أعلنت قيادة «العمليات المشتركة» في العراق، أمس، استعادتها لحي الصمود في القاطع الغربي لمدينة الموصل، في سياق عمليات «قادمون يا نينوى». ويُعدُّ حيّ الصمود أحد الأحياء الأربعة التي اقتحمتها القوات العراقية أمس، إضافةً إلى أحياء الدواسة، وتل الرمان، والدندان، الواقعة جميعها غربي المدينة.
ونقلت وكالة «الأناضول» عن أحد ضباط الجيش قوله إن «قوات مكافحة الإرهاب قتلت أكثر من 60 مسلحاً، في عملية تحرير حي الصمود»، مشيرةً إلى أن «القوات أحكمت سيطرتها على الحي بشكل تام، ونقلت أغلب العائلات إلى مناطق أخرى، تخضع لسيطرة القوات الأمنية، خوفاً من هجمات قد يشنّها التنظيم تستهدف المدنيين».
بالتوازي مع سيطرتها على الحي، تقدّمت القوات باتجاه حي المنصور، المحاذي لحيّي المأمون وتل الرمان، وسط غطاء جوّي أمّنته طائرات «التحالف الدولي»، وفق «الأناضول».
بدورها، أعلنت «الشرطة الاتحادية» أنها، بالتعاون مع «قوات الرد السريع»، سيطرت على مبنى مديرية ماء ومجاري الموصل في حي الدندان، في وقتٍ تقترب فيه القوات من «المجمع الحكومي»، الواقع في البلدة القديمة في المدينة. وقال المقدّم عبد الأمير المحمداوي إن «القوات تتقدم بسرعة لاستعادة السيطرة على المجمع الحكومي الذي يضم مبنى المحافظة ومديرية الشرطة».
وعلى الرغم من أن المباني مدمرة وغير مستخدمة من قبل التنظيم، إلا أن انتزاعها يمثّل خطوة رمزية في عملية استعادة السيطرة على الموصل، خصوصاً أن مجمل القاطع الغربي يصغر بـ40 مرّة مساحة الموصل، ولكنه أكثر كثافة، إذ يقطنه نحو 800 ألف نسمة من مجموع مليون ونصف مليون من سكان المدينة.
وبحسب القيادي في «جبهة الإصلاح» النائب أحمد الجبوري، فإن القوات تمكّنت في خلال أسبوعين من استعادة 15% من «الساحل الأيمن» للموصل، ذلك أن عمليات استعادة القاطع الغربي بدأت في 19 شباط الماضي.
وتزامن اقتراب القوات من المباني الحكومية مع سيطرتها على جسر الحرية الذي يؤدّي إلى وسط المدينة. ويُعتبر الجسر ثاني جسر في الموصل تؤمّنه القوات بعد أن أمّنت جسراً يقع إلى الجنوب مع بداية الهجوم الثاني في 19 شباط. ودمّرت القوات المتقدّمة، في سياق العمليات القائمة، جسور الموصل الخمسة فوق نهر دجلة، إلا أن أهمية إصلاحها تكمن الآن في تسهيل الهجوم على مسلحي التنظيم.
وفي سياقٍ متّصل، أعلنت وزارة الهجرة والمهجرين دخول أول قافلة مساعدات لإغاثة المدنيين في أحياء الموصل الغربية، بعد مضيّ أكثر من أسبوعين على انطلاق المعارك. وقال رئيس فريق عمل الوزارة في الجانب الغربي للموصل، خالد عبد الكريم، إن «الوزارة أرسلت شاحنات محمّلة بـ45 طناً من المساعدات الغذائية لأهالي منطقتي وادي حجر والمأمون». كذلك، أطلقت «مفوضية حقوق الإنسان في العراق» نداءً عاجلاً لإغاثة النازحين في مخيم حمام العليل، جنوب شرق الموصل، والذي جرى افتتاحه الأسبوع الماضي، وسط توقعات دولية بنزوح حوالى 400 ألف مدني من المدينة خلال العمليات العسكرية.
(الأخبار)