في أول تصعيد بين أنقرة ودمشق على جبهة منبج بعد تسلم القوات السورية نقاط التماس مع «درع الفرات» هناك من «مجلس منبج العسكري»، استهدفت القوات التركية يوم أمس، بقذائف مدفعية وصاروخية مواقع تابعة للجيش السوري وحلفائه في ريف منبج الغربي. وأوضح مصدر عسكري سوري أن «القصف استهدف نقاط حرس الحدود، وأدى إلى سقوط عدد من الشهداء والجرحى»، معتبراً أن «العدوان التركي ما هو إلا محاولة لوقف النجاحات والتقدم الذي تحرزه قوات الجيش السوري والقوات الرديفة».
من جهة أخرى، قال قائد القيادة المركزية الأميركية في الشرق الأوسط، الجنرال جوزف فوتيل، أمس، إن الولايات المتحدة تتخذ خطوات لمنع احتمالات الصدام بين تركيا والقوات الكردية التي تدعمها الولايات المتحدة في سوريا. وأوضح في معرض رده على سؤال من عضو لجنة الخدمات المسلحة في مجلس الشيوخ، جون ماكين، حول ما إذا كان يؤيد وجهة النظر السائدة بشأن خطر حدوث صدام بين القوتين الحليفتين للولايات المتحدة، أنه يتفق مع ذلك، مضيفاً القول: «من أجل هذا نحاول اتخاذ خطوات للحيلولة دون حدوث ذلك».
في موازاة ذلك، قال المتحدث باسم «التحالف الدولي» جون دوريان، إن جنوداً من مشاة البحرية الأميركية نشروا وحدة مدفعية «هاوتزر» في أحد المراكز الأمامية في شمال سوريا. وأوضح أن «نحو 400 جندي إضافي سيتم نشرهم هناك لفترة مؤقتة، وسينضمون إلى 500 جندي أميركي ينتشرون بالفعل في سوريا».
وأكد أنّ القوات الإضافية لن يكون لها دور في الخطوط الأمامية وستعمل مع «شركاء محليين» في سوريا، في إشارة إلى «قوات سوريا الديموقراطية»، مضيفاً إن الجهود المبذولة لعزل الرقة «تسير بشكل جيد للغاية»، ويمكن أن تستكمل خلال بضعة أسابيع، و«بعد ذلك يمكن اتخاذ قرار دخول المدينة».
وأضاف إن مجموعات الجيش الأميركي التي تم نشرها قرب مدينة منبج «لطمأنة» تركيا وشركاء الولايات المتحدة في سوريا، ستقوم بمهمة مختلفة عن مهمة مشاة البحرية، مؤكداً أن الدور المحتمل لتركيا «لا يزال موضع نقاش على مستوى قيادة الجيش وعلى المستوى الدبلوماسي... ونحن منفتحون على دور لتركيا في تحرير الرقة».
بالتوازي، أعلن المتحدث باسم «قوات سوريا الديموقراطية» طلال سلو، أنه أبلغ مسؤولين أميركيين أنه لا يمكن أن يكون لتركيا دور في الحملة لاستعادة مدينة الرقة، مضيفاً إن «الطرف التركي هو طرف محتل لا يمكن السماح له باحتلال المزيد من الأراضي السورية». وذكر أنه سلّم رسالة بهذا الخصوص خلال اجتماع مع السيناتور الأميركي جون ماكين، ومسؤولين عسكريين في شمال سوريا الشهر الماضي.
في سياق متصل، قال المتحدث باسم الرئاسة التركية إبراهيم قالن، إن بلاده «ترى مواقف متباينة» داخل الإدارة الأميركية تجاه تنظيم «ي ب ك» (وحدات حماية الشعب الكردية). ولفت في مؤتمر صحافي عقده أمس في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، الى أن «هناك (في الإدارة الأميركية) من يدعو إلى مراعاة موقف تركيا، وفي المقابل هناك جهود لمواصلة العمليات (في سوريا) عن طريق (ي ب ك)».
وأوضح أن الاجتماع الثلاثي الذي جمع رؤساء أركان تركيا وروسيا والولايات المتحدة، تطرق إلى «كل نواحي العملية (في الرقة) في حال التفاهم بين البلدان الثلاثة عليها». ورأى أن «الولايات المتحدة استثمرت في تنظيم (ي ب ك) بشكل كبير في عهد إدارة الرئيس السابق باراك أوباما، لدرجة أنها لا تستطيع الاستغناء عنه». وأضاف إنه يتعين على «الأكراد أن يخرجوا من منطقة منبج إلى شرقي نهر الفرات، وفقاً للوعود التي قُطعت لنا».
بالتوازي، قال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو، في مؤتمر صحافي، إن «هدفنا القادم بعد مدينة الباب هو منبج، وفي حال وجدنا عناصر (ي ب ك) فيها عندما نصل إليها، سنقوم بقصفها». وأشار إلى استمرار المحادثات مع الأطراف المعنية بشأن حملة عسكرية محتملة في مدينة الرقة، مشيراً إلى أن موقف الولايات المتحدة «متردد» بخصوص تلك الحملة. وأكد أن بلاده ستدعم أي محاولة روسية تهدف إلى تطهير المناطق من تنظيم «داعش»، مضيفاً إنها في الوقت ذاته «تعارض (ي ب ك) في حال قيام موسكو بفعل ذلك».
(الأناضول، أ ف ب، رويترز)