلى محيط وجوده؟

ربما. هو جرح في إحدى المعارك، لكن لا فكرة لديّ إن كنا قد وصلنا إليه.

■ ... ومعركة الحويجة؟

الحويجة كان ممكناً أن تنتهي، لكن الانشغال والانهماك في معارك الموصل أجّلها، وهي ليست بعيدة. نحن حالياً نهيّئ الحشد الشعبي من أبناء المنطقة في كركوك، وننظّمهم ونرتّبهم في ألوية هيئة الحشد، وهذا في إطار الاستعداد لما تبقّى من معركة كركوك، والحويجة وناحية الرشاد، ونعتقد أنه بعد تحرير غرب الموصل (الساحل الأيمن) سنشهد معركة تحرير الحويجة بالرغم من أنه بدأنا نهيّئ الآن قوة عسكرية تتدرب وتتشكل لقيادة عمليات شرق دجلة، وهي تقريباً معنية بهذا الموضوع.