القاهرة | ضمن سعي القاهرة إلى الوصول لرؤية توافقية مع أديس أبابا بشأن سد النهضة الإثيوبي، تسلم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، رسالة خطية من رئيس الحكومة الإثيوبية هايلي ماريام ديسالين أمس، في خلال استقباله وزير الخارجية الإثيوبي في القاهرة في زيارة هي الأولى منذ أشهر. وأكد السيسي في خلال اللقاء أن السياسة الخارجية لمصر تقوم على تأسيس علاقات متوازنة ومنفتحة على جميع الدول، مشدداً على أن مصر «لا تتآمر ولا تتدخل في شؤون الدول الأخرى»، في رسالة ضمنية لنفي مساندة مصر لحركات التمرد في إثيوبيا.

وجرى في خلال اللقاء التطرق إلى تطورات ملف سد النهضة، حيث أكد السيسي «أهمية التفاعل الإيجابي مع الشركة التي تُنفذ الدراسات الخاصة بالسد لإنهائها في أقرب وقت»، مشيراً إلى ضرورة مواصلة التعاون من أجل الاستخدام الأمثل لمجمل الموارد المائية المشتركة في حوض النيل، بما يراعي تحقيق التنمية لكل الدول، «من دون الافتراء على الحق في الحياة». وأكد الوزير الإثيوبي التزام بلاده تحقيق المصالح المشتركة وعدم الإضرار بمصالح مصر، مشيراً إلى أن التشاور الدوري بين البلدين يعزز التعاون المشترك ويُسهم في ترسيخ الثقة.
من جهة أخرى، يغادر وزير الخارجية المصري، سامح شكري، إلى الخرطوم للقاء نظيره السوداني في الاجتماعات التي تعقد على مستوى وزراء الخارجية ضمن اجتماعات لجنة المشاورات السياسية بين البلدين، وهو اللقاء الذي كان يفترض عقده قبل عشرة أيام وتأجل في اللحظات الأخيرة مع تصاعد اللهجة العدائية من الإعلام السوداني تجاه مصر.
وستتناول المباحثات إزالة جميع المعوقات التي تمنع انسياب حركة التجارة بين البلدين، والعمل على زيادة معدلات التبادل التجاري والاستثمار بينهما، إلى جانب مقترح إقرار «ميثاق شرف إعلامي» بين البلدين لوقف الحرب الإعلامية المتبادلة على خلفية الحديث السوداني عن تبعية حلايب وشلاتين للخرطوم، وهي المنطقة الحدودية التابعة للحدود المصرية.