أعلن المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا، أمس الخميس، افتتاح المفاوضات السورية في جنيف، من قاعة اجتمعت فيها كل الوفود المدعوة إلى جولة المحادثات. وفي كلمة له خلال الجلسة الافتتاحية لجولة المحادثات، جدّد دي ميستورا تأكيده ضرورة عدم «توقع المعجزات» من جولة المحادثات، مشدداً في حديث وجهه إلى المشاركين على وجود «فرصة ومسؤولية تاريخية لوضع حد للنزاع الدامي» في سوريا.
وطالب الأطراف السورية بالعمل على تنفيذ قرار مجلس الأمن 2254، المتضمن لمسائل الحوكمة والدستور والانتخابات، مجدداً تأكيده على «عدم وجود حل عسكري للأزمة السورية».
وشكر الدول التي ساهمت في عقد محادثات أستانة، وهي روسيا وتركيا وإيران وكازاخستان، على ما قامت به للمساعدة في التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار «الصامد برغم هشاشته»، مشيراً إلى أنه «فتح نافذة أمل لمسار سياسي، ويجب ألا أن نضيع هذه الفرصة».
وأكد أن «مجلس الأمن حثّ جميع الأطراف على المشاركة في المفاوضات بحسن نية، ومن دون شروط مسبقة»، مضيفاً أن «القرار (2254) يكلّف الأمم المتحدة تحديداً بجمع ممثلين من الحكومة والمعارضة للدخول في محادثات حقيقية، والدخول في انتقال سياسي بعملية انتقال تحددها الأمم المتحدة، ويقودها السوريون».
ولفت إلى أن «الساعات الأخيرة شهدت تقدماً تمثل في الوصول إلى وفد موحد للمعارضة، والقرار 2254 يحدد جدول أعمال واضحاً، وهذا ما ينبغي مناقشته بتفاصيله بعد الاجتماع الافتتاحي». وقال إنه سيعقد اجتماعات ثنائية اليوم، لتوضيح إجراءات عملية المحادثات بين الأطراف.
وفي وقت سابق من يوم أمس، التقى دي ميستورا في مقر الأمم المتحدة في جنيف وفدي الحكومة والمعارضة السوريتين بنحو منفصل، كما التقى ممثلين عن «منصة القاهرة». وقال عضو «المنصة» جمال سليمان، عقب اللقاء، لوكالة «فرانس برس»، إن «الاجتماع تناول الترتيبات التي على أساسها ستتم هذه الجولة والمبادئ الاساسية التي ستقوم عليها»، مضيفاً: «أكدنا أنه يجب أن يكون هناك مفاوضات مباشرة، ولكن لم يقرر أي شيء بشكل نهائي حتى الآن».
وكان من المفترض عقد الجلسة الافتتاحية بعد ظهر أمس، إلا أن بعض العقبات دفعت إلى تأجيلها إلى المساء، بسبب خلاف حول مشاركة ممثلي منصتي موسكو والقاهرة، خلال الجلسة، بشكل مستقل وليس ضمن وفد المعارضة.
(الأخبار، أ ف ب، رويترز، الأناضول)