القاهرة ــ الأخبارنشر تنظيم «داعش» مقطع فيديو جديد يظهر عمليات قنص واستهداف لجنود من الجيش المصري خلال قيامهم بعملية تأمين المواقع العسكرية في شمال سيناء. وجاءت خطوة التنظيم بعد يومين فقط من إعلان تبنّيه تفجيري كنيستي طنطا والإسكندرية اللذين أوقعا 46 شهيداً على الأقل، وعشرات الضحايا، خلال أحد الشعانين.

الفيديو الذي حاول من خلاله «داعش» استعراض قوته في شمال سيناء، ضمّ مقاطع لأحداث قديمة وقعت قبل نحو عامين، وكانت قوات الأمن قد عثرت على غالبية هذه المقاطع مع الخلايا التي تم ضبطها سابقاً، وجرى التحقيق الموسع معها، وبعضها أحيل إلى التحقيق.
مصدر عسكري قال لـ«الأخبار» إنّ «الأحداث التي بدت في المقاطع وقعت ضمن نطاق مدينتي رفح والشيخ زويد، وبعضها تاريخه أقدم من عامين»، مشيراً إلى أن «المدينتين جرت السيطرة الأمنية عليهما بشكل كامل، بينما يتبقى جزء من المقاتلين المتطرفين الذين تمكنوا من الوصول إلى قلب العريش واختبأوا في منازل المواطنين، وهو ما زاد من تعقيد الموقف الأمني في التعامل معهم».
ورأى المصدر أن «الهدف الرئيسي من الفيديوات هو محاولة داعش رفع معنويات أعضائه في سيناء، بعدما تسبّبت المداهمات الأخيرة في تدمير كمية كبيرة من الأسلحة والذخائر، ووجود مشكلة لدى القيادات في التواصل، خصوصاً داخل العريش التي اندسّ داخلها عدد من القيادات بعد محاصرتهم في الدروب الجبلية خلال الأسابيع الماضية، في أكبر حملة عسكرية شُنّت منذ أسابيع». ولفت إلى أن «استخدام الطائرات في المطاردات الجبلية وملاحقة الإرهابيين كبّدهم خسائر وصلت إلى نحو 50 قتيلاً في أقل من أسبوع، إضافة إلى كميات الأسلحة، سواء التي دمرت أو التي تم العثور عليها»، مشيراً إلى أن «تنسيقاً كاملاً يجري بين وزارة الداخلية والجيش لإحكام القبضة الأمنية على شمال سيناء، تمهيداً لرفع حالة الطوارئ عنها قبل نهاية العام الجاري وإنهاء حظر التجوال».
في غضون ذلك، أعلنت وزارة الداخلية المصرية مساء أمس، أنها تمكنت من تحديد هوية الانتحاري منفذ الاعتداء على الكنيسة المرقسية في الاسكندرية، وانها «تواصل جهودها» لتحديد هوية الانتحاري الذي نفذ تفجيرا استهدف الكنيسة في طنطا. ويأتي إعلان تحديد هوية منفذ الاعتداء على الكنيسة المرقسية، التي كان بطريرك الاقباط الارثوذكس يحضر فيها قداس احد الشعانين من دون ان يصاب بأذى، بعد ساعات من اعلان الكنيسة القبطية حصر احتفالات عيد الفصح بالقداديس والغاء أي مظاهر إحتفالية وتخصيص يوم العيد الاحد المقبل لاستقبال المعزين.
وقالت وزارة الداخلية في بيان: «بعد مضاهاة البصمة الوراثية للاشلاء التي عثر عليها بمسرح الحادث مع البصمة الوراثية لاهالي العناصر الهاربة المشتبه فيها، امكن التوصل لتحديد منفذ حادث التعدي على الكنيسة المرقسية في الاسكندرية وهو محمود حسن مبارك عبد الله، من مواليد عام 1986 في قنا وكان يقيم بمحافظة السويس». وقال البيان إن الانتحاري، الذي كان عاملا في احدى شركات البترول، كان «مرتبطا بإحدى البؤر الارهابية التي قامت احدى خلاياها بتفجير الكنيسة البطرسية» الملاصقة لكاتدرائية الاقباط الارثوذكس في القاهرة والذي اوقع في كانون الاول الماضي 29 قتيلا.
واضاف البيان أن «اجهزة الامن تواصل جهودها لتحديد هوية الانتحاري الذي نفذ الاعتداء على كنيسة مار جرجس بطنطا». وتضمن بيان الوزارة قائمة بأسماء 19 شخصا وصفتهم بأنهم «العناصر الهاربة» الذين تسعى الأجهزة الأمنية لتوقيفهم.