يأتي كشفُ وزير المواصلات والاستخبارات يسرائيل كاتس، عن مشروع «سكة السلام الإقليمي»، خلال مؤتمر صحافي عقده أمس، بعد يومين فقط على لقاء رئيس الولايات المتحدة الأميركية، دونالد ترامب، مع الرئيس المصري، عبد الفتاح السيسي، والذي اعتبره محللون إسرائيليون «نواة» تحضير قمة إقليمية قد يشهدها الصيف المقبل، وتفضي إلى تسوية عربية إسرائيلية في ما يخص مجمل الصراع في المنطقة، وخاصة «بين الفلسطينيين والإسرائيليين».
ويأتي الأمر بعد وقت قصير على حضور مبعوث ترامب الخاص إلى المنطقة، جيسون غيرنبلات، في القمة العربية «كمراقب على المجريات»، وبعد زيارته رام الله وتل أبيب، حيث «انبهر من مشروع السكة»، كما قال كاتس خلال المؤتمر.
ووفق الخريطة التي عرضها كاتس أمام الصحافيين، فإن «سكة السلام الإقليمي» ستنطلق من مدينة حيفا إلى بيسان المحتلتين، لتمر عبر جسر الشيخ حسين الذي يربط بالأردن، ومن هناك إلى مدينة إربد شمالاً، ومن ثم إلى دول الخليج العربي والسعودية.

كاتس: هناك محادثات
مهمة مع دول عربية بشأن مشروع السكة

وفي هذا السياق، لفت الوزير الإسرائيلي إلى أن «هناك محادثات مهمة مع دول عربية بشأن مشروع السكة»، مضيفاً إنه «متفائل جداً من احتمالية الدفع بالمشروع، الذي سيساهم في تقوية الأردن وتحويلها إلى مركز مواصلات»، إذ «ستمكن السكة ليس فقط من الوصول إلى موانئ حيفا، وإنما أيضاً إلى كل أنحاء الخليج العربي، كما ستكون بمثابة جسر بري لمواطني الدول العربية المذكورة، يسهل عليهم الوصول براً إلى ساحل البحر المتوسط».
وتابع كاتس قائلاً إن «غرينبلات أعجِبَ جداً بالمشروع ووعد بطرحه أمام الرئيس ترامب... وخلال الأيام الماضية، كانت هناك محادثات بيننا وبين الأميركيين في هذا الصدد، كذلك فإن رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو أثنى على المشروع».
ووفق ما نقلته صحيفة «يديعوت أحرونوت» عن كاتس، فإن «المشروع سيمنع أزمة إنسانية ويتيح تحسين الوضع الاقتصادي، ويمهد لمشاريع سياسية على المدى الطويل». وأشار الوزير الإسرائيلي إلى أن «مبادرته تتضمن أيضاً تصوراً لبناء ميناء بحري ومطار في قطاع غزة بإشراف إسرائيلي، لكن وزارة الأمن الإسرائيلية تعارض هذه النقطة».
ولفت كاتس إلى أن «لسكة القطار رؤية اقتصادية، وأيضاً استراتيجية»، مضيفاً إنها «ستتيح عبوراً برياً آمناً، وتوفر على الدول العربية على المستوى الاقتصادي، للوصول إلى شواطئ المتوسط». وقال إن «طول المسار البحري الذي يبدأ من الميناء المركزي في السعودية، الدمام، ليصل إلى البحر المتوسط عبر قناة السويس، يبلغ 6000 كيلومتر»، بينما «عن طريق اليابسة عبر إسرائيل للوصول إلى ميناء حيفا، يبلغ فقط 600 كيلومتر».
وفي هذا الإطار، ذكرت الصحيفة أن كاتس أوضح لمبعوث ترامب أنه «لا يطلب دعماً مالياً أميركياً للمشروع، وإنما يطلب فقط تشجيع الأردن والسعودية ودول الخليج لقبول المشروع»، إذ إن «السكك الحديدية التي ستمر في الدول العربية ستموّلها شركات خاصة بغية الربح المالي».
إلى ذلك، لم ينسَ الوزير الإسرائيلي التطرق في مؤتمره الصحافي إلى «الهجوم الكيميائي» في سوريا، مشيراً إلى أنه «يدعم بشدة فكرة نقل أطفال سوريين تعرضوا للهجوم، إلى إسرائيل، بهدف معالجتهم في المستشفيات». ولفت إلى أنه «طالب رئيس الوزراء الإسرائيلي بإرسال مساعدات إنسانية وطبية إلى الجرحى، وخاصة الأطفال».