أكد السفير التركي في إسرائيل كمال أوكيم، أن أنقرة تؤيد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة، ولا تؤيد حركة «حماس»، في موقف لافت، وذي دلالات. وجاء موقف أوكيم رداً على أسئلة مراسل صحيفة «جيروزاليم بوست»، في أعقاب كلمة ألقاها في جامعة تل أبيب، عرض خلالها موقف أنقرة من «التهديد الإيراني» وتطور العلاقات الثنائية مع إسرائيل.
وقال أوكيم إن «تركيا تؤيد الشعب (الفلسطيني) في قطاع غزة، لكن ليس حركة «حماس»، ونحن لا نوافق على المقاربة التي يحاول البعض أن يثبتها، بأن كل شخص يسكن في غزة هو تابع لـ»حماس»، وبالتالي هو إرهابي»، وأضاف «علينا أن نميّز بين الناس الذين يعانون، وأولئك الذين هم أعضاء في «حماس» كحزب سياسي».
وأشار السفير التركي إلى أن من المهم من ناحية أنقرة، تقديم مساعدة مالية للفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة، كجزء من عودة العلاقات الدبلوماسية الطبيعية مع إسرائيل، بعدما قطعت لخمس سنوات، وقال «نحن شاكرون لإسرائيل مساعدتها وتعاونها مع تركيا في هذه المهمة، التي تشمل دعم منطقة صناعية في جنين (الضفة)، وكذلك إقامة مستشفى في غزة».
ورداً على سؤال، أكد أوكيم أن تركيا تشارك إسرائيل قلقها من «طموحات إيران الإقليمية» وكذلك القلق من ملفها النووي، لكن مع تأكيده أن «أنقرة تعتقد أن أفضل طريقة للتقدم هي باحتواء إيران وليس عزلها... كان لدينا حدود مشتركة مع إيران لمئات السنين ولا تزال على حالها. هم يروننا منافساً استراتيجياً، ونحن نرى ضرورة محاباتهم واحتواء طموحاتهم».
وفي ما يتعلق بالساحة السورية، اكتفى السفير التركي بإشارتين اثنتين لافتتين: وجود تقدم بسيط في تحمل إيران مسؤولياتها في الساحة السورية؛ أما تجاه روسيا فقال «أتمنى لكم حظاً طيباً مع جاركم الجديد»، في إشارة منه إلى الوجود العسكري الروسي في سوريا.
وفيما شدد على أن أنقرة هي جزء من المعركة الدولية ضد الإرهاب وضد تنظيم «داعش»، أشار إلى ضرورة أن يخوض المسلمون واليهود هذه المعركة، وأضاف «الإرهاب ظاهرة عالمية لن يزول من دون أن يتحرك العالم لمواجهته»، وقال «هناك بعض المفاهيم الخاطئة حول دور تركيا وسياساتها، ويجب تصحيحها».
يشار إلى أن أوكيم، هو أول سفير تركي لدى تل أبيب، بعد شبه قطيعة دبلوماسية امتدت لسنوات منذ عام 2010، بعد المجزرة التي ارتكبها الجيش الإسرائيلي ضد أتراك على متن سفينة حاولت خرق الحصار على قطاع غزة. وتبادل السفراء بين الجانبين، جاء بعد «مصالحة» وإعادة تطبيع العلاقات إلى سابق عهدها.