في وقت لا يزال فيه رفع العقوبات الاقتصادية عن إيران، أهم نقاط الخلاف الأساسية في المفاوضات النووية في فيينا بين طهران والسداسية الدولية، تقول تقارير إسرائيلية إن هذه العقوبات بدأت بالتفكك، وهو ما تحدثت عنه صحيفة «معاريف» الإسرائيلية التي نقلت أن ممثلي شركات غربية «اصطفوا من أجل مقابلة وزير النقل الإيراني (أحمد عباس آخوندي)» الذي شارك في معرض باريس الجوي الدولي قبل أسبوع.
وذكرت «معاريف» أن «إحدى الشركات الكبرى لاحقت الوزير الإيراني الذي اجتمع مع كبار المسؤولين في شركة إيرباص»، مضيفة أن «الوزير وجه تهديدات إلى فرنسا، إن لم تظهر أي مرونة في موقفها في المفاوضات النووية»، وقالت إن آخوندي حذر باريس من أنها ستخسر صفقات بقيمة 80 مليار دولار.
مع ذلك، قالت الصحيفة الإسرائيلية إن الوزير أكد أنّ «الاتفاق النووي سيوقَّع عاجلاً أو آجلاً»، لذلك «على فرنسا أن تحدد موقفها».
يبدو في هذا السياق أن الإيرانيين مارسوا لعبة استدراج عروض غربية اقتصادية لإيجاد نوع من الضغط على صانع القرار الغربي لرفع العقوبات عن إيران، وذلك مع قول آخوندي إن بلاده ترغب في شراء 400 طائرة جديدة، وأنه من أجل ذلك وافق على قبول الدعوة وزيارة المعرض الجوي.
ولفت الوزير الإيراني إلى أن هناك أسواقاً كبيرة ستفتح أمام الشركات الغربية التي تتوقف لعقد صفقات مع إزالة العقوبات الاقتصادية عن إيران، ومن الأمثلة التي أوردها، مشاريع بنى تحتية للقطارات في الجمهورية تقدر بمليار دولار، والبنى التحتية للشوارع وتقدر بـ30 ملياراً.
وفي محاولة لإيجاد نوع من التوازن والحد من الاندفاعة الإيرانية، نقلت «معاريف» عن مسؤول فرنسي رفيع قوله إن فرنسا «لا تخشى تفويت مثل هذه الصفقات»، بل طلب من الشركات الفرنسية ألا تقلق، لكنه لم يوضح ما الذي يمكن أن يدفع هذه الشركات إلى عدم القلق في ظل اندفاع شركات غربية أخرى منافسة لها على السوق الإيرانية.