أصدر "الحراك الشبابي الشعبي الفلسطيني" بياناً أمس، ذكّر فيه بأنّ فلسطين الممتدة "من النهر إلى البحر" هي القضية الأساس، وبأنّ العدوّ الأساس هو "العدو الصهيوني"، رافضاً في الوقت نفسه أشكال التطبيع، كما "التنسيق الأمني الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة"، لأنّ "الحديث عن السلام مع (هذا العدو) هو حديث مشبوه ومدان". وجاء نص البيان على الشكل الآتي:
جماهير شعبنا الفلسطيني في كل مكان
تحية الوطن، تحية الفدائيين الذين حاوروا الاحتلال باللغة التي يفهم
تحية الشهداء الذين وحّدوا الوطن بدمائهم، الشهيد مصباح أبو صبيح، الشهيد مهند الحلبي، والشهيد نشأت ملحم، والشهيد مهند القبي وغيرهم من الشهداء الذين ساروا على هذا النهج. تحية أسرانا البواسل القابعين في سجون الاحتلال.

أيها الشعب الفلسطيني العظيم، أيها القابضون على الجمر في زمن الردّة، إنّ هذه المرحلة التي تمر بها قضيتنا الفلسطينية هي مرحلة خطيرة ومفصلية، إذ تحاول قوى الشر الصهيونية، مدعومة من بعض الأنظمة العربية ومن سلطة أوسلو التي تنازلت عن كل ثوابت القضية الفلسطينية إجهاض نضالات شعبنا نحو التحرير والاستقلال.
لذلك فإننا بالحراك الشعبي الفلسطيني نؤكد على ما يلي:
أولاً: إن عدوّنا الأساسي هو العدو الصهيوني الذي يحتل أرضنا ويشتت شعبنا ويدنس مقدساتنا، لذلك ندعو لتوحيد كل أدوات النضال وكل الطاقات التي تملكها الفصائل الفلسطينية لهذا العدو حتى تحقيق النصر والعودة.
ثانياً: نرفض التنسيق الأمني الذي تمارسه أجهزة أمن السلطة ولا يمكن تعريفه سوى تحت مسمى الخيانة العظمى، وإنّ هذه الأجهزة الأمنية تعتبر ذراعاً من أذرع الاحتلال وسيفاً مصلتاً على رقاب أبناء شعبنا. وإننا ندعو أبناء الأجهزة الأمنية إلى التخلي عن هذا النهج الخياني والالتحاق بنهج من سبقوهم من أبناء تلك الاجهزة، أمثال الشهداء القادة أبو جندل والكرمي وعبيات وزلوم والكثير من أمثالهم الذين ضحوا بأرواحهم الطاهرة من أجل الشعب والقضية، وكان آخرهم الشهيد البطل أمجد السكري.
ثالثاً: إنّ التطبيع الذي يمارس من الهيئات الرسمية ومن قبل بعض المؤسسات أو الجمعيات أو الأفراد ما هو إلا خيانة واضحة وطعنة في خاصرة هذا الشعب وتضحياته، وإننا نحذر مرضى النفوس من الاستمرار في هذا النهج، وإنه لن يُفلت من عقاب الشعب ولعنة التاريخ.
رابعاً: إنّ المؤسسات والمنظمات الدولية هي الوجه الناعم للاحتلال، وإنّ أجندتها مشبوهة وتمويلها موجه ويهدف لتفكيك نسيج المجتمع الفلسطيني وضرب فكرة المقاومة وتحويل النضال من الخنادق إلى الفنادق، وعليه ندعو المؤسسات المحلية لرفض هذا التمويل وأن يكون قرارها مستقلاً وتكون جزءاً لا يتجزأ من نضال هذا الشعب، لا أداة من أدوات الاستعمار.
خامساً: البوصلة هي فلسطين، وهي خلاصة الاستعمار لتفتيت أمتنا العربية والإسلامية، فمن حاد عنها كان خائناً، وأما الفتنة التي تحدث في عالمنا العربي فهي لحرف هذه البوصلة وإطالة عمر الاحتلال.
سادساً: ندعو كافة الفصائل الفلسطينية إلى أن تتحمل مسؤولياتها تجاه قضايا أبناء شعبنا، فما وُلد إلا من رحم المُعاناة، وإنّ مشروعنا جميعاً هو دحر الاحتلال عن أرضنا. وإنّ الحديث عن السلام مع عدو أمعن في قتل أبنائنا وقمع أهلنا وأحكم حصاره الظالم على قطاع غزة وتوسّع في استيطانه ودنّس المسجد الأقصى المبارك هو حديث مشبوه ومدان، وفي ظل هذه المسرحية السخيفة تمدد العدو وتمادى في ظل صمت فلسطيني مُشين وعدم مبالاة عربية وإسلامية، وإنّ مهادنة المحتل قد طالت في ظل الانتهاكات المتكررة لهذه العصابات، من دون أن تحرك فصائلنا ساكناً، فقد اكتفت بالشجب والاستنكار ولعب دور المتفرج، وهذا ما لم نعهده من قبل. لهذا ندعو كافة الفصائل للعمل بشكل جدي لإنهاء مهزلة الانقسام وتوحيد الجهود لدعم انتفاضة القدس المباركة بكافة الوسائل، والاستعداد موحدين لمواجهة المرحلة المقبلة، وأن لا تخونوا دماء الشهداء الذين ضحوا بأنفسهم من أجل أن تنعم فلسطين وشعبها بالحرية والكرامة.
سابعاً: يجب العمل بكافة الأشكال والوسائل من أجل إطلاق سراح أسرى الحرية وفك معاناتهم التي امتهن السجان فيها كافة الأساليب والوسائل لكسر إرادة أبطال الحرية ومشاعلها. إننا في الحراك الشبابي الشعبي الفلسطيني ندعو أبناء شعبنا للسير في هذا الركب كأهداف آتية على طريق التحرير الشامل.
عاشت فلسطين حرّة عربية مستقلة من النهر إلى البحر
عاشت انتفاضة القدس المباركة، المجد والخلود لشهدائنا الأبرار، والحرية لأسرانا البواسل
الحراك الشبابي الشعبي الفلسطيني