■ هل تتوقعين أن ترضخ سلطات الاحتلال لمطالب الأسرى؟
هذه المطالب عادية وإنسانية، وهي مطالب تتعلق بكرامة الأسرى واحتياجاتهم اليومية في السجون، مثل زيارة عائلاتهم والتواصل معهم. من السهل تحقيق هذه المطالب، إذا لم يُرد الاحتلال خلق أزمة جديدة في الشارع الفلسطيني. الأسرى لديهم خبرة طويلة في مواجهة الاحتلال، هم أبطالنا وقرارهم قبل بدء الإضراب الانتصار، وهم لن يقبلوا أن تنكسر إرادتهم.

■ ماذا يريد الأسير مروان البرغوثي تحقيقه بهذا الإضراب؟
الهدف الأساسي تحقيق المطالب (تحسين ظروف السجن) التي سلمت لإدارة السجون الإسرائيلية، والقيادة الفلسطينية، والمؤسسات الدولية والقنصليات. هذا الإضراب وطني بامتياز، وموضوع حرية الأسرى وكرامتهم جزء لا يتجزأ من حرية الشعب الفلسطيني وكرامته، وخطوتهم هذه جزء أيضاً من نضال الشعب الفلسطيني على مرّ سنوات الاحتلال. لا يخفى أنَ ما يريد مروان قوله هو ان الأسرى يعيشون حالة الوحدة الوطنية، فهم أصحاب وثيقة الأسرى للوفاق الوطني، وهم من صاغها، وكان لهم الفضل في محاولة لمّ الشمل الفلسطيني منذُ اتفاقية مكة، وتشكيل أول حكومة وحدة وطنية كان بسبب هذه الوثيقة.

نرى الشعب الفلسطيني يقف اليوم خلف الأسرى، ويمكننا القول إن هذه الأهداف التي تحققت الفضل فيها للمعتقلين. والأسرى لن يتركوا أي فرصة لتوحيد الشعب الذي اجتمع من أجلهم، ويمكننا أن نرى ذلك في خيم التضامن معهم. أكبر دليل على ذلك هو الإضراب الشامل في الضفة والقدس وغزة (أمس). هذا الإضراب نجح بنسبة مئة في المئة.

■ روّج إعلام العدو أن أهداف البرغوثي هي فرض أجندته على السلطة ولتعويم نفسه؟
لا يحتاج مروان إلى تجويع نفسه من أجل إيجاد مكانة له في الشارع الفلسطيني، ولا يحتاج إلى أن يجوع هو وآلاف الأسرى من أجل إيجاد مكانة له في «فتح». كل الاستطلاعات منذ 15 عاماً حتى يومنا هذا تقول إن مروان البرغوثي هو الشخصية المتصدرة، وآخرها انتخابات «اللجنة المركزية لحركة فتح» حيث حصل على أعلى الأصوات، وكان الفارق بينه وبين المرشح الثاني 10% من الأصوات. لهذا لا يحتاج إلى أن يجوع ويجوّع الشباب معه لإثبات مكانته. أراد مروان القول إنه لا يمكن كسر إرادة الأسرى، ولا يمكن للأسرى أن يسمحوا بانتهاك كرامتهم وبإهانة عائلاتهم.

■ كيف تنظرون إلى تفاعل الشارع الفلسطيني مع الإضراب؟
تحرك الشارع في المحافظات الفلسطينية جيد ومرضيّ عنه. كل الشعب واقف على «رجل واحدة»، ونحن لا نريد أكثر من هذا. ويكفي أن أهالي الأسرى شعروا بكرامتهم الحقيقية عندما ملكوا الشارع الفلسطيني الذي انضم إليهم عبر خيم التضامن. حددنا ٣ أيار المقبل يوماً للحرية والكرامة، وسنجتمع في ميدان مانديلا في رام الله في الساعة الخامسة، وفي كل الميادين في الضفة وغزة والقدس ومخيمات اللجوء والشتات للتضامن مع الأسرى. ستكون هناك فعاليات في مخيمات الشتات في لبنان وفي الأراضي المحتلة عام ١٩٤٨، وتحديداً في الخيم التضامنية مع أسرى أراضي الـ٤٨. وسنطلب من الجاليات أن يكون هذا يوم وحدة ويوم كرامة ليتضامنوا فيه مع الأسرى.

■ ماذا تعرفين عن الحالة الصحية للبرغوثي، وهل سيستمر في إضرابه إذا رفض العدو تلبية مطالب الأسرى؟
لم يرَ أحد مروان منذ اللحظة الأولى للإضراب في 17 نيسان، ولم يسمح لـ«الصليب الأحمر» بزيارته، ولا لأعضاء الكنيست من «القائمة المشتركة»، ولا للمحامين. المعلومات عنه شحيحة، وتصلنا بطرق غير رسمية. ونحن واثقون بأن أبو قسام صاحب تجربة كبيرة في سجون الاحتلال. فهو عندما كان شاباً شارك في الإضرابات بين عامي ١٩٧٨ و١٩٨٣. كذلك شارك في إضراب ١٩٨٥، وهو يعرف ماذا يعني الإضراب عن الطعام، ويعرف كيفية مواجهة العقلية الصهيونية المجرمة، وإن شاء الله سيتحقق النصر لهم.

■ هل تظنين أن الإضراب سيصعّد الاشتباك مع الاحتلال؟
الأمور الآن آخذة في التصاعد، وإذا بدأت تصل إلى الشارع أخبار عن سوء الحالة الصحية للأسرى أو وجود حالة حرجة أو أن هناك خطورة على حياة الأسرى... بالتأكيد سيصعّد أكثر ولن تكون هناك خطوطٌ حمراء.